هطولات نصف الساعة كشفَتْ «عورة» استعدادات الوزارة وأغلقت الطرق الحيوية جنوب البلاد

أمطار نصف ساعة كشفت عورة «الأشغال»

تصغير
تكبير

الأمطار سجلت أعلى هطول في الوفرة  بـ14.8 ميليمتر فمطار الكويت بـ14.3  والعبدلي أقلها بـ9.5

«الأشغال»: أوراق شجر وأتربة وأكياس بلاستيكية أغلقت مناهيل تصريف المياه

العنزي: الوزير أمر  بإنجاز صيانة منطقتي الرقة وهدية  وإعطائهما الأولوية

الرومي يكلّف فرق الطوارئ بالتواجد المستمر في مناطق تجمعات المياه للتأكد من سلامة التصريف

في المدارس تحولت الساحات إلى بحيرات صغيرة ولم تتعطل الدراسة

مصدر تربوي لـ«الراي»: لا أضرار في المدارس


لم يكن صباح أمس في المنطقة الجنوبية من الكويت كغيره من الصباحات، فبينما اعتاد الأطفال وطلبة المدارس كل صباح على لمسات أمهاتهم يوقظنهم للمدارس، كان إيقاظهم أمس مختلفا، حيث فزع الأطفال والكبار مذعورين على قصف الرعود التي حولت سماء محافظة الاحمدي إلى ما يشبه ساحة معركة جوية، فيما أخذ وابل الأمطار يهطل بشكل مخيف.
وفي أقل من ساعة، وربما في مدة لم تتجاوز 30 دقيقة، تحولت شوارع مناطق المحافظة، إلى أنهار جارية، وبعضها أصبح مستنقعات مائية «طبعت» فيها بعض السيارات على الرغم من أن أعلى كمية هطول سجلت في الوفرة لم تتجاوز 15 ميليمترا، لتشهد طرق الأحمدي ومبارك الكبير الخارجية والداخلية، ازدحاما غير مسبوق لم ينته حتى المساء، فتأخر الطلبة عن مدارسهم، والكثير منهم فضلوا الغياب تحسبا لزحمة الشوارع، وكان الحال نفسه للموظفين.
ورغم كل التأكيدات التي اعلنت عنها وزارة الاشغال استعدادا لموسم الامطار وصيانة شبكات الصرف الصحي، كشفت الامطار امس سوء الاستعدادات وعدم جهوزية شبكات الصرف الصحي، حيث غرقت اكثر الطرقات الحيوية في البلاد واغلقت مداخل ومخارج الكثير من المناطق بسبب كثافة المياه التي سببت مستنقعات مائية، بالاضافة الى تحول مشروع تطوير الدائري السابع الى بحيرات مائية عميقة عرقلت حركة السير بشكل شبه تام.
وفي متابعة لـ«الراي» لما جرى صباح أمس، فقد اغلقت مياه الامطار طريق الملك فهد من وصلة الدائري السابع الخاضعة للتطوير، حتى وصل الزحام الى ميناء عبدالله، فيما كانت صعوبة حركة المركبات في مدخل الدائري السابع من جهة هدية حيث تكدست المياه في الدوار الموقت وفي مدخل مقبرة صبحان تكونت بحيرة مائية أغلقت حركة المرور في الدائري السابع بالاتجاهين، ما اضطر الشركة المنفذة لحفر وتجريف كبير لوسط البحيرة المائية بين الطريقين لتخفيض منسوب المياه لتتمكن السيارات من المرور.
وفي مدخل صبحان من جهة منطقة اسواق القرين، فقد تعطلت الاشارات مما تسبب في ربكة مرورية ساهمت في اغلاق التقاطع وطريق الملك فهد وطريق صبحان لساعات. اما من جهة طريق الفحيحيل السريع، فقد سلم نفق المنقف من الغرق هذا الموسم ولكن المياه تجمعت في الطريق السريع مقابل محطة وقود الرقة، ما تسبب في تعطل حركة المرور في الاتجاهين، غير المستنقعات المائية التي تكونت في مداخل ومخارج مناطق الفحيحيل والمنقف و الصباحية وهدية والرقة والاحمدي وغيرها، بسبب انعدام تصريف المياه من خلال مجارير الامطار.
ميدانيا، تفقد وزير الأشغال العامة وزير البلدية حسام الرومي، صباح أمس برفقة النائبين محمد الحويلة وماجد المطيري، وبحضور الوكيل المساعد لقطاع الهندسة الصحية عبدالمحسن العنزي والوكيل المساعد لقطاع هندسة الصيانة محمد بن نخي، بعض مواقع تجمعات المياه في منطقتي الرقة والظهر للوقوف على أسباب المشاكل التي أدت إلى عدم تصريف مياه الأمطار في مجاريرها.
وقال الوكيل العنزي، ان «الجولة شملت أكثر من موقع في منطقتي الرقة والظهر، مبينا أنه بعد المعاينة الأولية لفرق الطوارئ اتضح ان فتحات مناهيل تصريف المياه والأمطار تعرضت إلى انسداد بسبب جرف مياه الأمطار معها أوراق شجر وأتربة وأكياس بلاستكية وغيرها من مخلفات أدت إلى سد هذه الجليات».
ولفت إلى أن منطقة الرقة كانت أكثر المناطق التي وجدت فيها تجمعات للمياه، منوها إلى أن المنطقة فيها بعض المحطات التي يوجد عليها ضغط، ولا نستطيع تحويل مياه الأمطار على تلك المحطات، إلى أن يتم تنفيذ محطة أم الهيمان، مشيرا إلى ان الوزارة تلقت صباح أمس قرابة 85 بلاغا أغلبها من المنطقة الجنوبية وتم التعامل مع تلك البلاغات، منوها إلى أنه تم تصريف تلك المياه خلال ساعة ونصف الساعة على الأكثر.
وذكر أنه تم تطوير شبكة الصرف الصحي في الرقة وهناك مراحل في طور العمل، مشيرا إلى أن الاجتماع الذي عقد أمس ناقش امكانية إعادة تصميم بعض الخطوط التي تحتاج إعادة تصميم، لافتا إلى أن شبكة المنطقة الجنوبية مرتبطة تصميميا بمحطة أم الهيمان التي سيتم تنفيذها في المنطقة.
وبين أنه خلال موسم الأمطار تزيد معدلات مياه الصرف الصحي بما يقارب 25 في المئة، وذلك ناتج عن العديد من المخالفات التي تتم على شبكة الصرف الصحي، مما يسبب عبئا على الشبكات.
وأضاف العنزي، ان فرق الطوارئ التابعة لوزارة الأشغال قامت بتنظيف الترسبات، ما أدى إلى انسياب عملية تصريف مياه الأمطار إلى مجاريرها، لافتا إلى ان تجمعات المياه تلاشت تماما بعد فتح الانسدادات. وقال ان الوزير الرومي أعطى تعليمات لقطاع هندسة الصيانة بتبليط المناطق المكشوفة، وتكليف فرق الطوارئ بالتواجد بصفة مستمرة في المناطق التي ظهرت فيها تجمعات للتأكد من سلامة التصريف بشكل كامل حتى لا تتسبب تجمعات مياه الأمطار بإعاقة حركة سير المرور، وان الوزير أمر بسرعة انجاز أعمال الصيانة في منطقتي الرقة وهدية واعطائهما صفة الأولوية حتى لا تتكرر مشاكل تجمعات المياه، مؤكدا سلامة جميع محطات الضخ ومحطات التنقية التابعة لقطاع الهندسة الصحية، «هذه المحطات تعمل بشكل ممتاز ولا يوجد فيها مشاكل».
أما في المدارس فقد تحولت الساحة فيها إلى بحيرات صغيرة، وفيما نفى مصدر تربوي «تعطيل الدراسة في إحدى مدارس منطقة الأحمدي التعليمية أو أي من مدارس الكويت، ولاسيما أنه لا يحق لمدير المدرسة تعليق الدراسة دون علم مدير المنطقة، بل يحق له إلغاء طابور الصباح فقط وفق رؤيته وتحديده للموقف، مؤكداً أنه لا يوجد أصلاً ما يستدعي التعطيل» كان واقع الحال في المدارس تسجيل غياب لافت ولاسيما في مدارس محافظة الاحمدي.
وأكد المصدر المتخصص في الشؤون الهندسية لـ«الراي» أن «لا أضرار في جميع المدارس، والتقارير الشفهية الأولية التي وصلت إلى قطاع المنشآت التربوية لم تشر إلى وجود أضرار باستثناء حالات بسيطة في مدرستين أو ثلاث بمنطقة الرقة، حيث تجمعت مياه الأمطار في ساحات العلم لتلك المدارس بسبب خلل في مناهيل المياه وشبكات الصرف الصحي، ورغم أنه أمر متوقع إلا ان للكوادر الهندسية العاملة في إدارة الشؤون الهندسية بمنطقة الأحمدي الخبرة الكافية في التعامل مع مياه الأمطار المتجمعة في الساحات، إذ سبق وأن تعاملت معها في مدارس الصباحية التي غرقت بالكامل في العام الدراسي 2014 /‏2015 فاستعانت الوزارة بتناكر شفط المياه وأعادت الأمور إلى نصابها في اليوم التالي.
ومن مدارس الأحمدي إلى بقية المناطق التعليمية، أكد المصدر أن «مدارس الكويت كافة تجاوزت الاختبار الأول للأمطار، بما فيها المدارس التي كانت تعاني من الخرير في المناطق الجديدة، مثل جابر الأحمد وصباح الاحمد وشمال غرب الصليبخات، حيث تجاوزت هذه الأزمة ولم تذكر التقارير وجود خرير في الفصول أو في أي مرفق آخر»، مؤكداً أن «كميات الأمطار التي هطلت يوم أمس على البلاد كانت في حدود المعقول، ولكنها بمثابة جرس إنذار لإيلاء مدارس الأحمدي على وجه التحديد مزيداً من الاهتمام والأولوية المطلقة في أعمال الصيانة لأنها أول المدارس غرقاً حين يهطل المطر بحسب التجارب السابقة».
وطمأن بأن «الوضع بخير الآن في جميع المدارس وقد تم تكليف فرق الصيانة ومهندسي وزارة التربية في المناطق التعليمية كافة لرصد الصورة وإعداد تقارير شاملة عن الأضرار ومعالجتها» موضحاً أن «فرق الصيانة مشكلة مسبقاً في المناطق التعليمية كافة وفق رؤية قطاع المنشآت التربوية، وذلك تحسباً للظروف الطارئة وتقلبات الطقس، إضافة إلى دورها المعتاد في إجراء الصيانات المستعجلة للمدارس ومعالجة الخرير في الفصول الدراسية والمختبرات، ولا سيما أن هناك تدابير تم اتخاذها مسبقاً في الوزارة لمواجهة أي طارئ ً، أهمها تشكيل فريق التدخل السريع في كل مدرسة للتعامل مع أي حدث استثنائي».
وذكر أن «فرق الصيانة في عموم المناطق التعليمية تجول منذ الصباح الباكر، لإجراء الصيانة المستعجلة للمدارس المتضررة جراء الأمطار»، كاشفاً عن تنسيق ثلاثي بين قطاع التعليم العام وقطاع المنشآت التربوية وإدارات المناطق التعليمية كافة، للوقوف على حجم الخلل ومعالجة الموقف في كل مدرسة، مبيناً أن تجمع المياه في الساحات والممرات أمر بسيط قامت فرق الصيانة بمعالجته عبر عمال التنظيف أو الاستعانة بالتناكر لشفط المياه المتجمعة.
وعما هطل من امطار، ذكر مراقب التنبؤات الجوية في إدارة الأرصاد الجوية عبدالعزيز القراوي، أن كميات الأمطار أمس، بلغت في مطار الكويت الدولي نحو 14.3 ميليمتر، والوفرة 14.8، والعبدلي 9.5، والسالمي 9.8، والصابرية 10 ميلمترات.
وقال القراوي إن البلاد تشهد حالة من التكاثر في السحب المنخفضة والمتوسطة التي تتخلها سحب ركامية يصاحبها هطول للأمطار المتفرقة قد تكون رعدية أحيانا. وأضاف انه مع الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء ستقل كميات السحب وفرص الأمطار تدريجيا. وأشار إلى أن حركة الرياح المتوقعة ستصل الى أكثر من 60 كيلومترا في الساعة، ما يؤدي إلى انخفاض مستوى الرؤية الأفقية لأقل من ألف متر بسبب الغبار على بعض المناطق فضلا عن ارتفاع مستوى موج البحر لأكثر من 7 أقدام.

بين المكاتب والشوارع

الشكاوى بسيطة!

ذكرت وزارة الأشغال، في بيان، «أن البلاد تعرضت لموجة من الأمطار نتج عنها تراكم كميات من المياه في بعض مناطق محافظة الأحمدي نتيجة لانجراف مخلفات الأشجار والأكياس ومخلفات مواد البناء، ما أدى إلى تسكير مجاري التصريف». وأضافت: «تم التعامل مع ذلك بإزالة تلك المخلفات وتصريف تلك المياه، والوضع أصبح مطمئنا في ظل انتشار فرق الطوارئ»، لافتة إلى ان الوزارة وردها بعض الشكاوى البسيطة من بعض المحافظات وتم التعامل معها فوراً.


«الطرق» سحبت المياه من 3 مواقع

قال مدير ادارة الطرق السريعة في الهيئة العامة للطرق ضاري خليفة، ان الهيئة قامت بكل الاستعدادات والإجراءات الوقائية قبل بدء موسم الأمطار الغزيرة وتشكيل فريق للطوارئ بكل مشروع على حدة، مشيرا إلى أن تلك الفرق تهدف إلى الوقاية من المخاطر والأضرار المحتملة على مدار الساعة وخلال فترة التنفيذ للمشروع والتدخل السريع لتفادي الخسائر والأضرار المادية والبشرية.
وأضاف انه تمت السيطرة والتحكم في الأمطار الغزيرة بكل المشاريع والطرق والتحويلات التابعة لهيئة الطرق، وذلك باستثناء 3 مواقع محدودة جدا وتم تدخل فرق الطوارئ التابعة للهيئة وسحب المياه من هذه المناطق.

«الإطفاء»:  تعاملنا مع 20 بلاغاً

أعلن مدير عام الادارة العامة للاطفاء الفريق خالد المكراد، ان الادارة تلقت 20 بلاغاً منذ الصباح وحتى ظهر امس، نتيجة هطول الامطار وتم التعامل معها من دون اصابات، مؤكداً أن مراكز الاطفاء على أتم الاستعداد للتعامل مع موسم الامطار.

اجتماعات الغنيم

عقدت وكيلة وزارة الأشغال عواطف الغنيم أول من أمس اجتماعا للوقوف على استعدادات الوزارة لموسم الأمطار، بحضور عدد من المختصين، طلبت خلاله التعرف على وضع عمليات تنظيف غرف التنظيف والوصلات بكل المحافظات، والاجراءات الاحترازية لمنع تراكم المياه، خصوصا في المناطق الحرجة.
وقد عقدت الغنيم أمس ايضا اجتماعا لمناقشة مشكلة بعض تجمعات المياه التي حدثت مع هطول الأمطار، حرصا على ايجاد حلول أفضل، وتطوير الشبكة إذا كان هناك بعض الأماكن بها اشكالية في التصميم، وتفادي وجود أي تجمعات مستقبلية للمياه في المنطقة.

  مواقف نيابية

الجلال لمحاسبة المسؤولين عن سوء شبكة الصرف

طالب النائب طلال الجلال وزير الأشغال العامة وزير الدولة لشؤون البلدية حسام الرومي، بمحاسبة المسؤولين عن سوء شبكة تصريف مياه الأمطار والبنية التحتية التي تسببت في غرق بعض المناطق، خاصة المناطق الجنوبية، ومنها مناطق هدية والرقة ومدينة صباح الأحمد. وقال «رغم كل التحذيرات من تعرض الكويت لموجة أمطار، إلا أن الأمطار كشفت للمرة الثانية سوء التخطيط، ونطالب وزير الأشغال باتخاذ الخطوات اللازمة لمنع تكرار ما حدث».
العدساني: لجنة تحقيق محايدة

دعا النائب رياض العدساني  وزير الأشغال العامة لتشكيل لجنة تحقيق محايدة من جهات حكومية مختلفة لدراسة أسباب تجمع الأمطار التي شهدتها البلاد في بعض المناطق والتي عانى منها سكان تلك المناطق.


المطيري: وقف المسؤولين الفاشلين

شدد النائب ماجد المطيري على وزير الأشغال بإيقاف المسؤولين الفاشلين عن العمل فوراً بسبب عدم استعدادهم لموسم الأمطار في الكويت. بدوره، أعلن النائب محمد الحويلة أنه تواصل مع وزير الأشغال، وأطلعه على بعض الصور والفيديوات لحالة الشوارع في المناطق الجنوبية وكيف أن المطر كشف ضعفها وضعف البنية التحتية، مبينا أن الرومي وعد بوضع الحلول السريعة لها تمهيداً للانتهاء من صيانتها وتجديدها كلياً.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي