No Script

نالتْ ثقةً مرموقة و«حزب الله» سجّل اعتذاراً... «سابقة»

حكومة لبنان... «إلى العمل دُر»

No Image
تصغير
تكبير

الحريري: البلد شبع  من المهاترات  وقرارنا هو الشغل




يتهيأ لبنان لأول «أسبوع عملٍ» لحكومته الجديدة التي أنهتْ مشوار جلسات الثقة في البرلمان وخرجتْ منه ليل الجمعة بـ110 «نعم» مقابل 6 «لا» (وتَغَيُّب 12 نائباً)، لتنطلق فعلياً مرحلة السعي إلى تطبيق «المانيفست» الاقتصادي - السياسي الذي مثلتْ على أساسه أمام مجلس النواب والذي ارتكز عملياً على فلسفة «ربْط النزاع» في ما خص القضايا الخلافية و«إلباس» التباينات حيالها «أقنِعة لغوية» وعلى رؤية طموحة للنهوض المالي - الاقتصادي تقتضي «ربْط الأحزمة» لوقف الهدر والفساد وتحقيق إصلاحاتٍ «شَرْطية» للاستفادة من مقررات مؤتمر «سيدر 1».
ومن خلف مداخلاتِ الـ54 نائباً التي امتدّتْ على 3 أيام واستهلكتْ نحو 24 ساعة من الكلام الذي ضاع فيه «الخيْط الفاصل» بين مُوالٍ ومُعارِض وطبعتْه مناوشاتٌ لم تخْلُ من تقذيع شخصي كما حصل مع وصْف النائب جميل السيد للنائب سامي فتفت (من كتلة الرئيس سعد الحريري) بأنه «صوص» في تطورٍ كاد ان يودي الى «اشتباكٍ جسدي» مع أحد نواب «تيار المستقبل»، فإن «جلسة ختام» مناقشات البيان الوزاري طبعها «حزب الله» بتطوريْن:
* الأوّل منْح الحزب الثقة للحكومة. ورغم أن هذه ليست المرة الأولى (على عكس ما تم تداوُله في وسائل الإعلام) يعطي فيها «حزب الله» حكومةً حريريةً الثقة (اذ سبق ان منح الثقة لحكومتيْ الحريري في 2009 ثم 2016)، فإن هذا الأمر اكتسب في 2019 دلالاتٍ مغايرة إذ اعتُبر امتداداً لدخوله بقوّة «الحلبة» الحكومية عبر رفْعه شعار «مقاومة الفساد» و«فوزه» بأوّل حقيبةٍ دسمة (الصحّة)، رغم أنها تشكّل «امتحاناً» بتعقيداتها ذات الصلة بالعقوبات الأميركية على إيران والحزب فإنها تُعتبر «باباً» على حاجات «البيئة الحاضنة».


* والتطور الثاني حرْص «حزب الله» على سحْب فتيل السجال المتعدد الجبهة الذي فجّره كلام نائبه نواف الموسوي في اليوم الثاني من جلسات الثقة عن أن الرئيس ميشال عون وصل بـ«بندقية المقاومة» الى قصر بعبدا واستعادته لغة التخوين بحق الرئيس السابق بشير الجميل معتبراً أنه وصل «على دبابة اسرائيلية» ومتوجّهاً الى نجله النائب نديم الجميل «حجمكم دبابة اسرائيلية نخرقها بـ(صاروخ) كورنيت»، وهو الكلام الذي تسبب بـ(حرب افتراضية) على مواقع التواصل الاجتماعي واستدعى ردوداً حتى من (التيار الوطني الحر).
وشكّل اعتذار رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد في مستهلّ جلسة الجمعة عن «الكلام المرفوض الذي صدر عن انفعال شخصي من أحد إخواننا في الكتلة، وتجاوَز الحدود المرسومة للغتنا المعهودة في التخاطب والتعبير عن الموقف»، طالباً «شطب هذا الكلام»، تطوراً بالغ الدلالة على أكثر من مستوى، إذ ان من «غير المألوف» في تعاطي الحزب اللجوء الى «اعتذارات»، وأن هذه «السقطة الكلامية» (من الموسوي) تسبّبت بإحراجاتٍ للحزب مع فريق عون وشارعه المسيحي سواء لجهة تظهير أن الرئيس انتُخب «بقوة سلاح حزب الله» أو لناحية مغازي «نبْش» دفاتر الحرب وتخوين شخصية ذات رمزية عند المسيحيين، ولا سيما انه سبق لأقلام قريبة من الحزب أن تحدثت عن ان رئيس «التيار الحر» الوزير جبران باسيل «يحلم» بأن يكون «بشير جميل آخَر».
وجاء «انسحاب» حزب الله من هذا العنوان وهو ما حصل بعد اتصالات بدأت بين «التيار الحر»، وحزبي «الكتائب» و«القوات اللبنانية» ثم توسّعت لتشمل الحزب، ليعكس في جانبٍ آخر عدم رغبة كل الأفرقاء في أن «تقلع» الحكومة مثقلة بتوتراتٍ يمكن أن تصعّب مهمتها غير السهلة أصلاً ولا سيما في ظلّ الانطباع بأن الدول المعنية بمؤتمر «سيدر» منحتْها «فترة سماح» لثلاثة أشهر لبدء وضْع مسار الإصلاحات على سكة التطبيق، ناهيك عن رصْد «سلوكها السياسي» في ظلّ تحولات كبرى تقف المنطقة على مشارفها ولا سيما بعد مؤتمر وارسو الذي كرّس حال المواجهة مع إيران و «حزب الله».
وفي حين لا يُستبعد ان تُعقد أول جلسة للحكومة يوم الثلاثاء، يترأس الحريري غداً اجتماعاً يُشارك فيه ممثلون عن الصناديق العربية والدولية التي التزمت بمساعدة لبنان في مؤتمر «سيدر»، هو الذي كان ردّ في ختام جلسات الثقة على مداخلات النواب معتبراً «ان الكلام الهادئ والرصين له مفعول أجدى لدى اللبنانيين»، ومؤكداً «قراري ان البلد شبع من المهاترات وقراري وقرار الحكومة هو الشغل».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي