No Script

من الخميس إلى الخميس

عدلُ الله

تصغير
تكبير

أكبر نعمة تشعرني بالرضا والسعادة هي نعمة العدل الإلهي.
كلما طال عمر الإنسان وكثرت تجاربه كلما كشف الزمن له وجوهاً قبيحة ظنها الناس صالحة، وزال الغطاء عن قلوب يمدحها الكثيرون ويثنون عليها وهم لا يعلمون مقدار الضرر الآتي منها، كل يوم أسمع أكاذيب وأرى ادعاءات، وكل يوم أيضاً أرى تضحيات واجتهادات، وقلوباً صافية وضمائر لوامة تحيا بها القلوب.
في الفضاء الإعلامي تمتلئ الصفحات بعبارات الوطنية وكلمات القيم والأخلاق، كما تمتلئ بكلمات البغض والعنصرية والحقد، والإنسان منا لا يعلم الشر فيهم مستمراً ولا يعلم الخير، فكم أشرار بدّل الله حالهم، وكم أخيار فُتنوا قبل أن يموتوا.
رأيُ الإنسان قاصر بما يراه وما يسمعه فكم إماما نام فوق الخديعة حتى هَلك، وكم مجرماً تاب إلى خالقِهِ فَقبِلَ اللهُ تَوبتَهُ.
ألا ترون العالم كله اليوم مفتوناً بهذه الجائحة، فيروس كورونا، هذا الفيروس المتناهي الصغر والذي كشف للناس طباعا لبشر وأممٍ كانت مخفية عن العالم، بشر يشترون السلاح خوفاً من أبناء وطنهم، وبشر يحملون الزاد إلى من هم بعيدون عنهم، بشر يُفعّلون، ضمائرهم وبشر يفعّلون أحقادهم.
من يحكم بين الناس وقد طُوي ما في القلوب وكذبت الألسن، وغابت الحقيقة وبهتت الصورة، أي عدل فوق أرضنا يمكن أن يعدل ميزان الحقيقة ويكشف ما في الضمائر، إذا اعتمدت على علم الإنسان وقدرته، فلن ترى يوما الإنصاف في الأرض إلا باجتهاد يعرف قليلاً وينسى كثيراً.
لو وثق الناس بقصورهم على معرفة الحقيقة ومعرفة مآل الناس، لما وجدت بينهم كل تلك الأحقاد وكل ذلك التباغض والتناحر والسباب، ولعل ما يحدث للناس، كل الناس، اليوم يدعو البعض للتفكير في حقيقة الإنسان وقدراته وما يدور حوله، لعل البعض يصل إلى حقيقة معنى العدل الإلهي الذي يبعثُ في القلوب السكينة.
الحمد لله، حمد الشاكرين، لمطلق عدله وفيض رحمته وأنه سبحانه العدل وهو الذي يحكم بين عباده في كل ما يختلفون به، حكم من لا يضل ولا ينسى، سبحانه.


Kalsalehdr@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي