No Script

خواطر صعلوك

رابطة الأدباء ووزارة الإعلام

تصغير
تكبير

في الفترة الماضية واستعداداً لمعرض الكتاب الدولي، انفجرت أزمة كل عام وأنتم بخير، وهي الكتب الممنوعة والقمع الفكري والأدبي وتخلفنا الثقافي، وما هي أحقية مجموعة من الموظفين في الرقابة تواجدوا في أماكن لا يستحقونها لكي يثبتوا لمَنْ عيّنهم أنهم جديرون بخدمته، عبر رفع تقارير غير متخصصة لمحاكمة أعمال أدبية محلية وعالمية، أو كتب فكرية داخلية وخارجية وسلسلة من الأوصاف أو الاتهامات التي تطول الموظفين الذين لا حول لهم ولا قوة، وتجعل المثقف يتمايز من الغيظ وهو يطلقها، وتجعلنا ندور في حالة اجترار مع الجهات نفسها، وقبل المناسبة نفسها في كل عام وأنتم بخير حتى أصبح الموضوع برمته أشبه بإعلانات العودة إلى المدارس.
وأثناء مناقشة هذا الموضوع الوجودي بالنسبة للروائيين وأصحاب القلم، فجر صديقي الشاعر والأديب الأريب خالد الفالح اقتراحاً وجدت فيه رائحة قميص يوسف عليه السلام، وهو أن تسعى رابطة الأدباء الموقرة نحو شراكة ومذكرة تفاهم مع وزارة الإعلام من أجل التنسيق والترتيب حول ما يمكن فعله عبر العمل المشترك، بحيث يكون لرابطة الادباء دور يليق بهم كنخبة أدبية في أن يشاركوا في قرارات المنع أو الإباحة، في ما يتعلق بالمطبوعات الأدبية المحلية أو غيرها.
بناء على ما قالته الروائية بثينة العيسى حول أن عدد الكتب الممنوعة تجاوز الأربعة آلاف كتاب، وهذا عدد كبير جدا مقارنة بحجم القراء في الكويت أو بحجم الكم الروائي المحلي المطبوع في الكويت، أو حتى بالمؤشر الاقليمي لعدد الكتب الممنوعة في دول قريبة، كل هذا يجعل من الضروري أن يكون للرابطة دور في وقف هذه المذبحة، ليس فقط لأنهم أدباء على رأس مؤسسة مدنية، ولكن لأنهم أيضا كويتيون محافظون على الهوية والتراث والأدب، وآباء وأمهات وإخوان وأخوات لأسر لن تقبل بانتشار الأدب الرخيص والمنحط والفاحش والداعي للفجور وكل هذه صفات تجعل مبررات إدارة المطبوعات في وزارة الإعلام -التي تعتقد انها تحافظ على الهوية والحس الأخلاقي المشترك، وأنها تخاف على أبنائنا أكثر منا- ما هي إلا مبررات من الوهم في مخيلتهم فقط.


إن تفعيل المجتمع المدني المتمثل في الرابطة التي ستلعب دور الوسيط بين الفرد وبين الحكومة وبين المجتمع والسلطة سيجعلها تراعي حقوق الفرد ومبررات الحكومة وهوية المجتمع والتفاعل مع السلطة، وإذا كان لابد لإدارة المطبوعات أن تلعب دور الوصاية والحماية على كل ما تسطره أحبار المطابع، فلتكن إذا وصاية وحماية تشاركية مع المجتمع المدني والذي تمثله رابطة الأدباء.
كيف سنصل إلى رؤية «كويت جديدة» إذا كان التنسيق بين جهتين فقط هو من سابع المستحيلات، التي أحد تجلياتها هو جعل الرجل الذي يقف خلف المقصلة يسرح ويمرح هكذا بلا حسيب أو رقيب، وهو يلعب دور روبيسبير في الثورة الفرنسية، إن هذا الوضع يجعل الجميلة «فروزن» ذاتها تحترق من الجانبين!
إلى هنا فقد أوصلنا ما حمله الإِبل من الحجاز إلى رابطة الأدباء، وأتمنى ألّا يكون الموضوع برمته كطفلة منهمكة في رسمها معتقدة أنها تنقل الواقع من خلالها، ولكن للأسف الواقع أسوأ بكثير.
قصة قصيرة:
- كيف يمنع هؤلاء القوم رواية ماركيز «مئة عام من العزلة»... هذا تخلف وتبلد إنساني!
- ربما لا يريدون لنا أن نلتفت إلى أزمة قرية «ماكوندو» وتنمية مشاعرنا الإنسانية!
- إذاً... إلى ماذا يريدون منا أن نلتفت ؟
- ما رأيك لو التفتنا أكثر إلى أزمة مدينة «الصليبية»... ربما نخرج برواية «العزلة في ستين عاماً»!

@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي