No Script

تقرير / هادي العامري لـ «الراي»: من يُرِد ضربنا فنحن في ساحات القتال وليس في أسواق الأبرياء

«داعش» لا يملك شبكة إرهابية بل إرهابيين محليين

تصغير
تكبير
يمرّ عيد الفطر في العراق موشحاً بالسواد بعد التفجير الانتحاري الذي ضرب بغداد بشاحنة محمّلة بخمسة عشر طناً من المواد المتفجرة.

والسؤال هو: هل يستطيع تنظيم «داعش» توجيه ضربات قاسية رغم خسارته لأراضٍ شاسعة ومدن اساسية في العراق؟

يقول خبراء في الجماعات الجهادية ان «داعش يخسر أهمّ المدن في العراق مثل بيجي وتكريت والفلوجة، الا ان العمليات الانتحارية ستستمرّ لانها غير مرتبطة باحتلال الارض بل بجهاد النكاية والموفّقية، وقد صرح الناطق الرسمي باسم هذا التنظيم ابو محمد العدناني ان داعش يخسر الارض ويبقى بالحالة التي كان عليها في العراق في العام 2003 (عندما كان يحمل اسماء مختلفة) يعمل بأسلوب حرب العصابات، وهذا صحيح وواقعي».

ومع خسارة الأرض والاستعداد لمعارك أخرى ضد «داعش»، شمال العراق حتى الوصول الى الموصل، من المتوقع ان يحافظ التنظيم على وتيرة العمليات الارهابية المختلفة المتمثلة بحزام ناسف وسيارة مفخخة او هجمات لمجموعات انتحارية.

ويقول الوزير السابق هادي العامري أحد قيادي «الحشد الشعبي» لـ «الراي» ان «داعش يقوم بهذه العمليات الارهابية كرسالة بان هذا التنظيم لا يزال حاضراً في الساحة العراقية ويستطيع خرق اجراءات الاجهزة الامنية، وهذا عمل جبان لان مَن يريد ضربنا فلتكن لديه الشجاعة لمواجهتنا وجهاً لوجه، فنحن موجودون في ساحات القتال وليس في اسواق الابرياء والمدنيين العزل».

ويلاحظ خبراء الجماعات الجهادية ان «داعش» اصبح يعتمد على محليين اكثر من المهاجرين لان هؤلاء قلّ وجودهم من دون ان ينتفي هذا الوجود، ليصبح منظمة محلية تستقطب المجاهدين بعدد ضئيل جداً.

وبحسب هؤلاء الخبراء، «فان الاعلام العالمي يلعب دوراً مهماً باعطاء داعش حجماً أكبر بكثير مما هو عليه، وهو ما يحصل في بنغلاديش والفيلبيين وليبيا ومصر وغيرها من البلدان. ورغم ضآلة عدد الارهابيين المحليين، الا ان هؤلاء يستطيعون القيام بعمليات تجذب الانظار لهم ويستفيد منهم تنظيم داعش الاساسي لينسب الى نفسه الانتشار في رقعة جغرافية عالمية تتخطى القارات، وهذا غير دقيق بتاتاً».

ويتفق خبراء الارهاب على ان «القضاء على داعش غير ممكن، كما هو غير واقعي القضاء على ظاهرة الارهاب نهائياً، الا ان من الطبيعي ان تستطيع الدول تحجيم الارهاب وإضعافه ومضاعفة العمل الاستخباراتي للحؤول دون تنفيذ عمليات ارهابية ضخمة ومتعددة، وهذا جداً ممكن».

ويتحضر العراق لضرب «داعش» من جديد: فبعد الفلوجة تتجه الأنظار نحو الشمال العراقي وبالتحديد المدن التي تقع على طريق الموصل للوصول الى المدينة الشمالية الواقعة في محافظة نينوى، والتي احتلها التنظيم في يونيو 2014. الا ان معركة الموصل ستكون ام المعارك لأسباب متعددة:

تعتبر الموصل العاصمة الكبرى للتنظيم حيث يتواجد فيها أكثر من مليون مدني. ومنها أُعلنت «خلافة» زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي.

وفي الموصل هُزمت سمعة الجيش العراقي، وفي المدينة قامت المعارضة العراقية بانتفاضة ضد ممارسات النظام الحاكم حينها، كما تقع الموصل على حدود المناطق المتنازع عليها مع اكراد العراق في اقليم كردستان. ولهذا فان الموصل متعددة الاوجه والاهداف، ومنها من المتوقع ان تبدأ أزمة أخرى داخلية - عراقية.

وما يزيد الطين بلة وجود قوات تركية على بُعد عشرات من الكيلومترات في معسكر بعشيقة الذي يشكل نقطة خلاف حادة بين تركيا وبغداد، التي طلبت مرات عدة من انقرة سحب قواتها دون ان تستجيب للمطالب الرسمية العراقية. وقد قرر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إشراك قوات الحشد الشعبي في معركة الموصل لان قيادة الحشد ترتبط برئاسة الوزراء مباشرة والأهمّ لأن العبادي يريد التلويح بـ «الحشد الشعبي» في وجه تركيا والأكراد.

وتقول مصادر متابعة لعملية تحضير معركة الشمال العراقي ان «الولايات المتحدة أخذت على نفسها لمدة طويلة تسويق ان الأكراد هم القوى الوحيدة التي يمكن بها مجابهة داعش. وقد أثبتت القوات العراقية في بيجي وتكريت ومحيط سامراء والفلوجة ومناطق مختلفة قدرتها على النهوض من جديد ومجابهة داعش، رافضةً التقسيم الذي اقترحه نائب الرئيس الاميركي جو بايدن»، مضيفة: «طلبت بغداد من البشمركة المشاركة في معركة الموصل بحكم انها قوى عراقية وليس بجيش منفصل عن الدولة يحمي اقليم كردستان. وان القوى العراقية كافة ستقف في وجه داعش وتقضي عليه في الشمال وستطلب من تركيا الخروج من العراق، وتعيد تنظيم توزيع القوى دون ان يصاب أحد بنزعة انفصالية او نية تقسيم العراق. ولهذا سيكون للحشد الشعبي وللأجهزة العراقية الأخرى الدور الذي سيوكل اليهم بالمحافظة على وحدة العراق مهما اقتضت التضحيات».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي