No Script

ولي رأي

هل ما زال لدينا تيارات سياسية؟

تصغير
تكبير

منذ خمسينات القرن الماضي، وفي الكويت تيارات سياسية عديدة، تقدم برامج إصلاحية وأطروحات سياسية بل وتطالب بالحكم، منها اليسارية والقومية والدينية «السنية والشيعية»، وكانت لها صحف وجمعيات ومنابر ومساجد، وتتلقى دعماً من وزارة الشؤون كونها جمعيات نفع عام.
ولكن للأسف كانت تتبع قوى خارجية وتُقاد نوعاً ما منها، لذلك كان انهيارها لأسباب خارجية، وبعد هزيمة الناصرية 1967 اختفت التيارات اليسارية والقومية، وابتعد عنها الناس وزال الحلم بتكوين دولة قومية كبرى، تشمل العالم العربي كله.
وبعد حوادث التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مؤسسات حكومية وشعبية لموقف الكويت الخارجي، اضمحل دور التيارات الإسلامية الشيعية «حزب الدعوة - حزب الله»، أما التيارات الإسلامية السنية والموقف المتخاذل لقياداتها بعدم استنكارهم للغزو العراقي للكويت، ورفضهم وتكفيرهم لمن يوافق على مشاركة القوات الغربية لتحريرها، فلأن كل تلك القيادات كانت غير كويتية، وتحلم بقيام دولة الخلافة وأن المشنوق هو الخليفة المنتظر.


لهذه الأسباب فقدت تلك الأحزاب ثقة الشارع الكويتي السياسي، وانقسمت وغيّرت حتى أسماءها، وتعززت الوطنية بشدة.
وبعد أن كانت تلك الأحزاب تطالب بالحكم، صار أقصى أمانيها المشاركة المحدودة فقط بدعوى محاربة الفساد، والسعي إلى الإصلاح، كما تزعم، وأصبح دورها كدور الحكم الرابع في مباريات كرة القدم.
أما التيار الوحيد الذي ازداد نفوذه فهو تيار التجار لدورهم الوطني في التمسك بنظام الحكم أثناء مؤتمر جدة، وإمدادهم الصامدين من أبناء الكويت بالمال والغذاء أيام الغزو العراقي من دون شروط أو تعهدات، وترسخ منذ ذاك الحين مبدأ: «الكويت أولاً».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي