No Script

أصبوحة

هنيئاً لنتنياهو!

تصغير
تكبير

هنيئاً لنتنياهو إعلانه الجريء، بضم غور الأردن ومستوطنات الضفة الغربية، وهنيئاً له البحر الميت، بل هنيئاً مريئاً إذا ما قرر ضم كامل التراب الفلسطيني، وقضم الأراضي الأردنية والسورية واللبنانية، فهو يعلن عن رغبته، وهو يعلم علم اليقين، أن لا أحداً في الدول العربية سيوقفه، عدا بعض بيانات شجب واستنكار.
بعض الأنظمة العربية لم تكتف بالنوم على ضمائرها، بل تلهث بذل وتتسابق مع بعضها من أجل التطبيع، ورضا إسرائيل عنها، وقد صدحت أبواق بعض مثقفي السلطة، بنظريات وأدلة تاريخية عن أحقية اليهود بأرض الميعاد.
قاتل الأطفال هذا مطمئن، بأنه عصر التحالف اليميني، فها هو دونالد ترامب يشكل أكبر بوق دعائي لحلفائه اليمينيين، وسواء استطاع نتنياهو أن يضم مزيداً من الأراضي العربية أم لم يستطع، فهو يستخدم هذا الإعلان لدعايته الانتخابية، إذ قد يعرّضه سقوطة للسجن بسبب الفساد.
نتنياهو نجح في اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونجح بإعلانه ضم الجولان السورية، وهو بالتأكيد يعتبر القرى اللبنانية الجنوبية إسرائيلية، وهو مستمر في إعلانه التوسع واحتلال مزيد من الأراضي العربية، ولن يجدي صدى ردة فعل عربية، أما الفصائل الفلسطينية فخلافاتها تسد أفق أي موقف فلسطيني جاد، أو حتى مقاومة سوى من الشعب الفلسطيني الأعزل.
لم يحدث في تاريخ القضية الفلسطينية، أن وصلت إلى هذا المستوى من اللا مبالاة، من قبل بعض الأنظمة العربية، وكذلك من الضعف والتناحر بين الفصائل الفلسطينية، بل عملت دعاية التطبيع على محاولة تغيير القناعات القومية الراسخة لدى الشعوب العربية، بينما نجد أن القوى الحية في العالم، تقوم بالوقوف مع الحق الفلسطيني في كل مناسبة.
لقد أصبحنا، محط استهزاء وسخرية من قبل القيادات الإسرائيلية، على اعتبار أننا لم نقف في وجه المخططات الإسرائيلية، وجل ما يمكن أن يحدث هو بيان استنكار، ومظاهرات سرعان ما تخفت حماستها، وقد يكون الموقف المتخاذل، هو ما أوقعنا في دوامة اليأس.
هنيئاً لنتنياهو ما استولى عليه، وما سيستولي عليه في قادم الأيام.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي