No Script

تقرير / هل ترك بوتين الأسد وحيداً؟

تصغير
تكبير
فسّر عدد كبير من المراقبين الاعلان الروسي عن الانسحاب الجزئي من سورية وكأن الرئيس فلاديمير بوتين يترك الرئيس السوري بشار الاسد وحيداً على ارض المعركة.

وقال قيادي كبير في غرفة العمليات المشتركة في سورية لـ «الراي» ان «70 في المئة من مناطق العمليات العسكرية قد تَحقق فيها وقف اطلاق النار بقوة العصا الغليظة التي استخدمتها روسيا في سورية، ولذلك تم درس الواقع الميداني العام في سورية وفق مبدأ اقتصاد القوى الذي يُعدّ من اصول الحرب وينص على عدم التحشد في مناطق متقدمة وقريبة من الجبهة اذا انتفت الحاجة لها، وهذا مبدأ تستخدمه وتسعى اليه الجيوش الكبيرة».

وشرح المصدر ان «نحو 95 في المئة من الجبهة الجنوبية في الخريطة السورية التزمت بوقف اطلاق النار في محافظات حوران ودرعا والسويداء، وأكثر القوى الموجودة فيها تنخرط او مستعدة للتفاوض مع النظام مباشرة والدخول في برامج المصالحات. اما في المناطق الوسطى كريف حماة وريف ادلب فهناك التزام بنحو 60 - 65 في المئة. وكذلك في الشمال السوري من حلب واريافها، فثمة التزام بنحو 70 في المئة. وهكذا تبقى جبهة الشرق السوري وخصوصاً على ضفاف نهر الفرات ومناطق تَواجد داعش (الدولة الاسلامية)، وهذه المناطق لا تزال مشتعلة وستبقى كذلك. ومن هنا فان إعادة انتشار القوة البرية الروسية وتحديد مناطق العمليات قد تم تنفيذه، وبقيت القوة الخاصة وضباط التنسيق والهداية لنيران المدفعية، وفوج مدفعية هاوتزر 130 وراجمات سميرتش، وكلهم ما زالوا في أماكنهم يعملون على مؤازرة الجيش السوري وحلفائه اثناء تقدمهم لاستهداف مواقع الدفاع الامامية والحشودات المحتملة لداعش وكذلك لجبهة النصرة - القاعدة في بلاد الشام».

وأكد المصدر ان «طائرات الاستطلاع من دون طيار تبقى تغطي المساحة الجغرافية على مدار الساعة لاستطلاع الحشود من اي جبهة تُعتبر معادية، وهذا ما خفض عدد الهجمات المباغتة ضد الجيش السوري ومنع داعش او النصرة من تحقيق اي مكسب جغرافي جديد. وهكذا فإن القوة النارية بيد القوة البرية لا تزال كما هي، الا ان سلاح الجو سُحب جزء منه وقد تم إرجاع ما يقارب 60 طائرة قتالية والابقاء على 45 قاذفة و8 طائرات اعتراض جوي نوع سوخوي 30». وبحسب المصدر، فان «سحب 60 طائرة مقاتلة متنوعة الاستخدام مع طاقم الخدمات الارضي التابع لها يأتي ضمن خطة عدم الحاجة لهم وضمن مبدأ اقتصاد القوى، الا انه تم الإبقاء على مخازن الصواريخ والقنابل جو - أرض في أماكنها لتبقى جاهزة للاستخدام السريع عند الطلب»، مضيفاً «ان الطائرات الجاثمة في مطار حميميم تكفي لتأمين الغطاء الجوي اللازم وتستطيع ان تقدم الدعم والمساندة النارية للقوات البرية المناورة على الارض. وقد أرسل مكتب التنسيق الروسي في هذا المطار العسكري رسائل الى المعارضة التي تتواصل معه مفادها ان الكرملين قد سحب القبضة الحديدية من فوق رؤوسهم ليشجعهم على الانخراط في العملية السياسية والتواصل مع الحكومة، وهذا بالفعل ما يحدث اليوم، اذ يقوم هذا المكتب الروسي بالتنسيق بين المعارضة ودمشق لإكمال خطة وضع حد للحرب الدائرة في سورية».

وتابع: «اما السبب الاخير فهو يتعلق بالجهاديين المتطرفين الذين استخدموا التواجد الروسي لاستقطاب العدد الكبير من هؤلاء من خارج البلاد وداخلها. فاذا أبدت روسيا استعدادها للانسحاب وبدأت بسحب قوة كبادرة منها، فان سبب تلاحم هؤلاء يُسحب من التداول من داخل سورية وخارجها ليُعزل هؤلاء عن المجتمع السوري الذي لم يعد يرغب بالجهاد ولا بالحرب».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي