No Script

122.5 مليون دولار قيمة تعهدات الهيئات والجمعيات الخيرية الكويتية

مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم العراق يجمع تعهدات بقيمة 335 مليون دولار

تصغير
تكبير
  • المعتوق: الكويت تقدم نموذجا رائدا في إغاثة المتضررين العراقيين انسجاما مع قيمها الإنسانية الثابتة والأصيلة

خرج مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الانساني في العراق، اليوم الاثنين، بتعهدات بدعم وتنفيذ برامج انسانية وتنموية بقيمة 335 مليون دولار في العراق ولاسيما في المناطق المتضررة جراء النزاعات المسلحة هناك.

وجاء هذا المؤتمر الذي يعقد بتوجيهات سامية من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وتكليف من الحكومة الكويتية للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية الكويتية ضمن فعاليات مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق خلال الفترة من 12 الى 14 فبراير الجاري.

وخلص المؤتمر الى ضرورة ان يتم توزيع البرامج الانسانية والتنموية على مجالات الصحة والايواء والتعليم والتأهيل وغيرها من المجالات الانسانية مع ضرورة الاستجابة للوضع الإنساني في المناطق العراقية المتضررة.

ووضع المؤتمر آلية لمتابعة نتائجه عبر الاجتماعات الدورية ومتابعة تنفيذ البرامج الإنسانية المعلن عنها من خلال تزود الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بتقارير ربع سنوية عن برامجهھا الإنسانية التي ستضطلع بتنفيذها في العراق خلال السنوات القادمة.

ودعا الى ان تضطلع المنظمات المانحة بالتنفيذ والإشراف على برامجهھا بالتعاون والتنسيق مع الجھهات المحلية العراقية مع إعطاء الأولوية للبرامج الإغاثية والإنمائية في المناطق الأكثر تضررا على ان تقدم الحكومة العراقية كافة الدعم والتسهيلات اللازمة للمنظمات المانحة للاضطلاع بمسؤوليتهھا الإنسانية في تنفيذ تلك البرامج.

وتعهدت كل من الهيئة الخيرية الاسلامية الكويتية بتقديم عشرة ملايين دولار ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية وبيت الزكاة والامانة العامة للاوقاف بـ 35 مليون دولار وجمعية السلام الخيرية الكويتية بـ 15 مليون دولار والجمعية الكويتية للاغاثة عشرة ملايين دولار وجمعية النجاة الخيرية عشرة ملايين دولار.

كما تعهدت جمعية العون المباشر بتقديم عشرة ملايين دولار وجمعية الاصلاح عشرة ملايين دولار وجمعية احياء التراث عشرة ملايين دولار وجمعية عبدالله النوري خمسة ملايين دولار وصندوق اعانة المرضى الكويتي خمسة ملايين دولار وجمعية الهلال الاحمر 2.5 مليون دولار.

في حين اعلنت اللجنة الدولة للصليب الاحمر تنفيذ برامج في العراق بقيمة 130 مليون دولار وجمعية (سيسور اسلامك) الفرنسية بمبلغ اربعة ملايين دولار وجمعية «اسلامك ريلايف» البريطانية اربعة ملايين دولار ومؤسسة «التعليم فوق الجميع» القطرية 13.430 مليون دولار، فيما أعلنت جمعية قطر الخيرية تقديم خمسة ملايين دولار.

كما أعلنت مؤسسة «هيومن أبيل» البريطانية تقديم تعهدات بمبلغ 30 مليون دولار وهيئة الاغاثة التركية عشرة ملايين دولار وهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الاسلامي 2.7 مليون دولار ونظمة «أر ام بي دي» العراقية اربعة ملايين دولار، في حين أعلنت الجمعية الطبية العراقية الموحدة تقديم 1.5 مليون دولار.

وقال ‏رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار بالديوان الأميري الدكتور عبدالله المعتوق في كلمة ألقاها في حفل افتتاح المؤتمر إن اقامة مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الإنساني في العراق بالتزامن مع مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق تأتي في إطار سياسة منهجية ثابتة تترجم إيمان دولة الكويت قيادة وشعبا بدور العمل الإنساني في ترسيخ قواعد الأمن والسلم الدوليين وتخفيف معاناة ضحايا الأزمات.

وأضاف إنه باستضافة هذا المحفل الإنساني الكبير تمضي دولة الكويت في حشد الجهود لتضميد جراح المنكوبين وتقدم نموذجا رائدا للعالم في إغاثة المتضررين العراقيين من جراء النزاعات المسلحة اتساقا وانسجاما مع مبادئها وقيمها الانسانية والاخلاقية الثابتة والأصيلة التي دأبت عليها منذ القدم.

وأعرب عن تطلع الهيئة مع شركائها الى أن يكون هذا المؤتمر منصة إنسانية فاعلة من أجل تفعيل وتضافر جهود المنظمات الانسانية للاطلاع على الوضع الانساني في العراق وتعزيز الشراكات الانسانية والإعلان عن البرامج المأمولة في دعم الوضع الإنساني بالمناطق العراقية المتضررة والعمل على بناء قدرات المتضررين.

وأكد المعتوق أن هذا المؤتمر يشكل نافذة أمل جديدة وبارقة حياة امام أكثر من خمسة ملايين نازح عراقي يفتقرون الى المأوى والمأكل والمشرب والرعاية الصحية والخدمات التعليمية ويعيشون منذ ثلاث سنوات في اوضاع انسانية بالغة القسوة وظروف شديدة الوطأة والصعوبة.

وأوضح أنه استكمالا لجهودها في ميادين العمل الإنساني لم تتوان دولة الكويت عن تقديم العون والمساعدة للأشقاء في العراق تحت إشراف وزارة الخارجية الكويتية، فقد خصصت الحكومة الكويتية مبلغ 200 مليون دولار وتم توزيع هذا المبلغ على الجمعية الكويتية للاغاثة التي تمثل مظلة للجمعيات الخيرية الكويتية وجمعية الهلال الاحمر الكويتي وبعض المنظمات الدولية وكان من حصاد ذلك إنجاز العديد من المشاريع والبرامج في مجالات تعزيز سبل العيش ودعم قطاعات الغذاء والتعليم والإيواء والصحة والمياه.

ولفت الى أن الهيئة اضطلعت بجهد خاص تجلى في تنفيذ مشاريع إغاثية بقيمة 5ر3 ملايين دولارمن بينها ثمان محطات تصفية مياه وبرامج صحية وغذائية استفاد منها أكثر من 600 ألف نازح وذلك بالتعاون مع الجمعية الطبية العراقية.

وأكد المعتوق أن دولة الكويت بانعقاد هذا المؤتمر في رحاب أرضها الطيبة تواصل المسيرة وتسجل موقفا إنسانيا متساميا وتسطر صفحة مضيئة في سجل إنجازاتها الخيرية والإنسانية الرائدة.

من جانبه، قال رئيس الجمعية الكويتية للإغاثة أحمد الجاسر إن دولة الكويت أثبتت أنها واحة للخير والسلام والتسامح فلم يعد يذكر اسمها في أي موقع من المحافل الإقليمية أو الدولية إلا مقترنا بالأعمال الخيرية وهذا دلالة كبيرة على حضورها الإنساني العالمي.

وأوضح أنه مع نجاح تجربة العمل الخيري الكويتي المشترك فقد حظيت الجمعية الكويتية للإغاثة بثقة القيادة السياسية إذ اضطلعت بمسؤولية تنفيذ جزء من تعهدات الحكومة الكويتية تجاه الشعب العراقي الشقيق من خلال حملة الكويت بجانبكم والتي شملت العديد من مشاريع تعزيز سبل العيش والإيواء والغذاء والمياه والرعاية الصحية والتعليمية وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية الكويتية ممثلة في سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل.

بدوره، قال ‏رئيس هيئة المستشارين في مجلس الوزراء العراقي الدكتور عبد الكريم الفيصل: لا يخفى عليكم ما تعرض له بلدنا العراق من احتلال لثلث أراضيه من قبل (داعش) الذي هجر الملايين من مواطنينا ودمر البنى التحتية والمؤسسات الخدمية وكل لفعاليات الاقتصادية في المدن التي احتلها.

وبين أنه في ظل الأزمة المالية نتيجة انخفاض أسعار النفط والإنفاق الكبير على العمليات العسكرية هناك حاجة كبيرة لمواجهة الآثار التي خلفها تنظيم (داعش) إذ ما زال نصف النازحين في المخيمات والخسائر المادية كبيرة جدا، قائلا: إننا نقف على أنقاض مئات الآلاف من المنازل المهدمة والمراكز الصحية والمدارس التي تم تدميرها كليا أو جزئيا مما يتطلب ايلائها أولوية قصوى من دعمكم لكي ليعود ويعيش أهلها النازحون الحياة الكريمة التي تليق بهم.

وأوضح الفيصل أن المجتمع المدني ساهم بشكل فعال في تقليل المعاناة والأضرار في العراق، مشيرا الى أن دوره اليوم محوري ورئيسي في عملية إعادة الاعمار ذلك أن إعادة الإعمار ستساهم في إعادة الحياة الكريمة للعراقيين جميعا وليس المناطق المتضررة فحسب كونها ستجدد الثقة بالعقد الاجتماعي بين مكونات المجتمع العراقي وفي كل العراق من أقصى شماله أقصى جنوبه.

من جهته، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشراكة مع الشرق الأوسط ووسط آسيا رشيد خاليكوف إن وتيرة وحجم النزوح جعلت من الأزمة العراقية واحدة من أكبر وأشد الأزمات في العالم، مؤكدا أن ما عاناه العراق في السنوات الماضية أدى إلى استنفاد القدرات الإنسانية لأقصى حدودها.

وأضاف إنه بالرغم من انتهاء العملية العسكرية في العراق في أواخر العام الماضي إلا أن الأزمة الإنسانية لم تنته بعد.

وأوضح خاليكوف أن الأمم المتحدة تهدف وشركاؤها الى تقديم المساعدة الإنسانية الى 3.4 مليون شخص من الفئات الضعيفة للغاية في عام 2018 ، مشددا على ضرورة مواصلة الشركاء في المجال الإنساني المساهمة في الاستجابة خلال العام الحالي.

وأعرب عن شكره لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والشعب الكويتي على دعمهم الذي لا ينتهي واستجابتهم للأوضاع الانسانية على مستوى العالم عامة ودولة العراق خاصة، مبينا أن ذلك دليل على القيادة الإنسانية لسمو الأمير ويعكس دور الكويت البارز في المساعدات الإنسانية وحشد الموارد فلطالما كانت في طليعة الاستجابة الإنسانية انطلاقا من مبادئ الإسلام النبيلة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي