No Script

شظاياها ما زالت تتطاير بين مؤيد ومعارض

خطبة «الإلحاد» تشعل الخلاف بين الكويتيين

تصغير
تكبير

شافي العجمي: الخطبة كانت متميزة ونتمنى الإكثار من خطب الأمر بالمعروف  والنهي عن المنكر 

- ليس في الخطبة ما يدل على أن كل متبرجة ملحدة وأهل الباطل يزينون باطلهم 

محمد النجدي: وزارة الأوقاف ساهمت في علاج الكثير من المشكلات التي تحصل في البلاد 

- الإلحاد أمر موجود وبعض التربويين تحدث عن وجود مثل هذه الظاهرة بين الطلاب  

أنور الرشيد: التيار الديني بكل أشكاله وألوانه يشارك في تغييب الوعي الاجتماعي 

شيخة الجاسم: على وزارة الأوقاف أن تفرّق بين توزيع الاتهامات وعرض رأي شرعي مشفوعاً بالأدلة

ما زال شرر خطبة وزارة الأوقاف التي تحدثت عن الإلحاد والسفور في المجتمع الكويتي يتطاير ليشعل الخلاف بين الكويتيين، ففي الوقت الذي أكد فيه البعض في تصريحات لـ«الراي» أن الخطبة كانت موفقة وأصابت كبد الحقيقة، اعتبر آخرون أنها وسيلة لإلهاء المجتمع عما يدبر له، فيما ذهبت الجمعية الثقافية النسائية باتجاه القضاء برفعها دعوى اتهمت فيها وزارة الأوقاف بإهدار كرامة المرأة.
أستاذ كلية الشريعة الدكتور شافي العجمي علق قائلاً «الخطبة من الرسائل التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على توجيه الناس من خلالها وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وكلما كان الخطيب آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر كان قريباً من هدي النبي صلى الله عليه وسلم».
وزاد العجمي «خطب النبي صلى الله عليه وسلم كانت وتبين ما يجوز وما لا يجوز، فاللجنة المشرفة على الخطبة في الشؤون الفنية في وزارة الأوقاف جزاهم الله خيراً لأنهم وقفوا على ظاهرة انتشرت في المدارس ووسائل التواصل الاجتماعي بسبب ضعف معرفة الله سبحانه وتعالى والجهل بالشرك والانبهار بالغرب وتقليده في ما لا ينفع وعدم تقليده في ما ينفع».


وتابع «سبب الهجمة الشرسة على هذه الخطبة أنها بينت أسباب الإلحاد ومظاهره وأثره في ما يجري من أدعياء الحرية، فتكلمت عن قضية السفور والتبرج والانحلال، وليس في الخطبة ما يدل على أن كل متبرجة ملحدة، فهذا ليس موجوداً في الخطبة ولكن دائماً أهل الباطل يلبسون على أهل الحق كلامهم ويزينون الباطل. خطبة الجمعة كانت واضحة وقائمة على الاستدلال من الكتاب والسنة وتعالج ظاهرة موجودة، والذين ينتقدون الخطبة نريد أن نسمع منهم ما هو العلاج لهذه الظاهرة، هل يقبلون أن يأتي شاب مسلم من أبوين مسلمين ليقول لا إله، والحياة مادة؟».
وأضاف: «الحرية لها ضوابط ولا توجد حرية مفتوحة، في جميع الدول الحرية التي تتعدى على الدين أو الدولة أو مساعدة الأعداء مرفوضة فليست كل حرية مقبولة. أما حرية اللباس فإن اللباس الذي أقره الإسلام هو الساتر لمفاتن المرأة، فالله سبحانه وتعالى جعل العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية، فالمرأة جُعلت سكنا ولن تكون كذلك إلا إذا كان هناك مرغبات للزواج، ونحمد الله أن النساء منذ زمن النبي وهن يتسترن، وهنا في الكويت الستر بين النساء موجود، لكن هناك بعض النساء تجهل أحكام الحجاب وإذا شرحنا لهؤلاء مفهوم الحرية فإنهن سيعلمن أن الحرية تتمثل في الابتكار والعمل ومنع الجهل ومحاربة الفساد وليس في التعري والإلحاد».
وخلص العجمي إلى أن «الخطبة كانت متميزة، ونتمنى من وزارة الأوقاف الإكثار من الخطب التي بها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعالجة الظواهر التي ظهرت في مجتمعاتنا ومنها الشرك في بعض البلاد الإسلامية وكذلك البدع وبعض المنكرات كالربا والزنا، ونلاحظ أن الجرائم كثرت في العشر سنوات الأخيرة خصوصا بين الشباب ومنها جرائم القتل وغيرها، وجاءت خطب الجمعة لتعالج كل ذلك».
واستطرد قائلاً «أتمنى أن تعود وزارة الأوقاف لما كانت عليه في السابق من التنسيق مع وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية حيث كان هناك لجان مشتركة لرصد المظاهر السلبية خصوصا بين الشباب، وهذا التعاون مطلوب للمصلحة العامة وتقليل السلبيات».
وأضاف «الأشياء التي تحدث في أي بلد، إما أن تكون حوادث فردية أو ظاهرة أو مشكلة. الأمر يبدأ بحوادث فردية بحيث لا تشكل نسبة وإذا كثرت باتت ظاهرة وإذا بات علاجها صعباً باتت مشكلة. نحن الآن كان لدينا ظواهر فردية ولكن بات الأمر موجودا في حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وهي ليست ظاهرة منتشرة في كل بيت ولكنها ظهرت على السطح وأمام الناس وفي وسائل الإعلام وبالتالي لا بد من علاجها حتى لا تصبح مشكلة».
بدوره، قال رئيس اللجنة العلمية بجمعية إحياء التراث الداعية الدكتور محمد الحمود النجدي إن «وزارة الأوقاف ساهمت في علاج الكثير من المشكلات التي تحصل في البلاد، ولها خطب كثيرة في التحذير من أعمال العنف والإرهاب وتلك الأمور التي تؤدي للفوضى في البلاد، وحاربت مظاهر الانحلال الخلقي وما قد يكون سبباً في فساد الأخلاق لدى الشباب والبنات والحض على مكارم الأخلاق والأعمال في أوقاتها والتذكير بمواسم الخير. ومن بين هذه الأمور محاربة الإلحاد، ولا شك أن الإلحاد يعتبر من أكبر الجرائم لأن الله سبحانه وتعالى وصف الشرك بالظلم العظيم».
واضاف: «وإن كانت اليوم بعض الدول غير الإسلامية تعد الإلحاد نوعاً من حرية الرأي، لكن نحن المسلمين لا يسمح عندنا الكفر بالله أو الشرك به أو التعدي على المقدسات والثوابت الإسلامية، فنحن لدينا خطوط حمراء».  وتابع: «لا يمكن السماح لأحد أن يتحدث عن الله أو عن رسول الله بما لا يليق ثم يقول هذه حرية شخصية. والخطبة كانت موفقة في التحذير من هذا الذنب الخطير والأسباب المؤدية للوقوع فيه من الانبهار أحياناً بالحضارة الغربية، فنحن نفرق بين الاستفادة من مخترعات الغرب وتقنياته وبين الانحراف الفكري والعقدي والخلقي».
واستطرد قائلاً «يمكن الاستفادة من الغرب بما نطور به بلادنا لكن هذا لا يعني أن نوافقهم على انحرافاتهم وأمراضهم الفكرية والخلقية، فالغرب نفسه يعاني من مشكلة الانحرافات الفكرية والجرائم والمخدرات بل ويحاربها فكيف نرتضي لأنفسنا أن نأخذ هذه الأمراض ونربط بينها وبين قضية التقدم العلمي والحضاري».
وعن اتهام البعض لوزارة الأوقاف بأنها تعاملت مع قضية الإلحاد كما لو أنها كانت ظاهرة، أجاب بالقول «الإلحاد أمر موجود وبعض التربويين تحدث عن وجود مثل هذه الظاهرة بين طلاب الثانوية وطلاب الجامعات، وبعض المدرسين أكدوا أنهم لمسوا مثل هذه الأفكار ولا شك أن ذلك نوع من الانحراف إذا ترك ربما يزداد مع الزمن، ومن هذا المنطلق نحتاج للتذكير والتنويه ولا يخفى على أن هناك حسابات في مواقع ووسائل التواصل تمثل هذا الفكر (الإلحاد) وهذا التيار. التنبيه لهذا الشر واجب من الواجبات الشرعية».
وحول قضية السفور، أجاب بالقول «الحجاب فريضة فرضها الله عز وجل على نساء المسلمين، ولا يصح لمسلم أو عاقل أن ينكر هذه الفريضة، فهي أمر واجب على المؤمنات والتذكير به لا يحمل أي اساءة. فأنا عندما أتحدث عن شخص يضيع الصلاة، فأنا هنا لا أسيء لشخص بعينه وإنما أذكر بفريضة، وانكار فريضة الحجاب كإنكار بقية الفرائض مثل الصلاة والحج».
وفي المقابل، كان للناشط الليبرالي أنورالرشيد رأي مخالف حيث اعتبر أن هذه الخطبة «لعبة لإلهاء المجتمع عما يدبر له، والتيارالديني بكل اشكاله وألوانه يشارك في تغييب الوعي الاجتماعي عن المخاطر الحقيقية التي تحيط بالمجتمع. حتى لو أن بعض الحالات موجود فأيهما يفترض أن تكون له معالجة، الفساد الملياري المليوني أم الحالات الفردية التي نراها هنا وهناك ؟ وهل باتت ظاهرة حتى نتحدث عنها ؟ وهل باتت التغطية على الفساد هو وظيفة التيار الديني؟».
وشهدت مواقع التواصل جدلاً كبيراً حول خطبة وزارة الأوقاف حول الإلحاد في المجتمع الكويتي.
قالت أستاذة الفلسفة في جامعة الكويت الدكتور شيخة الجاسم «هناك أشخاص يعتقدون أن من حرية الرأي أَن تأتي خطبة الجمعة بهذا الشكل التهجمي والاتهامي. وهذا خطأ: حرية الرأي مكفولة للأشخاص، وزارة الأوقاف ليست شخصا بل جهة حكومية، وعلى وزارة الأوقاف أن تفرق بين توزيع الاتهامات وبين عرض رأي شرعي مشفوعا بالأدلة».
في حين قال الداعية الدكتور محمد ضاوي العصيمي «حماية الأديان والعقائد أوجب من حماية الأبدان. وحفظ الدين أعظم من حفظ الدنيا. من هذا المنطلق كانت خطبة وزارة الأوقاف».
بدوره، قال الداعية الدكتورعادل المطيرات «نشكر وزارة الأوقاف على اختيار موضوع خطورة الإلحاد في خطبة الجمعة الماضية وهو دليل على وعي الوزارة وحرصها على حماية المجتمع من الأفكارالمنحرفة الإلحادية التي تدمرالمجتمع فجزاها الله خير الجزاء».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي