No Script

واضح

الكويت المحتكرة!

تصغير
تكبير

اجتماعياً... الكل في الكويت يعتقد أنه الأولى فيها، وأنه هو صاحب الفضل على البلاد في البدايات، وأنه هو من شارك في تأسيسها ونهضتها أو حتى في الدفاع عنها، الفئات... العوائل... الطوائف... القبائل... كل مكون من هؤلاء يعتقد أنه هو الأصل في الكويت، وما عداه ليس إلا رقماً زائداً أتى متأخراً عن النهضة والتأسيس!
سياسياً... كذلك الكل في الكويت يعتقد أنه هو الوطني الوحيد، وهو من يعمل لصالح البلاد وما عداه فهو خائن أو صاحب مصلحة مادية أو حرامي... الأحزاب السياسية... التكتلات... الناشطون... كل واحد من هؤلاء يرى مخالفه إما خائناً وإما قابضاً!
من العادي والمنطقي أن يكون هناك نزاع سياسي في أي مجتمع، ومن العادي والمنطقي - أيضاً - أن يكون أصحاب الرأي السياسي شرسين في الدفاع عن آرائهم وتفنيد آراء مخالفيهم، هذه الشراسة في الدفاع والنقد منطقية جداً لا في السياسة فحسب بل في كل مناحي الحياة والعلوم... غير المنطقي وغير العادي وغير مقبول أن ننتقل من مرحلة شراسة الدفاع عن الآراء إلى مرحلة إقصاء الآخرين، أن يكون منهجنا هو تخوين الآخرين... إلصاق التهم به لمجرد أنه خالفنا الرأي... هذا هو غير المقبول بتاتاً.


وإن كنا في الكويت نعاني مشكلة الإقصاء وازدراء وتخوين المخالفين، فإن المشكلة الأكبر أننا كلنا نمارس هذا الإقصاء والتخوين باسم الديموقراطية! ونحن نتابع أحاديث السياسيين وأساليبهم ومناهجهم في الجدل الدائر في حياتنا السياسية... نتساءل: كل هؤلاء ينادون بالديموقراطية ويسعون لها والمفروض أنهم يمارسون حياتهم السياسية وفق قواعدها... لكن... أين هي هذه الديموقراطية التي يؤمن بها هؤلاء في خضم هذا الإقصاء اللعين الذي يمارسونه؟!
عندما تشاهد شخصاً في الشارع، بكامل أناقته ويلبس أفخم وأغلى الساعات ويقود أفخم السيارات، لكنه لا يحترم قواعد المرور ولا حق غيره في الدور مثلاً... وقتها تعرف أن هذا الشخص ليس له من التطور والرقي إلا الشكل فقط، فسيارته المتطورة وساعته الفخمة لم تؤثر في ثقافته أبداً، تلك التي ما زالت تعيش عصر الجهل والتخلف! تقريباً.
أو بالتأكيد هذه هي الديموقراطية في حياتنا... مجرد شكل نمارس من خلاله الديكتاتورية... ونتفاخر بجماله من أجل ترسيخ قبائح نفوسنا وأفكارنا وثقافاتنا المتخلفة.
وكما أن الاحتكار مضر اقتصادياً، وقد حاربت كل القوانين هذا الاحتكار... فإن ضرره سياسياً واجتماعياً أكبر... مشكلة الكويت ليست في الأداء الحكومي السيئ، ولا في المجلس فقط... مشكلة الكويت في ثقافة وأفكار «ناسها» ومجتمعها أولاً!

@LawyerModalsabti

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي