No Script

واضح

عضلة القرار عند الحكومة!

تصغير
تكبير

في جسم الإنسان مجموعة كبيرة من العضلات، وعندما تضعف أو تضمر إحداها فإنه بحاجة إلى تمارين رياضية عدة لتقويتها، وما أن تمضي أشهر حتى ترجع هذه العضلة قوية، بإمكانها القيام بالأعمال المطلوبة منها وبكل أريحية، تخيل لو أن أي انسان ليس لديه لياقة على رياضة المشي مثلاً، لضعفت عضلاته وزاد كسلها، ثم مارس هذه الرياضة لأشهر عدة، وتخيل وضع عضلاته بعد هذه الأشهر من التمرين على المشي كيف تكون!
في عقل الإنسان أيضا عضلة تسمى «عضلة القرار»، هي المسؤولة عن كل قراراته التي يتخذها، فالإنسان منذ أن يستيقظ من نومه وهو في حالة «اتخاذ قرار» دائمة، مهما كانت هذه القرارات بسيطة، عندما تستيقظ من نومك هل تنهض سريعاً أم تغفو ثانية؟ تحلق أم لا تحلق؟ ماذا تلبس؟ أي طريق تأخذه إلى عملك؟ ماذا تسمع؟ وهكذا ترتفع درجة أهمية القرارات في ذهن الإنسان، كل حياتك عبارة عن مجموعة قرارات، تتخذها أحياناً، وتهملها مرات أخرى أو تؤجلها وتتراخى فيها أو تقررها في وقتها.
هذه العضلة في عقل الإنسان قد تكون ضعيفة أو ضامرة، كما هو الحال في عضلات جسمك، ويؤدي هذا إلى عدم اتخاذ قرارات في كثير من الأمور، التي تعرض عليك في العمل أو في البيت أو في الحياة عموماً، فتبدأ في تأجيل أعمالك وأعمال الغير، لأنك غير قادر على اتخاذ أي قرار فيها لضعف في عضلة القرار عندك!
الحل في ضعف أو ضمور عضلة القرار في العقل بالتمارين، كما هو الحال في عضلات الجسم، تمارين عضلة القرار تعني كثرة اتخاذ القرارات، أن تعلم نفسك سرعة اتخاذ القرار وفي وقته حسب المعطيات التي عندك، في البداية قد تتخذ قرارات خاطئة وقت التمرين، لكنك - وبعد أشهر وربما أيام فقط - ستصل إلى «لياقة» في هذه العضلة تؤهلها القيام بعملها، وستصل أيضاً إلى نسبة صحة مرضية في القرارات، كل ذلك بالتمرين.
مشكلة الحكومة في الكويت في «عضلة قرارها» إنها ضعيفة جداً، وما زالت تعمل على «النظام القديم»، الذي لم يعد يصلح لهذا الزمن، مشاكل كثيرة تتفاقم، وتزيد مع الوقت، متغيرات يومية على مستوى العالم والمجتمع، الوضع بلا أي شك غير طبيعي على كل المستويات، لكن طريقة مواجهة هذه المشاكل والمتغيرات ما زالت تسير على الوضع الطبيعي البطيء، سرعة التطور حولنا في كل شيء تقريباً تحتاج لسرعة ملاحقة هذه التطورات.
الحكومة - مع أنها تملك كل مقومات التغيير والحل - لكنها لا تأخذ بزمام المبادرة أبداً وفرطت بها لغيرها، مبادرة إما لحل المشاكل وإما للتغيير والتطور، ولا يغني ما تقوم به جهات الإدارة حالياً أبداً، لأنها تقوم بدور أقصى ما يمكن وصفه أنه «طبيعي»، بينما نحن - وهم - بحاجة إلى تحرك غير طبيعي ومناسب للحركة حولنا في التغيير، هذا إن كان تحرك القرار الحكومي عندنا طبيعياً! أعلم يقيناً أن كثيراً من الوزراء يعمل يومياً أكثر من 12 ساعة داخل مكاتبه وهو في عمل حتى خارجها، وربما كثير من لا يجد وقتا لأسرته، لكن هذه الجهود المضنية قد تكون في الطريق الخاطئ الذي لا يؤدي إلى أي نتيجة، وهو فعلاً كذلك، فرغم كل هذا الجهد والتعب لا نتائج إيجابية تذكر على مستوى التغيير والتطور.
أعتقد ان هذه المشكلة الأم والأهم في الأداء الحكومي، ومنها تنتج جميع المشكلات الأخرى، كما يفعل كل من أراد اللياقة البدنية بالتمارين لتقوية عضلات جسمه، على الحكومة أن تعي أنها بحاجة إلى تمارين لعضلة القرار وإلا فإنها ستضمر نهائياً.

@LawyerModalsabti

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي