No Script

كلمات

تركيا امتدادنا التاريخي

تصغير
تكبير

أتذكر قبل ثلاثين عاما كنا نستبدل نصف الدينار الكويتي بمليون ليرة تركية، وكانت أجرة سائق التاكسي تصل حينها إلى خمسة ملايين أو أكثر حينما كان الاقتصاد التركي تحت حكم العسكر والإدارات الفاسدة حينها التي نهبت ثروات الشعب التركي وحولت تركيا إلى ثكنة عسكرية.
لم تتعاف تركيا من انهيارها الأسوأ تاريخيا، حتى تغيرت ثقافة الشعب التركي إلى مفاهيم جديدة في الدولة المدنية وتداول السلطة والفصل بين السلطات والإيمان بنتائج الصناديق الانتخابية الرئاسية والبرلمانية، حينها بدأ تفعيل تشريعات الرقابة والمحاسبة وبدأت الليرة التركية تتعافى حتى استطاع الرئيس الحالي رجب أردوغان، حينما كان رئيسا للوزراء أن يفاجئ الشعب التركي بقراره التاريخي الشجاع بإلغاء الأصفار الستة من الليرة التركية، وأصبح الدولار يعادل ليرة ونصف الليرة تقريبا، ودخلت تركيا تحديا جديدا في دعمها أمام العملات واستطاعت أن تنافس العملات الأخرى بعد نجاحات الاقتصاد التركي ونموه بشكل لافت وداعم لثبات الليرة.
وكحال أي عملة تتأثر الليرة التركية بعدة عوامل داخلية وخارجية، بالإضافة إلى المؤامرات الدولية التي تريد كسر إرادة تركيا التي أصبحت بلدا منافسا للاقتصادات العالمية ومصدرا عالميا وبلدا منتجا ومصنعا، فبدأت عملية استهداف الليرة وكسرها وكانت الليرة أمام تحدٍ كبير تضعف وتهوي وتنهض حتى استهدفتها أميريكا أخيرا بعقوبات غير مبررة لتقضي على ما تبقى من قيمتها السوقية.


أمام هذا المشهد الدرامي لليرة التركية... نحن كمواطنين كويتيين تحديدا موقفنا يجب أن يكون واضحا ونبيلا تجاه تركيا التي تعتبر شريكا استراتيجيا للكويت، ولم تكن يوما من الأيام تركيا إلا بلدا وفيا للكويت فلم تتخل عنها في كل أزماتها التاريخية ففي الغزو العراقي كانت تركيا داعما لتحريرها ومساندا لكل القرارات الأممية التي تحمي سيادة الكويت، وكانت تركيا محضنا آمنا لاستثماراتها، بل ومساندا للكويت ضد التهديدات الإقليمية لذلك كان دعم الليرة التركية مطلبا وطنيا وشرعيا لها في هذا الظرف.
أما هاجس تهديد هبوط الليرة على الاستثمارات والعقارات الكويتية في تركيا فهو محض خيال وافتراء الذباب الإعلامي المناكف لتركيا، فالاستثمارات والعقارات الكويتية لم تتأثر في الدول التي انهارت عملتها كلبنان ومصر والعراق وما زالت تحتفظ بقوتها السوقية ففي الغالب هي محمية بتقويمها بالعملات الصعبة التي لا تتأثر بهبوط وانهيار العملات المحلية.
تعرضنا كبلد مستقل يتمتع بسيادة كاملة لغزو بربري همجي وتتعرض حاليا تركيا لغزو اقتصادي ومن الوفاء ألّا نتخلى عنها في محنتها حتى تتعافى فتركيا امتدادنا التاريخي والديني وما يربطنا معها ليس مجرد بلد ووجهة سياحية بل أبعد من ذلك بكثير ولن نسمح بكسر إرادتها ونجاحها أبدا.

free_kwti@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي