No Script

صاحب السمو شمل برعايته وحضوره المؤتمر الدولي بحضور الرئيس محمود عباس

الكويت تثبت للعالم انتهاكات إسرائيل بحق الطفل الفلسطيني

تصغير
تكبير
عباس: أطفالنا دون سن 16 عاماً الأكثر تأثراً فيتعرضون لاعتقالات وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان

الصبيح: الطفل الفلسطيني يدفع ثمن ممارسات تعسفية هدفها إيجاد طفولة وحياة متدنية بالعنف والقهر

أبو الغيط: 700 طفل فلسطيني بين 12 و17 عاماً معتقلون ويحاكمون عسكرياً دون أدنى معايير العدالة
كونا- شمل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد برعايته وحضوره، افتتاح المؤتمر الدولي حول معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاك اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لاتفاقية حقوق الطفل على مسرح قصر بيان أمس، بحضور رئيس دولة فلسطين الشقيقة محمود عباس.

وشهد الحفل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، والشيخ جابر العبدالله، وسمو الشيخ ناصر المحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية أنس الصالح، وكبار المسؤولين بالدولة وكبار القادة بالجيش والشرطة والحرس الوطني.


وبدأ الحفل بالنشيدين الوطنيين للبلدين الشقيقين ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقى الرئيس محمود عباس كلمة، بدأه بتوجيه الشكر وعميق التقدير لسمو الأمير على رعايته الكريمة المؤتمر، وأكد أن الإنسان الفلسطيني يتعرض، ومنذ نكبة فلسطين وإلى يومنا هذا، لأبشع ألوان وأشكال العذابات والمآسي وانتهاك حقوقه التي كفلتها القوانين الدولية، حيث الأطفال الفلسطينيون دون سن 16 عاما والذين يشكلون اليوم ما نسبته 39 في المئة من مجموع السكان هم الضحايا الأكثر تأثرا بين أبناء الشعب الفلسطيني، فعمليات الاعتقال المستمرة بحق الفلسطينيين لم تستثن أي فئة عمرية من فئات الشعب الفلسطيني وبخاصة الأطفال الذين يتعرضون لانتهاك واضح وصارخ لحقوق الإنسان.

وقال عباس إن «إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تخرق بنود الاتفاقيات الدولية التي تنص وتؤكد على رعاية وحماية الأطفال وبخاصة اتفاقية الطفل لعام 1989، بل إنها فتحت سجونا ومحاكم خاصة بالأطفال عام 2009 يحاكم فيها الأطفال، وقد ذهبت السلطة التشريعية في إسرائيل إلى أبعد من ذلك حيث أقرت في نوفمبر 2015 قانونا يسمح لقوات الاحتلال باعتقال ومحاكمة الأطفال ممن هم دون سن الاثني عشر عاما ووضعهم في الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر مع استمرار اعتقالهم حتى وصولهم السن القانونية لتنفيذ الحكم الصادر بحقهم بالكامل ما تخلفه تلك الاعتقالات من تأثيرات سلبية نفسية وجسدية على أطفالنا. إننا نتمسك بخيار السلام العادل والشامل وحل الدولتين على أساس حدود 67 ونعمل على محاربة العنف والإرهاب في منطقتنا والعالم في حين تعمل الحكومة الإسرائيلية على تقويض هذا الحل بكل السبل وخاصة ما تتعرض له عاصمتنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية من اعتداءات وتغيير لطابعها وهويتها».

وختم عباس كلمته بالقول «إنني على يقين بأن جهود المشاركين والباحثين في هذا المؤتمر ستخرج بأفضل التائج والتوصيات لتحقيق أهدافه المرجوة».

مرة أخرى أحييكم جميعا وأشكر الكويت الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا على استضافة هذا المؤتمر ورعايته مثمنا جهود الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لعقده.

ثم ألقت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح كلمة قالت فيها إن الحديث عن ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الطفل الفلسطيني لم يكن يوما من باب الادعاء أوالتجني، فالصور والمشاهد والأدلة كثيرة على معاناة الطفل الفلسطيني وما يتعرض له من اضطهاد على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تعمد إلى تحطيم واقعه النفسي والوجداني من خلال ممارسات تعسفية تهدف إلى إيجاد واقع طفولة وحياة متدنية بسبب العنف والقهر الذي يمارسه الاحتلال ويدفع ثمنه الطفل الفلسطيني من هذا المنطلق يحدونا الأمل بأن يهب الجميع لنصرة الطفل الفلسطيني ونتطلع من خلال هذا المؤتمر ومن خلال جهودنا المشتركة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للحصول على نتائج فعلية وواقعية تنعكس على واقع الطفل الفلسطيني للقضاء على معاناته وضمان حقه الأصيل في الحياة وفقا لما نصت عليه الاتفاقيات الدولية والشرائع السماوية فلنعمل معا من أجل نصرة الطفل الفلسطيني ودعمه للحصول على حقوقه المشروعة.

وأضافت الصبيح أن أهمية المؤتمر تكمن كونه يناقش مجموعة من المحاور الهامة التي ترتبط بواقع الطفل الفلسطيني في ظل القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل ودور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني، وكذلك الأوضاع التعليمية والصحية والنفسية المتردية للأطفال الفلسطينيين الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال والبحث في الحماية القانونية للأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال ووضع الآليات اللازمة لتفعيلها والبحث أيضا في تطوير وتنمية قدرات الطفل الفلسطيني وتأهيله تعليميا ونفسيا وثقافيا في مواجهة الاحتلال بهدف التخفيف من معاناة أطفالنا في فلسطين الذين لا ذنب اقترفوه، حتى يتعرضوا لكل هذا الاضطهاد في ظل ضعف واضح لمستوى التدخل الدولي لإنقاذ الطفل الفلسطيني الذي ترك وحيدا يعاني من شراسة الاحتلال واقتصرت تلك التدخلات على الإدانة والشجب والتنديد دون تحرك لاتخاذ إجراءات من شأنها وقف انتهاك سلطات الاحتلال الإسرائيلي لكافة المواثيق والاتفاقيات الإقليمية والدولية.

وألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كلمة أكد فيها أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي تتفاقم في حجمها وشكلها ومضمونها، الأمر الذي أصبحت معه بالتبعية معاناة الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية والاقتصادية أكثر قسوة، وبحيث لا يقتصر تأثيرها على الزمن الحاضر بل يمتد ليأخذ بعدا تنمويا مستقبليا أيضا بما في ذلك التأثير العميق على مقدرات ومستقبل الأطفال الفلسطينيين. فهؤلاء الأطفال يعانون من الحرمان بأشكال متعددة ولم يتمتعوا بالحد الأدنى من الحقوق كما هو حال الأطفال في معظم دول العالم ونشأوا في أسر عانت من التهجير القسري وضيم الاحتلال ويعيشون في كنف عنف وتطرف الاحتلال العسكري الإسرائيلي.

وأضاف أنه«على الرغم من هذه الظروف الصعبة التي يعانيها الأطفال الفسطينيون، استطاعوا ان يصبحوا رقما مهما في معادلة الصراع مع مشروع الاحتلال، بعد أن فجروا بسواعدهم التي لا تحمل سوى الحجارة أعظم انتفاضة في وجه المحتل. بعضهم عاش وولد في المخيمات وهو يتجرع مرارة فقد الأحبة والأهل، وبعضهم يشاهد منزله يهدم بجرافة الاحتلال، ومنهم من يحرمه منع التجول من الوصول إلى مدرسته، ومنهم من تسلبه رصاصات الغدر حياته أو حياة أعز الأصدقاء. هذا الطفل لا يزال يحلم بأن يعيش طفولته كسائر الأطفال وأن يتمتع بحقوقه الأساسية ولو في حدها الأدنى وأن يكون لديه مستقبل ملؤه التفاؤل والأمل. لكن الاحتلال يقف سدا منيعا أمام مثل هذا التفاؤل».

وذكر أمين عام الجامعة العربية أن نظرة سريعة على الواقع الحالي للطفل الفلسطيني تكشف عن حرمانه من حقوق وحريات أساسية خلافا لما هو منصوص عليه بشكل صريح في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل. بل إن ثمة بونا شاسعا بين ما هو مضمون ومكفول من حقوق وحريات أساسية في إطار الاتفاقية وبين الانتهاك الصريح والمعلن والمنظم تجاه الطفولة الفلسطينية حياة وأمنا وصحة وتعليما.. وبما يؤكد مسؤولية السلطات الاسرائيلية عن انتهاك حقوق الطفل الفلسطيني وضربها عرض الحائط بالاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الانسان ومن بينها اتفاقية حقوق الطفل وهي بالمناسبة أكثر اتفاقيات حقوق الانسان الدولية من حيث التصدقات عليها. بما يؤكد أهميتها البالغة وسعي مختلف دول العالم للالتزام بالقواعد والمعايير التي نصت عليها لحماية الطفل. وتجدر الإشارة إلى أنه ووفقا للبيان الصادر عن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فقد تم توثيق استشهاد 2012 طفلا فلسطينيا منذ عام 2000 وحتى نهاية عام 2016 على يد قوات الاحتلال والمستوطنين في قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس. وإمعانا في التنكيل وانتهاك الحقوق فقد انتهجت قوات الاحتلال سياسة احتجاز جثامين الأطفال كنوع من العقاب الجماعي لأسرهم، إضافة إلى أن سياسة الإفلات من العقاب أو المساءلة باتت تضمن لجنود الاحتلال الإسرائيلي الحصانة من أي ملاحقة قضائية.. حتى على جرائم القتل العمد بحق الفلسطينيين.

وأضاف«من ناحية أخرى تعتقل وتحاكم سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو 700 طفل فلسطيني بين سن 12 و 17 عاما وتحاكمهم أمام محاكمها العسكرية التي تفتقر لأدنى معايير المحاكمات العادلة. وقد بلغ متوسط عدد الأطفال المعتقلين في السجون وأماكن الاحتجاز الإسرائيلية خلال العام الماضي نحو 380 طفلا دون سن الثامنة عشرة. وقد أوضحت المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين أن الأطفال يخضعون لإجراءات قاسية خلال عمليات الاعتقال أثناء التحقيق معهم دون مراعاة لسنهم، ويتم إخضاعهم لمختلف الضغوط النفسية والجسدية على يد المحققين الاسرائيليين وتنتزع اعترافاتهم عنوة، مع تعمد المحققين الإسرائيليين استخدام أساليب غير إنسانية معهم على غرار الاعتداء عليهم بالضرب وحرمانهم من النوم والحرمان من زيارت الأهل، ومن الموارد الثقافية والدراسية بالإضافة إلى تردي نوعيات الطعام المقدمة إليهم. ويا له من عار سيظل يلاحق دولة الاحتلال ويلطخ سمعتها إلى الأبد».

وختم أبو الغيط كلمته بتجديد الشكر والتقدير إلى الكويت وإلى سمو الأمير على استضافة ورعاية المؤتمر المهم، كما شكر دولة فلسطين والرئيس محمود عباس على الجهد المخلص والدؤوب من أجل تحقيق مصلحة أبناء الشعب الفلسطيني. وشهد المؤتمر إهداء سمو الامير والرئيس عباس هديتين تذكاريتين بهذه المناسبة. وقد غادر سموه وضيفه الكريم مكان الحفل بمثل ما استقبلا به من حفاوة وترحيب.

معاناة الطفولة... قصص واقعية

أحمد: صحوت فجراً على صوت الجنود فوق رأسي

تحدث الطفل الفلسطيني أحمد عاكف عوض عن تجربة اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي وهي التجربة التي مر ويمر بها الآلاف من اطفال فلسطين.

أنا أحمد عاكف عوض عمري 17 عاما وعندما تم اعتقالي كان عمري 15 عاما من بلدة بيت أمر، قضاء محافظة الخليل في فلسطين، ولان هذه البلدة تقع بمحاذاة شارع رئيسي ويستخدمه المستوطنون الاسرائيليون فإن الكثير من اطفال بلدتنا عرضة للاعتقال، اضافة الى ان بعض الاطفال قد جرح او استشهد برصاص جيش الاحتلال او المستوطنين الاسرائيليين.

بتاريخ 2 /3 /2016 وفي حدود الساعة الثالثة فجرا صحوت فوجدت جنودا من جيش الاحتلال فوق رأسي وانا في فراشي، وأخذوا يصرخون بي ان أصحو، ما زلت اتذكر تلك اللحظات ومقدار شعوري بالفزع، على الرغم منه انه قد مر على ذلك اكثر من عام ونصف، كنت بملابسي الداخلية، وبداية لم أستوعب الامر ولا كيف دخلوا البيت، فلم أصحُ على حركتهم قبل اقتحامهم للبيت، لكن فهمت لاحقا أنهم قد فجروا الباب الرئيسي لبيتنا قبل أن تصحو أمي وأبي وإخوتي.

ضرب وشتم وتعصيب عيون

يتابع أحمد: قام الجنود بعصب أعيني وقيدوا يدي برباط بلاستيكي الى الخلف ولم اتمكن من ان ارتدي ملابس دافئة، على الرغم من مناشدة امي لهم كان الجنود يريدون إخراجي من البيت بسرعة وفعلا اقتادوني للخارج، وأجلسوني على ارضية السيارة العسكرية، كان أكثر من جندي يحيطون بنا أنا وأطفال من الحي، ونحن في السيارة كانوا يشتموننا بأسوأ المسبات، وكذلك كانوا يضربونني بأرجلهم واقتادونا الى معسكر كفار عصيون الواقع بين مدينتي بيت لحم والخليل.

كانت الساعة 4 صباحا تقريبا، حيث أوقفوني في خارج المبنى وكان البرد شديدا جدا وكذلك كنت أحس ببعض المطر، بعد ساعات أدخلوني للتحقيق ومن ثم أعادونا «للشبح»،

وأجبروني على الوقوف وانا مقيد للخلف وأنا معصوب العينين، واستمر الوضع هكذا لما يقارب اليومين وبعد أن انتهى التحقيق معي انزلونا للغرف، وهي غرف باردة ليس فيها تدفئة ومزدحمة، وكذلك فإن الطعام كان سيئاً.

محكمة في معسكر عوفر

ويضيف أحمد: في اليوم الرابع من اعتقالي 5 /3 /2016 وفي الساعة السابعة والنصف صباحا تمت المناداة على اسمي من اجل الذهاب للمحكمة في معسكر عوفر الاسرائيلي القريب من مدينة رام الله، سيارة النقل العسكرية كانت غير مريحة ومزدحمة، وصلنا معسكر عوفر نحو الساعة 30ر9 وتم ادخالي إلى قاعة المحكمة وهناك التقيت المحامي للمرة الأولى وتم تمديد اعتقالي لمدة أسبوع، وأذكر أن محكمة التمديد انتهت بعد ربع ساعة ولكن بقيت انتظر في الغرفة حتى الساعة 8.30 مساء ومن دون أي طعام حتى أدخلوني إلى سجن عوفر القريب من المحكمة.

بعد جلسات عدة للمحكمة والتي كانت فقط من اجل تمديد وتجديد توقيفي وبعد ما يقارب 55 يوما من اعتقالي تم الحكم علي بالسجن شهرين و2500 شيكل غرامة، وكذلك سنة مع وقف التنفيذ لمدة 5 سنوات وذلك بتهمة إلقاء الحجارة.

نوران ابنة شهيد وأخت أسيرين

وتحدثت الطفلة نوران أحمد البلبول عن تجربتها مع الاعتقال فقالت: أعرفكم على نفسي، أنا الأسيرة المحررة نوران أحمد خليل البلبول، من مدينة بيت لحم مهد المسيح عليه السلام، ابنة الشهيد أحمد البلبول، وأخت الأسيرين المحررين محمد ومحمود البلبول، اللذين خاضا أطول إضراب عن الطعام 85 يوما يصارعان فيه الموت ليعزفا على أوتار أمعائهما الخاوية لحن الحرية والنصر لإيمانهما العميق بأنهما أصحاب حق ووطن مسلوب. طفلة فلسطينية أنا جئتكم أحمل في قلبي جرحي وحزني، فمنذ ولدت وأنا أسمع أصوات الرصاص في أذني، أرى عيونا باكية، فهذه أم شهيد وهذه بنت أسير وهذه أخت مفقود وهذه طفلة شوهتها قنبلة، منذ ولدت وأنا أرى الموت والعسكر يمشي في شوارعنا.

اعتقلوني وعرضوا علي فيديو اغتيال والدي

تقول نوران: اعتقلوني في أبريل 2016 وعمري 15 عاما، اعتقلوني عند المعبر المؤدي للقدس الشريف، كنت ذاهبة مع عمتي للصلاة يوم الجمعة فحصل شجار بيني وبين مجندة اسرائيلية حاقدة، أرادت نزع ثيابي للتفتيش فرفضت ذلك، وما رأيت نفسي إلا وأنا في زنازين التحقيق مع حشد كبير من المحققين، يصرخون ويشتمون لا أعرف ماذا يقولون، ولكني فهمت منهم بأنني إرهابية. بقيت ثلاثة أيام مع التحقيق المستمر دون راحة أو طعام، أتذكرهم وهم يعرضون علي فيديو اغتيال والدي، وقد شوهوا صورة وجهه الضحوك في ذاكرتي، وهو مبتسم يطعمني بيده الحنونة، يضحكون على بكائي ويتباهون بأنهم قساة قلوب، وليسوا من البشر.

شخنا قبل أن نكبر كأطفال العالم

تتذكر نوران: لن أنسى ذلك السجن الذي رموني فيه، لن أنسى صيحات الأسيرات الصغار من ألم رصاصات اخترقت جسدهن النحيل، كم أتذكرك يا مرح بكير وأنت تبكين من ألم عشر رصاصات بيدك، وأنت يا هدية عرينات يا ابنة 12 عاما وأنت تبكين لأجل العودة لحضن أمك، وتوصيني بأن أقبل تراب فلسطين، كم يؤلمني ويخيفني صراح الجندي وهو يوقظني كل نصف ساعة، لن أنسى صورة أمي وهي تأكل وحدها في شهر رمضان، زوجها شهيد وأولادها جميعهم في السجن، أي غابة نحن نعيشها أي دولة عدل يدعيها الكيان الصهيوني، حكموني أربعة أشهر ظلما وبهتانا أبعدوني عن مدرستي وطفولتي، وخلال الاعتقال حرموني من الزيارة، ولم تتمكن أمي من زيارتي إلا مرة واحدة لنصف ساعة فقط قبل الافراج عني بيوم واحد، أعرف أنكم تحتقرونهم مثلي، ولكن صدقوني أنا شخت قبل أن أكبر كبقية أطفال العالم، رسموا في ذاكرتي خوفا وألما وحزنا وصور أطفال أسرى يبكون لنيل حريتهم، محكوم عليهم سنوات طويلة، صدقوا ما أقوله، تلك هي اسرائيل تتباهى باعتقال أطفال قصر وزهرات قاصرات بتهم باطلة تدعيها دائما حفاظا على أمنها المزعوم وسلامتها.

حلم الطفولة: العيش بأمن وسلام

تختم نوران ذكرياتها: كانت فرحتي عظيمة باستقبال الأهل والأحبة عندما تحررت وكأني ولدت من جديد في هذه الحياة، ولكن فرحتي لم تكتمل لأن إخوتي ما زالوا في الأسر. أنا لا أعرف في السياسة شيئا ولكني أتساءل لماذا ذبحوا طفولتي؟ لماذا حجبوا الشمس ونثروا العتمة في عيني؟ ولكن رغم كل هذا سوف يبقى يسري في شراييني حبك يا فلسطين، حبك يا فلسطين. رسالتي لكم يا كل الشرفاء في كل العالم حلمي بسيط، هو أن أعيش أنا وشعبي بأمن وسلام، وأنا أحلم بغد مشرق وبدولة فلسطينية تعلو في سماء قدسها رايات النصر والحرية. فأنا محملة بكثير من الرسائل من زهرات فلسطين القابعات خلف القضبان فحلمهن بسيط الحرية الحرية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي