No Script

«لا أحتاج من الناس والحكومة سوى المعاملة الإنسانية... وأتمنى أداء فريضة الحج»

المصري كمال ثابت لـ «الراي»: أنا أقدم سجين في العالم بـ 46 سنة

تصغير
تكبير
  • اندهشت من ارتفاع المباني وزحمة الشوارع وأعداد السيارات وضجيجها 
  • تعرّفت في السجن  على الريان وعزت حنفي والفنان سعيد صالح

بعد 16790 يوماً، أي نحو 46 سنة، قضاها المصري كمال ثابت عبدالمجيد خلف أسوار سجون مصرية، وانتهت  بـ«عفو رئاسي» خرج من خلاله إلى الحياة، وعاد إلى قريته الديابات، في مركز أخميم، في محافظة سوهاج، وسط صعيد مصر، كانت أولى طلباته الزواج من شابة صغيرة السن، وكانت أولى ردود الفعل، دهشة من الزحام والضوضاء وارتفاع البنايات.
كمال ثابت قال لـ«الراي»، التي زارته في منزل أحد أقاربه «لا أعرف أحداً من أقاربي، سوى شقيقتي صفية، التي اعتادت أن تزورني في السجن على مدار نحو 40 سنة، وبعد توقف زيارات والدتي، التي توفاها الله في العام 2011».
وأضاف «أحمد الله أنني خرجت إلى الدنيا من السجن حي سليم، فقد دخلته أول مرة وعمري 19 عاماً، والآن عمري 65 عاماً، ونفسي أرتاح الأيام الباقية من عمري، وبعد سنوات صعبة، تصورت أنني سأموت داخل السجن».


وتابع: «خرجت واندهشت، حيث تغيرت الدنيا تماماً واستغربت عندما رأيت الأبراج والعمارات العالية في بلدي، والزحام الشديد وكثرة عدد الناس في قريتنا، التي كانت هادئة تماماً أيام زمان، وأصبحت لا أعرف أحداً، ولا أتذكر حتى من هم من جيلي».
ورداً على سؤال حول من كانوا يزورونه في السجن، ذكر «ماتت أمي منذ سنوات طويلة، وأنا أشعر بالحزن الشديد عليها بعد أن عجزت عن الخروج لأشارك في جنازتها، لقد كانت تحن عليّ وتخفف عني أثناء زياراتها لي».
وعن كونه أقدم سجين في مصر، أفاد «أنا أقدم سجين في العالم، لقد قضيت 46 سنة في السجون، والزعيم مانديلا قضى 27 سنة، وخرج ليصبح رئيساً لبلاده، وأنا الآن لا أحتاج من الناس والحكومة سوى المعاملة الإنسانية، ونفسي تعاملوني برحمة، وأطلب منكم أن تساعدوني في الوصول إلى الرئيس السيسي لأسلم عليه وأشكره على قراره الإنساني بالإفراج عني، وأطالب محافظ سوهاج بشقة لأقضي فيها بقية حياتي، كما أطالب شيخ الأزهر أن يحقق لي حلمى بأداء فريضة الحج، أو العمرة في أقرب وقت، لأغسل نفسي مما حدث في السنوات السابقة والتي كانت صعبة جداً».
وأكمل ثابت «أنوي الزواج من فتاة بكر، يكون عمرها ما بين العشرين والخامسة والعشرين، وأن تكون من عائلة محترمة ومتدينة لكي تنجب لي أبناء يعرفون الله، وأكمل ديني، وأعيش بقية حياتي. كما أتمنى من أهالي الصعيد ترك عادة الثأر، فأنا جربت السجن، والحمد لله خرجت منه حياً بصحتي، ولا أريد أن أعود إليه مهما حدث، وأطلب من الجميع أن يسامحوني».
ومضى السجين الأقدم في مصر: «توطدت علاقتي في السجن مع عدد من الشخصيات المعروفة، من بينها رئيس شركة الريان لتوظيف الأموال أحمد الريان، وأحد أشهر أصحاب عمليات الإجرام في الصعيد عزت حنفي الذي أُعدم قبل سنوات، والفنان الراحل سعيد صالح، الذي كان يحنو عليّ».
وتشير الصحيفة الجنائية لكمال ثابت إلى أنه حُكم عليه في القضايا: 768 لسنة 73 جنايات أخميم (قتل عمد وسلاح) لمدة 15 سنة، وفي القضية 2212 لسنة 1972 جنايات أخميم: (شروع في قتل بالسجن المؤبد أشغال، وفي القضية 190 لسنة 74 جنايات المعادي، قتل عمد بالأشغال الشاقة المؤبدة، لتكون جملة الأحكام 65 سنة قضى منها 46 سنة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي