No Script

آلاف من القوات الروسية في تدمر ومحيطها

معركة درعا آتية لا محالة و«حزب الله» يُشارك بـ... «الرضوان»

تصغير
تكبير

واشنطن تواجه مُعضلة الآلاف من الميليشيات العربية المدرّبة والمتمركزة في التنف


تؤكد مصادر سورية مطلعة أن معركة درعا ضد تنظيم «داعش» (جيش خالد بن الوليد) و«القاعدة» و«الجيش الحر» آتية لا محالة، ولن تأخذ في الاعتبار تهديدات أميركا بقصف القوات المُهاجِمة، أو اسرائيل بحماية المتطرفين المتمركزين على حدودها منذ أعوام تقدم لهم كل أشكال الدعم، أو الاتفاق الروسي - الاميركي - الأردني باعتبار المنطقة من ضمن «خفض التوتر».
وتحشد دمشق قواتها النظامية وقواتها الخاصة تحت قيادة العميد سهيل الحسن (المعروف بالنمر) والتي تتحرّك بغطاء روسي مباشر في كل معركة خاضتْها على كامل الجغرافيا السورية. وكذلك تحشد الصواريخ المضادة للطائرات في الجبهة الأمامية كما الخلفية وصواريخ استراتيجية بعيدة المدى وضعت على الأهبة القصوى ما ينذر بحرب من الممكن أن تكون قاسية، مع قوى إقليمية وأخرى موجودة ومحتلّة في سورية.
وتشير المصادرإلى أن القيادة السورية لم تلتفت لطلبات أميركا وإسرائيل بانسحاب «حزب الله» اللبناني والقوات العاملة تحت القيادة الإيرانية من درعا بدليل أن «قوات الرضوان» الخاصة التابعة لـ«حزب الله» أخذت مواقع لها في درعا ومحيطها، ما يدل على نيتها المشاركة في الهجوم الآتي بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد شخصياً.


وتعتقد المصادر المطلعة أن أميركا لم تستجب لطلب دمشق بالانسحاب من التنف لأن إسرائيل لم تفرض أو تطلب من واشنطن تنفيذ طلبات القيادة السورية بسبب عدم وجود مؤشرات لبدء المعركة. وبالتالي فقد تخطّت سورية كل الحواجز وقررت العمل العسكري ضد التنظيمات الموجودة على الحدود السورية - الأردنية والسورية - الجولان المحتل لفرض معادلة التفاوض بالقوة وإخراج القوات الأميركية من التنف مقابل الطلب من «حزب الله» التراجع والانسحاب من المعركة أو تحرير الجنوب بالقوة والذهاب بعد ذلك إلى الشمال والشرق السوري حيث لا تزال تتواجد قوات لـ «داعش» و«القاعدة» وقوات أخرى تعمل بإمرة القوات الأميركية المحتلة.
وتواجه أميركا معضلة الآلاف من الميليشيات التي درّبتها والتي تتواجد في منطقة التنف الحدودية بين سورية والعراق. إذ تُعتبر هذه الميليشيات عبئاً على القوات التي درّبتْها ودعمتها وموّلتها لأنها قوات عربية لا كردية. وبالتالي فإن أي اتفاق على إعادة التنف إلى السلطة السورية المركزية يعني انسحاب هؤلاء الآلاف الى المنطقة التي تسيطر عليها القوات الكردية في الحسكة. وهذا ما سيتسبب بمعارك داخلية عرقية بين الأكراد والقبائل العربية في المنطقة الذين يرفضون السيطرة الكردية، خصوصاً لمعرفتهم أن أنقرة ودمشق لا تنظران بعين جيدة إلى التعاون الكردي مع القوات المحتلة وان اي قوة احتلال غير مقدَّر لها ان تبقى الى الأبد في البلاد وبأنها ستواجَه بالسلاح المعروف تاريخياً وهو «المقاومة الشعبية».
أما بشأن الموقف الروسي من معركة درعا، فتقول المصادر العسكرية الموجودة في درعا إن العميد سهيل الحسن لم يكن ليتواجد في المنطقة من دون طلب خاص روسي. فقوات «النمر» تُعتبر القوات الخاصة التي تعمل تحت إمرة روسيا بموافقة واتفاق مع الأسد. وبالتالي فإن موسكو لا تريد لأي قوى جهادية تعمل مع اسرائيل أو غيرها أن تتواجد في سورية ولا تريد نصراً مجتزأ في بلاد الشام خصوصاً بعدما تحررت غالبية المناطق المفيدة والمكتظة سكانياً ما عدا الشمال السوري ليبقى الجنوب كضرورة يجب تحريره.
وفي مدينة تدمر ومحيطها، يُلاحظ وجود جديد لآلاف القوات الروسية ما يدل على أن موسكو ترسل قوات مشاة وقوات خاصة جديدة الى بلاد الشام وبأعداد كبيرة جداً لم تعلن عنها. وهذا يعني أن روسيا لا تريد لأميركا ان تُبقي على منطقة نفوذ لها في سورية على المدى الطويل وكذلك تريد أن تبقى هي - إذا استطاعت - القوة الوحيدة الموجودة في سورية كمنطقة نفوذ لها. ولهذا التصوّر حسابات معقدة بين الحلفاء، إلا أن الكلام اليوم بعيد عمّن يستطيع التواجد أو عدمه في سورية من القوات الحليفة لدمشق، إذ تعتبر موسكو أن كل القوات الحليفة - بمن فيها «حزب الله» وايران وحلفاؤها - ضرورة أكيدة ما دامت هناك قوات أميركية محتلة لبلاد الشام.
ولا تمثّل تركيا خطراً أو معضلة لروسيا إذ توصلت موسكو وأنقرة الى تفاهمات متعددة منذ معركة حلب الكبرى الى معركة الغوطة ومن ثم معركة عفرين والانتشار التركي في ادلب ومحيطها لضرب «القاعدة» و«تجزئتها» كما حصل اليوم (تنظيم «حراس الدين» المتشدد انفصل عن «هيئة تحرير الشام» بسبب دعم زعيمها أبو محمد الجولاني لتركيا). وتعتبر روسيا وتركيا أن أميركا هي الخطر الأكبر في سورية لما تحمله من مشاريع تقسيمية ورغبة بإعطاء الاكراد كياناً خاصاً، ليس محبةً بالأكراد بل لإبقاء ورقة ضغط على كل من أنقرة ودمشق.
وتخلص المصادر إلى أن معركة الجنوب آتية على الرغم من التحرشات الإسرائيلية بضرب القوات الحليفة لإيران المرابضة بوجه «داعش» في البوكمال. إذ تحاول اسرائيل «الخربطة» من دون أن يلتفت إليها أحد لأن الهدف الأكبر اليوم هو «تحرير الجنوب». فالأسد غير معني بأمن إسرائيل ولا بطمأنة تل أبيب على حدود 1974 في الجولان المحتل، بل ان دمشق تعمل مع حلفائها لتحريرالجنوب من دون تردد ولا التأثّر بتهديدات مهما عظمت لأن المعركة المقبلة هي إنهاء «داعش» كلياً في الجنوب السوري أولاً، وفي البادية بعد معركة الجنوب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي