No Script

الصندوق الأسود / «والدتي رفضت زواجي الأول واعتبرت أنني الدجاجة التي تبيض ذهباً لزوجها»

رويدا عطية: في الرابعة اعتقدتُ أن أم كلثوم اسمها «انت عمري» و وردة شقيقتها

No Image
تصغير
تكبير
  • قبل «سوبر ستار» تقدّمتُ للمشاركة  في «ستوديو الفن»  ولكنني رُفضتُ لأنني سوريّة

كلمتان تثيران الفضول والفزع في وقت معاً!
الفضول إلى اكتشاف مجهولٍ مفعمٍ بالغرابة والتوتر يقبع هناك، في جوف طائرة منكوبة، أو سفينة غارقة، والفزع الذي يصاحب التنقيب عن أسرارٍ غامضة ومعتمة تقف وراء المشهد، وتتوارى في الجانب المظلم من الصورة!
الإنسان أيضاً يملك «صندوقاً أسود»، يرافقه طوال الوقت، يسجّل عليه حركاته وسكناته، ويحتفظ بآلامه وآماله، ويختزن ما يحب وما يكره، ويخبئ أفراحه وإحباطاته، والأهم من كل ذلك أنه يفيض بملايين الأسرار التي قد يحرص الإنسان أن يخفيها عن الآخرين، حتى الأصدقاء والأحبة!
«الراي»، التي تدرك جيداً أن معظم البشر يرفضون فتح «صناديقهم السوداء»، مهما كانت المغريات، قررت المغامرة - في هذه الزاوية - بأن تفتش في أعماق كوكبة من الفنانين والإعلاميين، وتطل على الجانب الأكثر غموضاً في حياتهم، والذي يمثل لهم «مجهولاً» طالما هربوا منه... لكن «الراي» تجبرهم الآن على مواجهته! واليوم، فتحت «الصندوق الأسود» الخاص بالفنانة السورية رويدا عطية.


• كيف بدأتِ مشوارك الفني، ومتى اكتشفتِ أنك تملكين صوتاً جميلاً؟
- الأم عادةً هي التي تتابع أولادها وتعرف ما هي المواهب التي يتمتعون بها وما هواياتهم وتوجهاتهم في الحياة. وأمي كانت تلاحظ أنني لا أحب اللعب على عكس إخوتي، بل كان لديّ هوس بسماع أغنيات أم كلثوم، وبمجرّد أن تبدأ بالغناء كنت أترك كل شيء وأنصت إليها، ولم أكن أعرف كيف ألفظ اسمها لأنني كنت في سن الرابعة، وكنت أعتقد أن اسمها «أنت عمري». وكلما كانت تظهر على التلفزيون كنت أقول لهم أطلّت «انت عمري»، كما كنت أظن أن الفنانة وردة هي شقيقتها، وكنت أستغرب لماذا انت عمري «أبيض وأسود» ووردة «ملوّنة». ثم أَخْبَرَتْ أمي والدي بحالتي وأنني أحبّ سماع الأغنيات، وهو كان محامياً ويعمل في السلك الديبلوماسي، وكان يحبّ الفن كثيراً ولكن أهله رفضوا أن يتّجه إلى هذا المجال، ولذلك أَحَبّ أن يحقق ما حُرم منه من خلالي. وشعر بالصدمة حين سمعني أغني «انت عمري» وأنا في سن الرابعة، فصار يحضر فرقة موسيقية لمرافقتي في الغناء في الحفلات العائلية.
وفي عمر التسع سنوات، توفي والدي، فلعبتْ والدتي دور الأب والأم معاً. وبعدها شاركتُ في بعض المسابقات التي كانت تقام على مستوى المدارس في سورية، بالرغم من رفْض والدتي. وأذكر أنها لحقتْ بي وأنا أركض بفردة حذاء واحدة كي أتمكن من اللحاق بالباص الذي كان يريد التوجه إلى إحدى المحافظات ناقلاً الطلاب للمشاركة في مسابقة غنائية.
ومع وفاة والدي تَرَك أخي الوحيد الدراسة وتحمّل مسؤولية البيت. وأردتُ مساعدته فقررتُ أن أغني في الحفلات، بالرغم من رفض والدتي، فرافقتْني جارتنا إلى إحداها، وعدتُ إلى البيت ومعي 100 دولار، وقدّمتُها لوالدتي وكان نصيبي الضرب، لأنها كانت تريد أن أكمل تعليمي، ولكنني قلتُ لها: أريد أن أساعد أخي كي نعود ونعيش بالمستوى نفسه الذي كنا عليه بوجود والدي، إلى جانب دراستي. وهكذا كانت البداية في حمص ثم انتقلتُ إلى الشام وتزوّجتُ بعمر الـ17 وكان زوجي الأول يكبرني بنحو 20 عاماً.
• وفي أي عام شاركتِ في برنامج المواهب «سوبر ستار»؟
- قبْلها شاركتُ في برنامج للمواهب في التلفزيون السوري، وبعدها تقدّمتُ للمشاركة في برنامج «ستوديو الفن»، وهذه المرة الأولى التي أذكر فيها هذا الأمر، ولكنني رُفضت لأنني سوريّة، وحتى اليوم أذكّر المايسترو إيلي العليا بالموضوع، فيقول لي إن البرنامج كان يتوجّه وقتها للبنانيين، فأقول له بل هو كان يتوجّه إلى العرب ومن ثم إلى اللبنانيين، ويومها شعرتُ بحزن شديد، لأنهم لم يسمعوا حتى صوتي. وبعدها بأشهر عدة تم الإعلان عن برنامج «سوبر ستار» وشاركتُ فيه.
• وبموافقة والدتك؟
- بل كنتُ مع زوجي، لأنني كنت على خلاف مع عائلتي في تلك الفترة، لأنني تزوّجتُ خطيفة. وبعد عودتي إلى سورية، لم تصْفح عني والدتي لأنها كانت تريد أن أكمل تعليمي من ناحية، ومن ناحية أخرى لأنها رفضتْ زواجي واعتبرتْ أنني الدجاجة التي تبيض ذهباً لزوجها، لأن تعبي من حقي. وبعد طلاقي منه عادتْ الأمور إلى مجاريها مع عائلتي.
• وهل كنتِ الوحيدة في البيت التي تكمل تعليمها؟
- بعد حصولي على شهادة البروفيه، درستُ في معهد الموسيقى لمدة عامين. يومها لم أكن أملك المال، وفي الصيف كنت أذهب بالباص إلى المعهد وأعود سيراً على الأقدام كي أوفّر المال. كنتُ أرافق إحدى صديقاتي الميسورات كي أتعلّم النوتة والمقامات والإيقاع، وعند انتهاء الدرس كنت أقوم بتنظيف المعهد كي أبقى وأستمع للدرس. لكن صاحب المعهد سمعني وأنا أغنّي، ولما رأيتُه خفتُ كثيراً، وسألني ماذا أفعل، فقلتُ له إنني أقوم بالتنظيف ولم أخبره الحقيقة كي لا تحصل مشكلة ويخبر والدتي. فسألني لماذا لا تشاركين معنا، وعندما علِم أنني لا أملك المال، قال لي صوتك هو رصيدك ودرستُ من دون مقابل. وأنا لا أخجل من ذلك، لأنني تعبت وتمكّنت من الوقوف على قدميّ وتحقيق كل ما أريده.
• ما صحة ما يقال عن فوز ديانا كرازون بلقب «سوبر ستار» بدعْم من الدولة في الأردن؟
- كنا 12 مشتركاً، وكنا نتعامل كالإخوة وندعم بعضنا، ولكن هناك مَن كنت أتفاهم معه أكثر من غيره. ومحمد لافي لا يزال صديقي وتربطني به علاقة جيدة، كما كان وائل منصور وهيثم سعيد قريبان من قلبي، ولكن عدم توافُقي مع ديانا أو غيرها لا يعني أنني على خلاف معها. عندما وصلنا إلى المرحلة النهائية لم تعد الأمور بيدنا، بل تحوّلت إلى سورية ولبنان والأردن، مع أن التصويت كان من كل الدول العربية. أنا وملحم (زين) ابتعدنا عن هذه اللعبة. وديانا كرازون ابتعدتْ عنا في الفترة الأخيرة من البرنامج ولم نفْهم السبب، وكأنها الملكة ونحن الوصيفون. مع أنني أشيد بصوتها وموهبتها والكاريزما التي تملكها، وكنت أتمنى لو أنها تطرح أغنية «تعلّم» عند الناس، وتهتمّ بأغنياتها وإطلالتها لأن لديها محبين في كل العالم العربي. ولكن كل فنان يختار ما يحبه.
• وهل فازتْ مُعْتَمِدَةً على الواسطة؟
- لا أنظر إلى الوراء بل إلى الأمام، وبعد فوز ديانا كرازون بلقب «سوبر ستار» قررتُ أن أفكر بطريقي وكيف أصنع من اسمي لقباً، لأنه هو الذي يبقى. الأسماء الكبيرة لم تكن تحتاج إلى ألقاب، والصحافة كانت تكرّم أصحاب هذه الأسماء بمنْحهم ألقاباً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي