No Script

ضمن فعالية «موسيقى الإثنين» في «القاعة المستديرة»

«مركز جابر الثقافي»... احتضن «وشاح» الموسيقى والطرب الأصيل

تصغير
تكبير
  • الفرقة السورية حلّقت  بالجمهور الكويتي...  في الأجواء الحلبية  والدمشقية

أجواء حلبية ودمشقية بامتياز، تلك التي أشاعتها فرقة «وشاح» السورية أول من أمس، ضمن فعالية «موسيقى الإثنين» في القاعة المستديرة بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، حيث قدمت الفرقة المكونة من أربعة أعضاء (المغني خالد الحافظ، مروان فقيرعلى آلة الكمان، إياد حيمور العازف على القانون، وفواز بكر عازف العود) باقة من المقطوعات الموسيقية والموشحات الغنائية الممزوجة بالفن والثقافة وأصالة النغم الشرقي.
في البداية، رحب أعضاء الفرقة بالجمهور الكويتي الذي ملأ القاعة المستديرة، كما تحدث عازف العود فواز بكر نيابة عن زملائه في الفرقة، قائلاً: «شكراً جزيلاً على حضوركم، ويشرفنا ويسعدنا هذا الجمهور بهذه الطاقة الجميلة، حيث سنقدم لكم برنامجاً جزء منه معروف، وجزء آخر غير معروف من الموشحات التي بدأت تنقرض، فشكراً لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي».
بعدها، تدفق النغم الأصيل في القاعة، وقدمت الفرقة وصلتها الأولى، وهي عبارة عن سماعي من مقام «حجاز كار كرد»، حيث تضمنت ثلاثة موشحات قديمة، فكان الموشح الأول بعنوان «يمر عجبا ويمضي»، أما الموشح الثاني فهو «يا غزال الرمل» من تلحين زهير المنيني، بينما كان الموشح الثالث بعنوان «لم يكن هجري حبيبي عن قلى».


وفي الوصلة الثانية، بلغت ذروة التفاعل أوجها من جانب الحضور، الذي حلّق مع الفرقة في الأجواء الدمشقية العليلة، لا سيما عندما قدمت موشح «مر التجني بديع المحيا»، ثم تبعته بموشح آخر بعنوان «يا حسن مظهر يبدو سناه».
أما الوصلة الثالثة التي قدمتها الفرقة، فهي من مقام «الهُزام» وتضمنت موشحاً بعنوان «كم وكم الصدود يا أملي»، وموشح «بالله يا باهي الجمال يكفي التجني». وتابعت الفرقة وصلتها بتقديم موشح من مقام «البيات» بعنوان «إنما أنت قمر».
ولم تنته فقرات الحفل عند ذلك الحد، بل أتحفت الفرقة الجمهور الكويتي عبر تقديمها لباقة من الموشحات الأخرى، مثل «سل نجوم الليل تنبيك عني»، و«بالله يا باهي الشيم».
أما الوصلة الأخيرة فكانت عبارة عن «قدود حلبية» لأغنية «مالك يا حلوة مالك/‏‏ هو الغرام غيّر حالك». ومعروف أن «القدود» هي من الفنون الموسيقية السورية التي اشتهرت بها مدينة حلب تحديداً منذ القدم.
وفرقة «وشاح» تقدم القطع الموسيقية والغنائية الشرقية والكلاسيكية وفقاً للمقامات التي انتشرت في تركيا وبلاد الشام ومصر، وتهتم الفرقة على نحو خاص بفن الموشح والذي ازدهر في بلاد الشام ومصر، وبالأخص في مدينة حلب، حتى أواسط القرن الماضي بشكليه الغزلي والصوفي. وتنتقي الفرقة أعمالها التي تقدمها بعيداً عن المألوف، سواء في الارتجال الغنائي والموسيقي الموزون وغير الموزون.
وفي ما يتعلق بأعضائها، فخالد الحافظ، هو مغنٍ ومدرس غناء سوري، شارك في العديد من الأمسيات وورشات العمل في سورية ولبنان والبحرين وتركيا، بالإضافة إلى أنه درس في محل إقامته بلجيكا الغناء الشرقي الكلاسيكي، فضلاً عن دراسته الموشحات في المعهد العالي للموسيقى في دمشق، وهو عضو في فرق كثيرة من بينها «نوا» و«رمل»، و«ألف باء»، وأخيراً فرقة «وجد».
أما عضو الفرقة مروان فقير، فقد تلقى تعليمه في معاهد مراكش في المغرب وباريس، وتوركوان في فرنسا، وهو يعد خبيراً في الموسيقى العربية والتركية التقليدية. حملته مسيرته الموسيقية إلى مسارح كبيرة في الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا اللاتينية. ويعمل فقير حالياً مع عدد من الفرق الموسيقية، كما يترأس العازفين في فرق الكثير من الفنانين العرب، ومن بينهم لينا شماميان، وجاهدة وهبة، ورشيد غلام.
وفواز بكر، ملحن وعازف عود ومغنٍ فرنسي - سوري الأصل - من حلب، بدأ مسيرته الموسيقية في دراسة ماجستير الموسيقى العربية والتركية. وركز على الارتجال في الموسيقى التقليدية في مدرسة ليون للجاز. ويواصل بكر اليوم ممارسته لمهنة التدريس، حيث كان مديراً سابقاً لمدرسة حلب للموسيقى، وهو يهتم بتوصيل معرفته بهذا التراث الذي لا يقدر بثمن إلى الجيل المقبل من الموسيقيين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي