حوار / «درست شخصية السلطان عبدالحميد قبل أدائي لها»

محمد بولنت إينال لـ«الراي»: ليس كل ما تشاهدونه في الدراما التركية... حقيقة!

تصغير
تكبير

اشتهر الفنان التركي محمد بولنت إينال بتجسيده لأكثر من شخصية حققت نجاحاً على صعيد الوطن العربي، إذ كثيرون - على سبيل المثال- أحبوه عندما قدّم شخصية يحيى، وآخرون تابعوه بشغف في شخصية السلطان عبدالحميد الثاني.
«الراي» التقت الفنان التركي في حوار صريح وعفوي، أوضح فيه أنه استطاع في زيارته الثانية الأخيرة للكويت التجول في أكثر من مكان ومشاهدة جمال الكويت وشعبها، موضحاً حقيقة ما أشيع عن رفضه تجسيد شخصية يحيى بمسلسل «سنوات الضياع» في بادئ الأمر، مشيراً في السياق ذاته إلى أن شخصية السلطان عبدالحميد التي جسدها كانت عثمانية مهمة جداً كونه جلس على عرشه لمدة تصل إلى 33 عاماً، موضحاً أن الدور كان صعباً وأنه حرص على التحدث والتعلم أكثر عن الشخصية. كما أكد في الوقت ذاته أن السيناريو لم يكن ضعيفاً بتاتاً.
إينال أشار إلى أنه لا يهتم لمسألة ترتيب اسمه في «التتر»، كاشفاً في الوقت ذاته عن الأساسيات التي يعتمدها عند اختيار أي دور يعرض عليه، وأنه لا يكترث إن كانت الشخصية بطولة أم لا. كما أوضح أن ليس كل ما تعرضه الدراما التركية صحيحاً لناحية القصص، بل بها مزيج من خيال الكاتب.

• حدثنا عن أجواء زيارتك الثانية للكويت؟
- في البداية، أود أن ألقي التحية على الشعب الكويتي الحبيب، لقد جئت للكويت قبل 8 أو 9 سنوات بسبب عمل ما، وحينها بقيت ليلة واحدة فقط. أما في الزيارة الحالية التي امتدت لأيام عدة، فتمكنت خلال ذلك من التجول في أكثر من مكان، وبكل أمانة وجدت أفضل استقبال ممزوجاً بالحب ورحابة صدر. فعلاً شعرت أنني في وطني تركيا.
• شخصية يحيى التي قدمتها في مسلسل «سنوات الضياع» حققت لك شهرة كبيرة، لكن ما صحة رفضك للدور في بداية الأمر باعتبار أنها بطولة مطلقة؟
- هذا الأمر غير صحيح بتاتاً، مع الأسف تم تداول هذا الخبر عبر مواقع التواصل الإلكترونية، والصحيح أنني كنت أعلم أن بداية تصوير المسلسل ستكون بعد 6 أشهر، لذلك قبلت بالدور وبدأت أتمرن على الشخصية التي سأجسدها لمدة 6 أشهر. وللعلم، منذ المرة الأولى التي قرأت بها السيناريو قبلت بالدور وتمنيت أن أكون داخل هذا العمل، وفعلاً قدمته وأنا مستمتع به جداً، كما أنني أعلم أن المسلسل محبوب هنا أيضاً في الكويت منذ العرض الأول له.
• في مسلسل «السلطان عبدالحميد» جسدت شخصية محورية ومهمة وهي دور السلطان عبدالحميد... فما مدى صعوبة الأمر بالنسبة إليك؟
- «السلطان عبدالحميد» مسلسل درامي سياسي مهم جداً، وشخصية السلطان عبدالحميد كانت عثمانية مهمة جداً كونه جلس على عرشه لمدة تصل إلى 33 عاماً. كما أنه كان شخصية محبوبة جداً، والسنوات التي عاشها كانت صعبة جداً باعتبارها آخر أيام الدولة العثمانية عندما كانت تمر بصعوبة وكانت حينها منهكة جداً. وتكنيكياً كمشروع فني، كان من الصعب جداً تصويره، لكن منتج المسلسل والقائمون على قناة «TRT» بذلوا جهداً كبيراً لإنجاحه. وبالنسبة إليّ، كان الدور والمهمة صعبين، لأنك عندما تجسد دور بطولة تخصّ السلطان عبدالحميد بالشكل غير اللائق، فأنت بهذا ستدمر سيناريو المسلسل كاملاً كونه الدور الاساسي.
• ما الاستعدادات التي قمت بها قبل تأدية اول مشهد لك في المسلسل؟
- أخذت معلومات قيمة من أساتذة عن السلطان وقرأت عنه بشكل شخصي، وبالطبع السيناريو كان جيداً جداً ومدروساً بشكل قوي. وبما أن السيناريو والمنتج والممثلين والتكنيك جيدون، عندئذ يكون كل هذا كاملاً، ومن خلاله استطعنا النجاح بمشروع فني قوي بهذا الحجم، وأصبحت قصة بقمة الجاذبية لمتابعي دول مثل الخليج العربي وغيرها. بصراحة، توقعت أن متابعي المسلسل سيكونون من تركيا أكثر، لأنه ضمن تاريخنا، ولم أتوقع متابعته من الدول العربية. لكن بعد عرضه تغيرت مفاهيمي، فقد أحبه جمهورنا في الوطن العربي.
• هل تهتم بمسألة ترتيب اسمك في «تتر» المسلسل كما يحدث في المنطقة العربية والخليج؟
- ترتيب اسمي في «التتر» لم يكن مهما أبداً بالنسبة إليّ، لأنني دائماً أضع الأمر في يد المنتج لأركز أكثر على ما يجب أن أقوم به، محاولاً تنفيذ عملي بشكل جيد، واضعاً أدائي التمثيلي بين يدي الجمهور، فهم الحكم الذي سيقدّر عملي. إضافة إلى ذلك، فإن الممثل عندما يعمل بجهد حينها يصبح ترتيب اسمه في «التتر» أمراً غير مهم له، وشخصياً لا يهمني إن كان اسمي موضوعاً في البداية أو النهاية... من يهتم لذلك!
• ما الأساسيات التي تحرص عليها كي توافق على أداء شخصية ما؟
- برأيي الأهم السيناريو والرواية والممثلون والشخصيات وتسلسل الأحداث داخل المسلسل إن كان جيداً، وبعد ذلك فريق العمل كالمنتج والمخرج. فعندما يكون هذا كاملاً، فأنت تستطيع أن تبدأ بالموافقة، لأنه عندما تكون الرواية سيئة، لن ينجح المسلسل، ولكن دائماً عندما يكون السيناريو جميلاً وفريق العمل جيداً، تستطيع النجاح بشكل واضح.
• طموحك التواجد في المسلسل بدور بطولة؟
- كلا، لا أهتم لهذه المسألة بتاتاً، لأن الأهم بالنسبة إليّ هو وجودي في الدور الصحيح ومدى أهمية القصة، لأنني عندما أقدم دوراً بارزاً حينها سأترك بصمة واضحة، على العكس عندما أقدم دور بطولة بشخصية بسيطة، وهذا بالنسبة إليّ أراه ازدحاماً لا معنى له.
• هل كل ما نشاهده في الدراما التركية يمثل الواقع التركي أم أنه كثير من نسج خيال الكاتب؟
- الأحداث التي تقع ضمن السيناريو بالمسلسلات لا تشكل حياتنا الطبيعية دائماً، يوجد بها من خيال الكاتب كنوع جذب المشاهدين لمتابعة المسلسلات والأفلام، ونحن أيضاً كممثلين نستخدم هذا الخيال. لذلك، اطمئن لا توجد المافيا في الشارع دائماً. ليس ما ترونه في المسلسل يحدث في روتين حياتنا اليومي، تلك فقط لغة الدراما ومتواجدة أيضاً في جميع الدول، ونحن في تركيا نستخدمها ضمن قصصنا.
• هل ترى أن دبلجة المسلسلات التركية إلى العربية قد أفقدت من روح أداء الممثلين؟
- عندما أسمع الصوت العربي بالدبلجة، أستطيع القول إن اللحن العربي مقارب لصوت الممثل الحقيقي. والأهم من هذا كله أن إحساس الممثل العربي بالدبلجة عال ويعجبني هذا الأمر.
• أتُفكر في تعلم اللغة العربية؟
- بالطبع أود ذلك، ويجب أن أمتلك وقتاً خاصاً لهذا. لكن عندما أحصل على فرصة للمشاركة في مسلسل عربي - على سبيل المثال - حينها سأعمل على تعلمها بشكل أسرع كوني تحت ضغط العمل. بإذن الله سيأتي اليوم الذي أتحدث به اللغة العربية بطلاقة.
• بعيداً عن الفن، كيف تصف حياتك الأسرية وعلاقتك بابنك وزوجتك؟
- قمنا بتنظيم الآلية بشكل معين من خلال وجود فريقي عمل على الأقل، وبهذا نستطيع التصوير بمجموعتين، وهذا الأمر مهم جداً بالنسبة إليّ لأستطيع قضاء وقت أطول مع عائلتي التي أعتبرها مهمة جداً. ولا تنسَ أيضاً أن زوجتي تعمل في المجال الفني، كونها مديرة فنية للديكور، لهذا هي تتفهم طبيعة عملي ولا توجد خلافات بيننا.
• ما جديدك الدرامي؟
- مكملون بالجزء الثاني من مسلسل «السلطان عبدالحميد»، والذي سيستمر حتى نهاية شهر يوليو المقبل. لذلك، أي عمل درامي آخر سيكون التفكير به بعد الانتهاء من هذا المسلسل وقصّ اللحية، خصوصاً أن بين يديّ مجموعة من النصوص السينمائية التي أقرأها بتمعن لاختيار الأنسب لي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي