No Script

من زاوية أخرى

طبول الحرب في الخليج وصداها يهز الكويت

تصغير
تكبير

على مدى الأسبوعين الماضيين، اهتزت الكويت على صدى طبول الحرب التي تقرع في منطقة الخليج العربي، جراء التصعيد بين إيران وأميركا، والتحشيد العسكري الهائل الذي تشهده مياه الخليج العربي، سواء من الولايات المتحدة الأميركية أو إيران، حتى غدت المنطقة في حالة حرب تنتظر الرصاصة الأولى، في أجواء تشبه إلى حد بعيد أجواء ما قبل بدء حرب تحرير الكويت مطلع عام 1991.
ولأن الكويت سريعة التأثر بالوضع المحيط، فقد تجاوبت مع أصوات الحرب المرتفعة، لنشهد خلال الأسبوع الماضي حراكاً كبيراً في سبيل تطويق أي تداعيات قد تحدث محلياً إذا ما انطلقت مواجهة غير محسوبة العواقب بين الطرفين اللذين يتشدد كل منهما تجاه الآخر، ولا يبدي أي مرونة تبعث برسائل طمأنة للمحيط الملتهب، وتدفع الطرف الآخر للرد بإيجابية.
ولأن الأمن الغذائي يبرز في مقدمة الأمور الملحة في هذه الظروف، فقد طرحت أسئلة عن استعدادات الكويت لمسألة إغلاق مضيق هرمز، الذي يعتبر شريان الحياة الرئيسي للكويت ودول الخليج، وهو أمر تجاوبت معه وزارة التجارة التي أعلنت ان لدى البلاد من المخزون الغذائي الاستراتيجي، ما يكفي ستة أشهر، فيما مخزون المواد الأساسية يكفي سنة، وفق ما نقلته الصحف عن مصادر في وزارة التجارة. كما تجاوب اتحاد الجمعيات الاستهلاكية، حيث أعلن أن لدى قطاع التعاونيات مخزون غذائي موازٍ يساعد على تطويق أي تداعيات لإغلاق مضيق هرمز.
عسكرياً، جاءت دعوة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لدى زيارة إلى قيادات الجيش، إلى ضرورة اليقظة والحذر واتخاذ أقصى درجات الجاهزية العسكرية، تحسباً لأسوأ السيناريوهات في الأزمة، ولا سيما أن الوضع ملتهب ولا يحتمل التهاون في تحمل المسؤوليات، وهو الأمر ذاته الذي شدد عليه سموه في زيارته لقيادة الحرس الوطني، وبعدها بيوم خاطب رجال الأمن بضرورة الحزم في التصدي لما أسماه بـ«الظواهر البغيضة» التي غزت الكويت مطالباً بمواجهتها بحزم وضمن الأطر القانونية.
ثم جاءت الجلسة الخاصة لمجلس الأمة الخميس الماضي، التي طلبت الحكومة أن تكون سرية لتطلع النواب على واقع الأزمة في الإقليم واستعدادات الجهات الحكومية، لتزيد من حالة القلق والترقب، حيث خرج رئيس المجلس من الجلسة، وصرح للإعلام بالقول: «الوضع موزين» ثم يستدرك شارحاً الأمر بالقول: «إن الحكومة أطلعت المجلس على واقع الأزمة واستعداداتها لمواجهة تطوراتها، ويبدو أن الأوضاع في المنطقة خطيرة، واحتمالية الحرب كبيرة وعالية جداً» ليزيد من المخاوف والتوجسات لدى المواطنين والمقيمين في البلاد.
ولعل ما يترجم تلك التوجسات أن بورصة الكويت سجلت تراجعات يومية منذ بداية تعاملات الأسبوع، بمتوسط تراجع لمؤشرها العام بواقع 4 نقاط يومياً، ما يعكس حالة الترقب والخوف التي تعيشها السوق والشركات المدرجة، في ما العين على الخليج، والطلقة الأولى التي ستطلق معلنة الحرب.
في المقابل، ورغم كل رسائل التطمين، عبر عدد من المواطنين عن عدم ثقتهم في الاستعدادات الحكومية، مؤكدين أن التجارب السابقة تؤكد أن كل ما يقال عن الاستعداد لأي تطورات، هو تسويق إعلامي بينما الواقع سيكشف الإخفاق، ضاربين مثلاً على ذلك بأزمة الأمطار وما خلفته من أضرار كبيرة في نوفمبر الماضي، حيث كشفت تلك الأزمة عورة الاستعدادات الحكومية وعدم صحة كل ما قيل عنها.
وفيما تزداد الأزمة في العمق والاتساع، تبقى الأنظار موجهة نحو الشرق، لرصد الصراع بين أميركا وإيران، وكيف سيكون التأثير على الكويت في حال وقعت، والله الحافظ.

h.alasidan@hotmail.com
@DAlasidan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي