No Script

إضاءات

الثقافة في إيران... بين الأصالة والمعاصرة

No Image
تصغير
تكبير

الحديث عن الثقافة في إيران شيق ومثير... ويحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد في سبيل الكشف عن محتوياته وأشكاله واتجاهاته، وملامحه، التي تتغير وتتشكل وفق منظومة إنسانية وتاريخية، وحتى جغرافية ذات تحرك ديناميكي متواصل مع أحقاب وعصور زمنية متلاحقة.
ورغم أهمية هذه الثقافة الإيرانية وما أنتجته من صنوف الأدب شعرا ونثرا، إلا أن الترجمة من الفارسية إلى العربية، في دولنا العربية تعاني ضعفا حادا سواء على المستوى الأكاديمي في الجامعات والمعاهد العربية المتخصصة، أو على مستوى الكتب المترجمة من قبل مترجمين متخصصين.
ففي الوقت الذي تتناول الترجمات العربية، مختلف اللغات العالمية خصوصا الإنكليزية منها، نجد أن لغات أخرى لا تجد نصيبها من الترجمة، رغم أهميتها على المستوى الأدبي والعلمي، والحضاري.
 مع التأكيد أن حركة الترجمة العربية بشكل عام تعاني ضعفا مشهودا في كل جوانبها، وهي لا تجاري العصر الذي نعيش فيه، إلا أن الترجمة من وإلى لغات أخرى خصوصا في آسيا، تواجه ضعفا ملحوظا، وهو ضعف أدى إلى عدم قدرتنا على تتبع مسارات أدبية وعلمية كثيرة سواء في العصور القديمة أو العصر الحالي.
والترجمة من اللغة الفارسية- للأسف- لم تأخذ حقها رغم قرب علوم هذه اللغة من تراثنا ووجداننا العام، واشتراكها معنا في عناصر وصفات ومزايا كثيرة، منذ القدم، فقد نقل لنا التاريخ شعراء كتبوا باللغتين العربية والفارسية، وأبدعوا فيهما أشد إبداع، كما أننا قد نجد صعوبة في بعض الأحيان في تصنيف الكثير من العلماء والأدباء قديما هل هم يتبعون فارس أم العرب، والسبب أن اللغتين فيهما من المشتركات الكثير، كما أن إيران- بصفتها دولة مسلمة- تتجاور مع بلداننا العربية، منذ القدم، تتشابه معنا في صفات كثيرة، وإرثها الثقافي هو إرثنا أيضا والعكس صحيح.
وفي جامعة الكويت سنجد قسم اللغة الفارسية ليس فيه من الاهتمام الذي يلاقيه قسم اللغة الإنكليزية مثلا، ومع ذلك فهناك مجهودات يقوم بها أساتذة وأكاديميون من أجل تقريب اللغة الفارسية إلى العربية مثل الدكتور سمير أرشدي، بالإضافة إلى الأنشطة والفعاليات التي كانت تقوم بها السفارة الإيرانية في الكويت، والتي ضعفت الآن بعض الشيء، وقد تركت انطباعا متميزا على الساحة الثقافية الكويتية.
فما نود قوله ان ترجمة الأدب الفارسي- بشكل خاص- القديم منه والجديد، لها أهمية كبيرة في التقارب العربي الإيراني، وتأكيدا على أن اللغتين لهما من الصفات المشتركة الكثير، وهو ما يدفعنا إلى أن نكون قريبين منها ومن الناطقين بها.
فهناك من الأدباء والمثقفين والكتاب الإيرانيين الحاليين والمعاصرين بحاجة إلى أن نتعرف على تجاربهم أكثر، وأن نقترب منهم بالشكل المطلوب.
وما يلفت الانتباه أن التعليم الجامعي في إيران يعطي لترجمة الأدب العربي أهمية كبيرة- خصوصا الكويتي منه- وهناك ترجمات لكبار الأدباء في الكويت قام بها مترجمون إيرانيون، على سبيل المثال ترجمة كتابات وقصائد الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح وغير ذلك الكثير.

* كاتب وأكاديمي كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي