No Script

الرزق... مكتوب ومقدّر

No Image
تصغير
تكبير

من حكمة الله سبحانه وتعالى في خلقه التفاوت الكبير في أرزاقهم. لم يخلقهم في درجة واحدة من الرزق، وذلك لكي يخدم بعضهم بعضا. فالجنين وهو في بطن أمه يرسل الله سبحانه وتعالى ملكا يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد.
 نعم وهو في بطن امه ولما يخرج الى الوجود، يكون رزقه ما قدره الله سبحانه وتعالى له، لا ينقص دينارا ولا درهما، لذلك سمى الله سبحانه وتعالى نفسه الرزاق، فقال سبحانه في محكم التنزيل «إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين» الذاريات 58.
كذلك «وأن الله لهو خير الرازقين» الحج 59 نعم فممن تتوقع الرزق؟ من إنسان مثلك لا يملك هو أصلا الا ما كتبه الله سبحانه وتعالى له من رزق، ولقد قسم بعض أهل العلم الرزق الى أربعة أقسام الرزق المضمون، وهو ما يساق اليه من طعام وشراب وكل ماله حد الكفاف لقوله تعالى «وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين» هود 6 والرزق المقسوم... وهو ما قسم في الأزل في اللوح المحفوظ والرزق المملوك. وهو ما اتخذه الانسان من مدخرات مالية أو ملابس أو غيرها من الأسباب المادية الأخرى والرزق الموعود.
وهو ما وعد الله سبحانه عباده الصالحين في قوله تعالى: «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب» الطلاق 3، والتوكل انما يكون في الرزق المضمون، أما الأرزاق الأخرى، فلا. والرزق ليس للانسان فقط، بل كذلك للحيوان، فترى الطيور كذلك تأكل السمك أو بعض الحشرات الصغيرة، أرزاق وزعها الله سبحانه وتعالى على كل ما في الأرض من بشر وحيوان، فهو الرزاق ولا أحد سواه. فهو يملك توزيع الأرزاق على الخلائق كلها وفي نفس اللحظة وبالثانية وليس بالدقيقة؟
يا أخي كم نحن غافلون عن قدرة الله سبحانه وتعالى. ولو تأملنا قليلا وتفكرنا لما غاب عنا ذكر الله سبحانه وتعالى لحظة واحدة. ولكننا مشغولون بالدنيا وما فيها فأبعدتنا عن الآخرة، الا من رحم ربي وهم الأقلية... روي عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ان روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها... ألا فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله فانه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته؟ حديث حسنه الألباني.
وخذ هذه الآية من كتاب الله العزيز «وكأين من دآبة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم» العنكبوت 60، فلا تخف على رزقك، فالرازق موجود والعمر محدود.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي