No Script

خواطر صعلوك

ماذا تتمنى لابنك أو ابنتك؟

تصغير
تكبير

بدا الأمر وكأنه مشهد افتتاحي لإحدى المسرحيات المجانية التي نشاهدها في الشارع، حيث يرتجل أحدهم بسؤال يهم الجميع فتنطلق الأجوبة ويخرج العمل المسرحي بشكل تشاركي ونهاية مفتوحة... ولكنه في الواقع كان سؤالاً سألته لمجموعة الأصدقاء في جروب «الواتس أب»... وكان السؤال: ماذا تتمنى لابنك أو ابنتك؟
وانهالت الأجوبة، وفتحت الستارة لكل واحد على حدة، ولم يكن هناك جمهور إلا أنا.
أن يكون صالحاً كجده، ومستقيماً مثلي، ناجحاً في مدرسته وعوناً لإخوته، يحب زوجته وأولاده ويدفع الضرائب المطلوبة منه ويستمع جيداً للأغاني الوطنية، محباً لوطنه ومحارباً لكل الطاعنين في نزاهته.
- ماذا تتمنى لابنك؟
أريده مثقفاً يطير برأسه بين الحبر، يصلح أمته وينصح قومه، غارقاً في الكتب والمعرفة والحكمة.
- وأنت ماذا تريد لابنك أن يصبح؟
لا أريده أن يشبه جده، أو أن يكون مثلي، بل أريده أن يكمل كل نقص كان موجوداً بي، أريده متحدثاً بالإنكليزية قادراً على استخدام عقله أكثر من عاطفته، أتمنى له السمعة الطيبة والمركز المرموق وطهارة اليد.
- وأنت ماذا تريد لابنتك أيتها الشابة؟
أتمنى لها طيب المعرفة والإدراك في الوقت المناسب بكل سهولة ولطف وفي أفضل احتمال، وأن يفتح الله عليها بهذه المعرفة فتوح العارفين حول ذواتها أولاً وما يحيط بها ثانياً.
- وأنت ماذا تريد لابنتك أيها الأب الممارس للأبوة؟
أن تكون أفضل مني وتعيش حياة لم أعشها، ولا ينقصها شيء.
وقبل هذا كله أن تكون قدوة بالأخلاق والأدب والدين.
- وأنت يا صديقي ماذا تريد لابنك؟
أريده ملتصقاً بالأرض يمارس التجربة بدمه، ولا يرى العالم من خلال حبر الكتب.
- وأنت أيها الشاب الذي لم يتزوج بعد، ماذا تريد لابنك أن يكون؟
أتمنى له النجاة من محاولة «التهكير» الاجتماعي! والانجراف مع التيارات القادمة، ولا اتمنى له أن يصبح من «العوام» الذين يتلونون مع السائد و«المفروض»، ولا أريد له أن يصبح نُسخة تطبعها السلطات السياسية أو التجارية أو سلطة الثقافة الغالبة!
- ماذا تتمنى لأبنائك؟
صالحين مصلحين، في ذاتهم ومع أقرانهم وأرحامهم وفي مالهم وأحوالهم ومشاركاتهم، وفي إنسانيتهم وعالميتهم وآخرتهم.
- وأنت يا مَنْ تفضلين المسكوت عن المنطوق... ماذا تتمنين لأبنائك؟
اتمنى لهم حياة أفضل من حياتي ومستقبل أحلى من مستقبلي، أتمنى لهم حياة هادئة مليئة بالإنجاز والنجاح، أتمنى أن يحققوا طموحاتهم التي يختارونها وليس ما يفرض عليهم.
- وأنت يا صديقي ماذا تريد لابنك؟
أن يحافظ على الإرث العائلي الموجود، وأن يكون خير مَنْ يمثل اسم العائلة وامتدادها.
- وأنت أيها القارئ البعيد... ماذا تتمنى لابنتك؟
أتمنى لابنتي الشفاء وللأخرى تحقيق ما تتمناه هي وليس ما أتمناه أنا.
- وأنت ماذا تريد لابنك أيها العجوز؟
أريده أن يرد على الهاتف عندما أتصل به.
- وأنت يا مَنْ تسأل الناس ماذا يريدون لأبنائهم... ماذا تريد لأبنائك؟
ماذا يمكن أن أقول لهم سوى ألا ينسوا أن يتنفسوا... والباقي تفاصيل.

@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي