No Script

أبعاد السطور

من مذكرات «عالق»!

تصغير
تكبير

في زمانٍ مضى، وبالتحديد في عام 2020 ميلادي، انتشر وباء عم شره جميع دول العالم، وسُمي ذلك الوباء بفيروس كورونا، وهو فيروس شرس لا يميز بين أعمار البشر ولا أحـجامهم ولا جنسياتهم. وكأن ذلك الفيروس في تحركه وسرعته كالدوامة المجنونة، الممتدة من السماء إلى الأرض، والتي تثير الرعب والقلق في قلب من يراها أو يسمع بها.
في عام كورونا كنت خارج حدود وطني، أطلب الرزق في وطن آخر، وبعد أن اشتد خطر وباء كورونا في البلد الذي كنت مغترباً فيه وغيره من البلدان، وبعد أن توقفت به معظم الأعمال والأشغال والمصالح، ولم يبقَ عندي شيء يستحق أن أبقى من أجله ولأني أيضاً أردت أن أطمئن على زوجتي وأولادي بعد اندلاع ذلك الوباء، قررت السفر والرجوع إلى بلادي، لكني تفاجأت بعد أن أتممت جميع إجراءات السفر أن بلادي لا تريدني! أي والله لا تريدني! فقررت أن أرفع سماعة الهاتف وأتصل ببلادي وأحاورها لعل قلبها يلين على ابنها.
- ألو وطني


- نعم، من أنت؟
- أنا أحد رعاياك في الخارج
- أهلا يا ولدي ماذا تريد؟
- أريد أن أعود إلى أحضانك
- لا
- ولم لا؟!
- من دون أن تسأل!
- لكني تعبت وجعت وعطشت وأخاف من كورونا، والآن أود أن أرتاح يا وطني
- ليس ضرورياً أن ترتاح
- أرجوك يا وطني حن علي ّ
- اعذرني يا ولدي لا أستطيع
- ما هو السبب؟!
- الإجابة محرجة يا ولدي
- قل يا وطني، سرك في بئر.
- وتوعدني بألا تأتي بأي سيرة للتاريخ؟
- أوعدك لن أخبر التاريخ بأي شيء ستقوله
- هل تقسم؟
- لن أخبر أحداً
- حسناً... هل تعرف بطاقة الصراف الآلي؟
- نعم أعرفها، ماذا بها؟
- أنت يا ولدي بالنسبة لي مثل بطاقة الصراف الآلي!
- لم أفهم بعد يا وطني العزيز
- يعني أنت البطاقة الآلية التي في يدي، تدعمني وتنفعني وأنت هناك، وعودتك ستزيد الأعباء عليّ.
ففتحت فمي وعينيّ على الآخر مندهشاً مما سمعته من وطني، ثم سقطت سماعة الهاتف من يدي وأغمي عليّ.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي