No Script

ليلتان من «الكلاسيكيات العربية» احتضنتهما قاعة الشيخ جابر العلي

«كاهنة المسرح» جاهدة وهبة أبحرت طرباً مع فرقة مركز جابر الموسيقية... «من غير ميكروفون»

تصغير
تكبير

مركب الطرب أبحر لليلتين على مسرح قاعة الشيخ جابر العلي في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وعلى متنه «كاهنة المسرح» جاهدة وهبة وفرقة المركز الموسيقية.
كلاسيكيات الموسيقى العربية، «رفرفت» بجناحي الطرب في حفل «من غير ميكروفون»، الذي يندرج ضمن فعاليات الموسم الثقافي الثالث 19/20، والذي أقيم على مدار ليلتي 15 و16 فبراير الجاري، وشهد نجاحاً منقطع النظير.
«الراي» حضرت الليلة الأولى، وشهدت على تفاعل الجمهور مع المطربة اللبنانية جاهدة وهبة، التي طالما صدحت حنجرتها في تجارب مماثلة، فأمتعت عشاق الطرب والموسيقى حول العالم، فيما تألقت فرقة جابر الموسيقية عزفاً وغناءً، حيث ذهبت في رحلة زمنية وجغرافية من نهايات القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين، ومن المحيط إلى الخليج، وتم اختيار باقة منتقاة من الكلاسيكيات العربية شملت «الأدوار» و«الطقاطيق» و«الموشحات الأندلسية» و«التراث المغربي» و«الأغاني الخليجية»، بالإضافة إلى مجموعة من أجمل الأغنيات والمؤلفات الموسيقية التي قدمتها فرقة مركز جابر.
 في تلك الليلة، بدأ الحفل مع فرقة المركز بقيادة المايسترو خالد نوري، فانطلقت مع «تقاسيم» (ارتجال موسيقي) من مقام حجاز، أتبعتها بـ«بشرف حجاز همايون» (قطعة موسيقية) من مقام حجاز للملحن عثمان بك الكبير، و«ليالي الوصل» (موشح) من مقام حجاز، و«فريد المحاسن بان» (دور) من مقام حجاز للحن ينسب إلى محمد عثمان وللشاعر محمد درويش.
بعدها، وعلى وقع التفاعل الجماهيري، قدمت الفرقة «والله والله ما دريت» (صوت) من مقام حسيني للملحن عبدالله الفرج، ومن بعدها «يا حبيبي تعال» (طقطوقة) من مقام نهاوند للملحن مدحت عاصم، ثم «خاف الله ربك» (بستة) من مقام نهاوند للملحن عزرا أهارون.
ولم ينته المشوار الذي بدأته فرقة المركز عند هذا الحد، إذ أكملت مع «على مسيري» (يماني) من مقام بياتي للملحن محمد مرشد ناجي، و«يا شمس العشية» (أندلسي) من مقام رمل الماية واللحن من التراث الأندلسي المغربي، بالإضافة إلى «يا صلاة الزين» (طقطوقة) من مقام بياتي للشاعر بيرم التونسي والملحن زكريا أحمد، وختمت الجزء الأول من الحفل مع «بالذي أسكر» (موشح) من مقام بياتي.
بعد استراحة قصيرة، عادت الفرقة مع الجزء الثاني من الحفلة، فقدمت «يا حبيبي هل جفاك» (قطعة موسيقية) من مقام كرد، و«منسية» (كويتي) من مقام حجاز للملحن خالد الزايد، مفسحة المجال أمام إطلالة الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة، التي استهلت مشوارها الطربي بأغنية «أهو ده اللي صار» (طقطوقة) من مقام حجاز كاركرد للملحن سيد درويش، أتبعته بموال «غناء ارتجالي» من مقام نهاوند.
وأمام حالة التفاعل التي لقيتها من الجمهور، انطلقت بإبداع مع «يا زهرة في خيالي» (تانغو) من مقام نهاوند للملحن فريد الأطرش، وأتبعتها بـ«جفنه علم الغزل» (رومبا) من مقام عجم لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
واختتمت وهبة الحفل بأغنية «عودت عيني» (شرقي) من مقام كرد للملحن رياض السنباطي والشاعر أحمد رامي، تاركة الجمهور في حالة من الطرب.

جاهدة وهبة في سطور

جاهدة وهبة... أطلقت عليها الصحافة العربية والغربية ألقاباً عدة منها «كاهنة المسرح» و«شاعرة الصوت ومثقفته» و«ديفا الشرق». وقال عنها المطرب اللبناني الكبير الراحل وديع الصافي «المجاهدة في سبيل الفن الأصيل».
لحّن لها كبار الموسيقيين اللبنانيين، منهم وديع الصافي وإيلي شويري وشربل روحانا وميشال فاضل، وصدرت لها ألبومات غنائية عدة، أشهرها «كتبتني» و«شهد»، وكان آخرها «أرض الغجر» الذي اضطلعت بتسجيله بين براغ وبلجيكا وكييف ولبنان، ومثلت لبنان رسمياً في أعرق المؤتمرات والمناسبات الفنية مثل مهرجان فاس العالمي، وموازين، وربيع الثقافة البحريني، ومهرجان الموسيقى العربية في القاهرة، ومهرجان جرش الأردني.
جالت وهبة العالم مغنية القصائد والموروث الشرقي، كما أعدت وغنت في باريس وغيرها من العواصم، وباللغة العربية، مجموعة من أغنيات الأيقونة الفرنسية إديت بياف، بمناسبة مرور 100 عام على مولد بياف، محققة نجاحاً باهراً.
نالت جوائز وتنويهات عديدة ومهمة آخرها «جائزة منير بشير للإبداع الفني»، إثر نجاح حفلاتها في مهرجانات بعلبك الدولية، كما اختارتها جامعة كامبريدج (لندن) لتكون ضمن ألفي شخصية مثقفة في هذا القرن يخصص عن سيرتها ملف كامل ضمن صفحات معجم الجامعة العالمي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي