No Script

إضاءات

أنشطة ثقافية... في صيف الكويت

No Image
تصغير
تكبير

صيف الكويت الحار- في كل الأحوال- ليس طاردا... وليس مشجعا المواطنين على خوض رحلات سفر إلى بلدان أخرى ألطف جوا وأقل حرارة، بغرض السياحة أو الاستجمام.
فقد يشهد الصيف سفر البعض، لأسباب تتعلق به شخصيا، وهي أسباب تختلف من شخص إلى آخر، فقد يكون السفر لدواعٍ علاجية، أو من أجل السياحة والتعرف على ثقافات البلدان الأخرى، أو قد يكون عشوائيا لا هدف من وراء خوضه، أو أن البعض يجد متعة في السفر وعادة يمارسها كلما حل صيف الكويت، من دون رؤية محددة.
والبعض الآخر- وهو الأكثرية- يتخذ قراره بعدم السفر والمكوث في الكويت، طالما أن الأمر لا يستدعي السفر، وهذا القرار قد يكون اضطراريا لأسباب مادية أو الارتباط بعمل لا يستطيع تركه، أو أن مزاجه لا يميل إلى ممارسة السفر.
نعم هناك أسباب ودوافع كثيرة لاتخاذ قرار السفر من عدمه... كلما حل الصيف ضيفا على أجوائنا الكويتية... ولكن ما يعنينا أولئك الذين يمكثون في الكويت، وقد اتخذوا قرارهم في تحدي الطقس الحار وممارسة حياتهم الاعتيادية، بين الأهل والأبناء والأصدقاء.
لذا يجب أن نوفر لهم الأجواء المقابلة، تلك التي يتمكنون من خلالها أن يسعدوا في بلدهم ويشعروا أن قرارهم- الذي جاء بإرادتهم أو من غير إرادتهم- هو قرار حكيم.
هذه الأجواء المقابلة أقصد بها توفير ملاذ هادئ ومريح يقضون فيه أوقاتهم، من خلال الأجواء الاحتفالية الجادة والمنظمة، التي يجب أن يكون دخولها بأسعار في متناول الجميع، وعدم إهدار الصيف في فراغ يتبعه فراغ، ومن ثم لا يكون أمامهم- هؤلاء الصامدين- سوى المكوث في المنازل أمام شاشات التلفاز أو التجول في المجمعات التجارية، أو في بعض الأحوال الذهاب إلى المنتزهات.
وما أريد التركيز عليه- غير الترفيه الجاد والمنظم- المهرجانات الثقافية والفنية، تلك التي تحتوي على فعاليات مكثفة يتمكن من خلالها المواطنون والمقيمون على أرض الكويت من كسر حدة الصيف، بحضور أنشطة ثقافية وفنية متنوعة مثل الأمسيات الشعرية والقصصية والموسيقية، والعروض المسرحية المتخصصة للكبار والصغار على حد سواء، وغير ذلك من الفعاليات التي تتضمن في فقراتها المتعة والفائدة معا.
والمجلس الوطني للثقافة والآداب- ربما- يقوم بهذه المهمة من خلال مهرجاناته الثقافية والفنية مثل مهرجان «صيفي ثقافي» الذي له من العمر 13 عاما، ومهرجان «الأطفال والناشئة» الذي استمر في عقد فعالياته لعشرين عاما، وبعض الفعاليات الأخرى المتفرقة.
والسؤال: هل يكفي ذلك؟!
بكل تأكيد لا يكفي- مع إشادتنا بالمجلس الوطني لتنظيمه هذه الفعاليات- ولكننا نريد أكثر من ذلك، حيث إنه الجهة التي تكاد أن تكون الوحيدة في الكويت المعنية بالثقافة، إلى جانب مؤسسات نفع عام أخرى قليلة مثل رابطة الأدباء.
فمع الأسف الشديد معظم هذه الجهات- المعنية بالثقافة- تتوقف عن النشاط- إلا ما ندر- وتأخذ إجازتها مع المدارس، ومن ثم تنتظر المسافرين إلى حين يعودون إلى أرض الوطن، كي تستأنف نشاطها من جديد، وكأن الصيف يجب أن يكون بلا أنشطة ثقافية وفنية.
لذا تحتم علينا الأحوال تكثيف الأنشطة الثقافية والفنية بقدر الإمكان، بما يخدم هؤلاء المواطنين والمقيمين، ويوفر لهم سبل السعادة وهم يقضون الصيف في الكويت، وكي لا يأتيهم الإحساس بغتة- عندما لا يجدون ما يرفهون أو يثقفون به أنفسهم- بأنهم أضاعوا أوقاتهم بلا طائل، وكان من الأولى السفر حتى ولو كان من غير هدف محدد.

* كاتب وأكاديمي كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي