No Script

ماذا لو... ؟

لعبة الحياة

No Image
تصغير
تكبير

كم مرة فكرت وأنت تنظر ساعتك تتأمل عقاربها التي تشير إلى وقت بعينه أن حياتك مثلها؟ وأنها تدوركما تدور عقارب الساعة؟ وأنه يجب عليك أن تحسن الدوران مع عقاربها حتى لا تلدغك بقسوتها؟
كم مرة رسمت لنفسك طريقا ووضعت هدفا لكنك تفاجأ في لحظة أن الظروف تغيرت فوضعتك في اتجاه لم يكن في الحسبان؟
من منا لم تأخذه الحياة في طريق غير الذي رسمه لحياته، وتنعطف به انعطافة تغير مجرى حياته كليا؟
إن الحياة طريق مليء بالمنعطفات، بعض منعطفاتها قاسية، ولكنّها ضرورية لمواصلة الطريق، قد تأخذنا لمنعطف حاد، كارثة تغير مسارنا، وعلينا أن نكون جاهزين لها، نعد لها العدة، مؤمنين أن مساوئ القدر قد تكون أفضل محاسنه، وقد تأخذنا فجأة لمنعطف آخر تفاجئنا فيه بأعاجيبها، وتأسرنا بمفاجآتها؛ فنقف مشدوهين تجاه مواقفها، متعجبين من مشاعرنا، من ذلك الإحساس الغامر بالروعة عندما نحلق معها عاليا.
إن بعض المنعطفات الحياتية التي تحدث، تجعلنا نقف حائرين مشتتين، لا تفكير ينقذنا، ولا نجد تفسيرا لما يجري، مؤلم أن تحزن في المكان الذي ابتسمت فيه كثيرا، موجع أن تعود لتفاصيل صغيرة تظل تقتات على بقايا روحك، يقول العقاد:
«إن في الحياة ألما كبيرا، وإن سرور الحياة أكبر من ألمها، ولكن الحياة نفسها أكبر من كل ما فيها من الألم والسرور».
إنّ الخطأ ليس أن نعيش حياة لا نرضاها، لكن الخطأ هو ألا نحاول تغييرها إلى الأفضل، لذا كن مرنا وعود النفس على تقبل الظروف ومواجهتها، فما الظروف باقية على حال، إن سرتك الحياة يوما، فاسعد بذلك، فهنالك من لم يذق للسعادة طعما قط، وإن ساءتك يوما، فاحمد الله أنك الأفضل لأن مرارتها تمتعك بحلوها.
لا تتعجل الأمور، لا تغضب عندما لا تأتي توقعاتك من تلك المنعطفات كما كنت تقدر، فالقائد الماهر يعلم أن هنالك منعطفا آخر في الطريق قد يميل بها للأفضل، لأنها ببساطة: لعبة الحياة.
لكي تكون اللاعب الماهر، عليك أن تتقن اللعبة، وتتقن استخدام الأدوات والفرص، وإذا كانت للحياة لعبتها فعليك أن تدرك أن كل المنعطفات فرص، بعضها قاس نتوقف فيه قليلا ونبني عليه، وبعضها سار أشبه بدفعة مباغتة من الطاقة، نستثمره وننطلق معه لنصل أسرع، وليس للعبة من أدوات إلا أداة وحيدة هي الوقت، الذي يتحول إلى أرض خصبة بالمثابرة, فكل ما عليك هو أن تتمتع بأقصى حد من المرونة وأن تجعل من النوائب مرايا تتفحص فيها خياراتك، وأن ترعى أهدافك بالمثابرة ووضوح الرؤية، ثم «امنح الحصرم وقتاً كي يتحول إلى عسل» كما يقول الكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكي.

* شاعرة وكاتبة مصرية
hanaank64@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي