No Script

ميركل اتّصلت بعون... وماكرون استقبل باسيل

«بروتوكول العودة» يحكم المرحلة المقبلة في لبنان

تصغير
تكبير
هل يشكّل اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الأحد المقبل بناءً على طلب المملكة العربية السعودية مَدْخلاً لـ «تعريب» المواجهة مع إيران؟ وهل يؤدي مثل هذا الأمر الى التخفيف من الضغط على لبنان أم أنه يضعه أمام تحديات أكبر؟ وهل «المظلّة» الدولية المتجدّدة التي رسمتْ «خطاً أحمر» حول استقرار لبنان كافية لتحييده عن تأثيرات «العاصفة» التي ارتسمتْ في أفق علاقة واشنطن والرياض مع طهران والتي جاءت استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري على وهْجها؟

هذه الأسئلة حضرت أمس في بيروت التي تتهيّأ لعودة وشيكة للرئيس الحريري من الرياض التي كان أعلن منها استقالته في 4 الجاري، وذلك وفق «بروتوكول العودة» الذي حدّده بنفسه في إطلالاته التلفزيونية يوم الأحد الماضي على قاعدة إعطاء «فرصة أخيرة» لإعادة التوازن الى التسوية السياسية التي كانت أنهتْ الفراغ الرئاسي و«تطوير شروطها» على قاعدة معالجة البُعد الاقليمي لسلاح «حزب الله» وأدواره في العالم العربي ولا سيما في اليمن واستئناف الحوار الداخلي حول البُعد اللبناني لهذا السلاح وترجمة «النأي بالنفس» في شكلٍ عملي وإبعاد لبنان عن لعبة المَحاور.

وإذا كان الحريري أعطى بكلامه «الضوء الأخضر» لانطلاق المفاعيل السياسية لاستقالته التي ترك الباب مفتوحاً أمام إمكان العودة عنها أو تثبيتها مع ترجيح إعادة تكليفه حينها ليبقى رئيساً للوزراء بلا تأليف وربما حتى الانتخابات النيابية المقبلة، فإن دوائر مطلعة ترى أن انتهاء مرحلة «ربْط النزاع» مع «حزب الله» بإزاء سلاحه وأداوره الخارجية وتحديداً في اليمن والسعي إلى إنهاء الوظيفة الاقليمية للحزب مسألة أكبر من لبنان وتحتاج إما الى تفاهمات كبرى بين لاعبين إقليميين ودوليين من ضمن «حرب النفوذ» المستعرة في المنطقة، وإما إلى «صِدام كبير» لا يبدو ان ثمة قراراً بجعْل لبنان «ملعب النار» الرئيسي فيه.

ومن هنا يجري رصْد اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الأحد لتبيان إذا كان سيخلص إلى «خريطة طريق» للتصدّي لتدخّلات إيران في العالم العربي وكيفية تموْضع لبنان إزاء مثل هذا الأمر، وسط اعتبار أوساط سياسية أن هذا الاجتماع سيشكّل تظهيراً للإشكالية الكبرى التي عبّرتْ عنها الرياض في علاقتها مع لبنان وصولاً الى تلميحها الى أنّها «في حال حرب مع حكومته»، على خلفية ما اعتبرتْه «عدوان حزب الله» عليها من خلال مشاركته في حرب اليمن ودوره في إطلاق الصاروخ البالستي في اتجاه الرياض.

وترى هذه الأوساط ان استقالة الحريري التي أتتْ في جانب أساسي منها على هذه الأرضية وكأحد التعبيرات عن المواجهة السعودية - الإيرانية و«نفاذ صبر» الرياض حيال ممارسات «حزب الله» في اليمن ومشاركته في «عمل حربي» كان يستهدف الرياض، سرعان ما انزلقتْ في لبنان الى محاولة اختزالها بعنوان «عودة الرئيس الحريري» مع إيحاءات رسمية بأن الأخير «محتجز» في المملكة ومقيَّد الحركة، لافتة الى أهمية عدم الإمعان في إدارة الظهر لجوهر أسباب «الغضبة» السعودية على بيروت أو القيام بخطواتٍ من شأنها نسْف أي جسور عودة في العلاقة مع المملكة ولا سيما بعد بروز إجماعٍ دولي على أن رجوع رئيس الحكومة المستقيل ضروري لبدء مسار المعالجات.

وفي هذا السياق، تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالاً من المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي أكدت «بذل الجهود لمعالجة أزمة اعلان استقالة الحريري»، في حين اتجهت الأنظار الى الجولة الاوروبية التي بدأها وزير الخارجية جبران باسيل تحت عنوان «شرح الاستقالة الملتبسة للرئيس الحريري وحشد التأييد لهذه القضية ولاستقرار لبنان ودعمه كي لا يتحول ساحة صراع بين الدول».

والتقى باسيل في مستهلّ الجولة مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في مطار بروكسيل معلناً «ان لبنان لا يزال يعالج المشكلة مع السعودية من ضمن العلاقات الثنائية الاخوية»، لافتاً الى ان «عودة الحريري الى بيروت ستكون إثباتاً على حريته وحتى رجوعه لا كلام في أي ملف آخر».

وأضاف «إن ما يُهدد به لبنان من الوصول الى فراغ حكومي وسياسي أو عقوبات من اي شكل لن تصيب اللبنانيين وحدهم، بل ان مليوني لاجئ ونازح سيتحولون مشكلة لمحيط لبنان وصولاً لأوروبا».

من جهتها، أكدت موغيريني «ضرورة تأمين عودة الرئيس الحريري وعائلته الى لبنان في الأيام المقبلة مما يساهم في تدعيم الاستقرار الداخلي وتقوية الوحدة الوطنية في لبنان».

ومن بروكسيل انتقل باسيل الى باريس حيث استقبله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، غداة إعلان الاليزيه عن «بعض الانفراج» في شأن لبنان بعد اعلان الحريري عزمه على العودة قريباً الى لبنان، لافتاً الى ان «الخروج من الأزمة الحالية يمر بعودة الحريري وتمكينه من تقديم استقالته الى رئيس الدولة إذا كان راغباً بالفعل في الاستقالة، ما لم يكن قد غير رأيه مذذاك».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي