No Script

واضح

كيف على «الإخوان» أن يقرأوا بيان الداخلية؟

تصغير
تكبير

لست هنا معنياً بصحة نسبة هذه الخلية التي تم القبض عليها أخيراً بناء على طلب السلطات المصرية لوجود أحكام قضائية ضد أفرادها لجماعة الإخوان المسلمين سواء أكانت تنتمي تنظيمياً لهذه الجماعة أم لا، ولست معنيا هنا بصحة نسبة الإرهاب لأعمالهم فهذا مجاله غير هذا المقال إثباتاً ونفياً، ما يعنينا هنا هو السؤال الأهم: كيف على جماعة الإخوان المسلمين في الكويت أن يقرأوا هذا البيان وما ورد فيه وما سيتبعه احتمالاً؟
تأكد في ذهني هذا السؤال وأنا أتابع كثيراً من ردود أفعال الأشخاص المنتمين لفكر جماعة الإخوان المسلمين، أو من دار في فلكهم أو قريباً منه وهم يؤصّلون لمسألة مخالفة تسليم أفراد هذه الخلية لكثير من مواثيق حقوق الإنسان، ومخالفة بعض الاتفاقيات الدولية التي وقعتها الكويت، ومخالفة لبعض تعاليم الدين برأيهم، وانتقادات لها أول وليس لها آخر على بيان الداخلية وإجراءاتها.
على «الإخوان» ومن دار في فلكهم كما على أي تجمع سياسي آخر أن يعلم أن ليس له - سياسياً - أن يقف في الصف المضاد لنظام بلده الذي يعيش تحت سيطرته آمن بهذا النظام أم لم يؤمن، العمل السياسي لا يجيز لأي تجمع أن يكون شوكة حتى لو كانت صغيرة في جسد «أمن واستقرار» الدول التي يعيش فيها، لأي تجمع أن يخالف النظام وألّا يوافقه، وله أن يمارس دور الشوكة سياسياً في أعمال الحكومة وعليه أن يعرف خطوطه الحمراء في «الأمن والاستقرار».
وحتى لا تُفهم هذه العبارات بطريقة خاطئة لأن الوضع المتأزم يحتاج لصراحة في الألفاظ تجنبه سوء فهم التلميح، على كل تجمع سياسي يعمل في البلاد أن يعي أنه ليس له أن يعادي عملياً من تعتبره الدولة حليفاً وصديقاً لها، وليس له أن يوالي ويناصر عملياً من تعتبره الدولة عدواً، قلت عملياً لأن الدولة والنظام والقانون لا شأن لهم بحبك وكرهك ولا شأن لهم بموقفك ورأيك بالنسبة لأي نظام أو فكر آخر، الدولة بقانونها يعنيها ما تأتيه من أفعال مادية تناصر أو تعادي دولة أخرى، من تعاديه الدولة أو تضعه في خانة المحظور والعدو والخطر ليس لأحد كان أن يظهر ولاءه له ويعمل عليه، ومن تناصره الدولة وتضعه في خانة الأصدقاء، ليس لأحد أن يعمل على عداوته وحربه والمساس بأمنه، نعيد... المقصود هنا العمل وليس مجرد الموقف والفكر.
في حالتنا الخاصة بالإجراءات المتخذة ضد هذه «الخلية» لهؤلاء «الجماعة» ومن دار في فلكها، ألّا يحبوا نظام مصر ولهم أن يعتقدوا فيه ما شاؤوا من أوصاف وصفات وتقييم فهذا شأنهم لا دخل للدولة فيه، لكن ليس لهم أن يعادوه عملياً أبدا فهذا يقع في خانة التجريم الوطني قبل التجريم القانوني، وهو وقوف في وجه نظام بلدك قبل كل شيء.
الكويت تعاني دائماً من انعكاسات الأزمات الخارجية عليها وعلى مجتمعها وتجمعاتها السياسية، فهناك اصطفاف في الجسد السياسي الكويتي حول أي مشكلة سياسية في أي دولة في العالم، وهذا الاصطفاف قد يكون حاداً، فعلى هذه التجمعات أن تعمل على إغلاق منافذ استيراد الأزمات الخارجية والتي تسوّق داخلياً، وليس الموقف من هذه الخلية ببعيد عن هذا بالنسبة لمن دار في فلك «الإخوان».

@lawyermodalsbti

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي