No Script

فاصلة / قصور الثقافة

| u0641u0647u062f u062au0648u0641u064au0642 u0627u0644u0647u0646u062fu0627u0644 * |
| فهد توفيق الهندال * |
تصغير
تكبير
لطالما كان الهاجس المستمر والشاغل المنهك لأي تجمع ثقافي، المكان، الذي يجمعون فيه شتاتهم ويطرحون أفكارهم وينسجون مشارعيهم ويقدمون أنفسهم منه إلى المجتمع. فما من شكل ثقافي يبحث عن حضور وسط هذا الزحام المتلاطم، إلا وعقبه جغرافيا الحيز/ المكان، تتشكل/ تكبر أمام طريقه في تحد مصيري لاستمرار العمل والحلم. أتابع بين وقت وآخر فعاليات بعض التجمعات الثقافية في الكويت التي توزعت أماكنها ما بين بعض جمعيات النفع العام التي فتحت ذراعيها ومرافقها لهم، كجمعية الخريجين والجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية ورابطة الأدباء، أو بين المكتبات العامة والخاصة، وهناك من فضل المساكن الشخصية كمقر لأنشطته. في الوقت نفسه، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي فضاء افتراضيا لمعظم الفعاليات من خلال أخبارها ونتاجاتها، ولكنها لا تُغني عن المكان الواقعي الذي يكون بوجوده فضاء مباشرا للمناقشات واللقاءات، فهو شبيه باللوحة التشكيلية التي تضم الرسم النهائي للفنان.

أخيرا، حضرت مكتبة الكويت الوطنية كشريك فعال في الحراك الثقافي، من خلال أنشطتها الخاصة، وأيضا فتحت قاعاتها لأنشطة وملتقيات ثقافية مختلفة، بما يحسب لإدارة المكتبة وللمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عموما الذي فتح المجال في عدد من المواقع التابعة له لمثل هذه الأنشطة، وهو الدور المفترض في الترويج للثقافة عبر المشاركة مع الجميع.

اليوم وأنا أشاهد المباني المستقبلية لما يمكن تسميته بـ «قصور الثقافة» وهي تحت طور التنفيذ كمبنى مجمع جابر الأحمد الثقافي المخصص لدار الأوبرا ويحتل أهم ساحة في قلب الوطن والمواطن لما لها من رمزية كبيرة في قلوبنا، وأعني ساحة العلم في منطقة جبلة، ومركز عبدالله السالم الثقافي في منطقة الشعب، وغيرها من المشاريع الثقافية التي بدأت ترى النور ودخل بعضها للخدمة الثقافية فعليا كمسرح السالمية الذي أُطلق عليه اسم الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا تقديرا وتكريما عاما للفنان الكويتي في حياته في شخص فناننا المحبوب أطال الله في عمره، لنُشعِل شمعة الأماني أيضا، بأن تكون هذه القصور المفترضة عامرة بالحراك المستمر طوال العام، في تسهيل إقامة الأنشطة الثقافية الجماعية والفردية، للمحلية والزائرة، كذلك المقيمة والوافدة لكون الثقافة تجمع الإنسانية دون جغرافيا محددة، وليست احتكارا للرسمية منها فقط. إضافة إلى أن تكون لها فروع في محافظات الكويت، كما هو مركز كاظمة الثقافي في الجهراء، لتعزيز الوعي والرسالة العامة بأن الجميع شريك في الثقافة.

فاصلة أخيرة

رحم الله معالي السيد جاسم عبدالمحسن الخرافي رئيس مجلس الأمة السابق ورجل الأعمال الذي لم يبخل يوما في دعم الثقافة والفنون في أكثر من مناسبة، آملا أن يكون الفقيد مثالا بارزا يحتذى به بقية رجال الأعمال في البلاد لدعم الثقافة والفنون.

والعاقبة لمن يعقل ويتدبر.

* كاتب وناقد كويتي

@bo_salem72
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي