حكايا ... / الأب الروحي للنقل الخارجي في الإذاعة الذي سبق تأسيس الوزارات بـ 10 سنوات

حكاية أبو شوقي من البشتختة إلى صحبة الحربان

تصغير
تكبير

توليت عمليات النقل الخارجي في زيارات الملوك والرؤساء للكويت 

سجلت عرس الشيخة سعاد الصباح والشيخ عبدالله المبارك

كنت مسؤول نقل أولى جلسات مجلس الأمة على الهواء مباشرة

نقلت حفلات أم كلثوم في سينما الأندلس وقابلت عبدالحليم وفريد وصباح ووردة أثناء نقل حفلاتهم 

سافرت لمصر لتسجيل أغانٍ وطنية لعبدالوهاب بمناسبة استقلال الكويت لأنه كان يخاف أن يركب الطائرة

كنت مسؤول الكهرباء في الورشة العسكرية ويعمل تحت إشرافي 40 كهربائياً في المخافر

أعتز بعلاقتي مع خالد الحربان وسافرت معه في كثير من المباريات الدولية حول العالم 

 

في يافا كان مولده قبل 86 عاماً، وإلى لبنان كانت هجرته وهجرة أسرته في عام النكبة 1948، وفي بلاد الأرز أنهى تعليمه الثانوي وتعلم تمديدات الكهرباء في مدرسة المقاصد الثانوية، ومن مطار بيروت أناخ اسماعيل شعراوي (أبو شوقي) راحلته، في مطار النزهة بالكويت العام 1952.
أبو شوقي، المولود في 1933، الذي كان لم يتجاوز الـ18 عاماً عندما أتى إلى الكويت، بعدما تم اختباره في بيروت عملياً في قدرته على عمل التمديدات والوصلات الكهربائية في احدى محطات البنزين، لتتم الموافقة بعدها على مجيئه للكويت، لم يكن يدر بخلده أنه سيصبح الأب الروحي للنقل الخارجي في الإذاعة الكويتية.
يقول أبوشوقي، في لقاء مع «الراي» في منزله بالسرة «لم يكن وقتها هناك وزارات في الكويت (فقد بدأت التشكيلات الوزارية الرسمية 1962)، وعملت في دار الإذاعة الكويتية التي كانت تجمعها دائرة واحدة مع الشرطة والجيش، ولاحقاً تحولت لدار الإذاعة والتلفزيون ثم وزارة الإرشاد والأنباء، ثم وزارة الإعلام».
ظل أبو شوقي، الفلسطيني الذي حصل على الجنسية اللبنانية لاحقاً، يعمل بكل إخلاص حتى العام 1992 متنقلاً في أماكن ومناصب مختلفة، لكن الذي صاحبه في كل تلك المحطات حب الكويت وأرضها وأهلها وحكامها، ولهذا يعلق قائلاً «لم أرَ إلا كل خير وإنسانية من الكويت، فهنا تزوجت العام 1959، وهنا أنجبت أولادي، وهنا أتنعم بأحفادي، ولذا أدعو الله ليل نهار أن يحفظ هذا البلد الآمن».
وعن بدايات العمل وطبيعته يشرح أبو شوقي، الذي كانت الأحمدي أولى محطات عمله، قائلاً «كنت مسؤول الكهرباء في قسم الورشة العسكرية، ويعمل تحت إشرافي أربعون كهربائياً في مخافر الشرطة والجيش، وبعدها عملت مع أول مذيع كويتي، وهو مبارك الميال في دار الإذاعة الكويتية، أيام البشتختة قبل الاسطوانات والأشرطة».
أبو شوقي، الذي يُعد الأب الروحي للنقل الخارجي في الإذاعة الكويتية، يعتز بعلاقته مع المعلق الرياضي خالد الحربان، «سافرت معه في كثير المباريات الدولية في العالم... وعندما كان يأتي ملوك أو رؤساء يكون على الهواء مباشرة كنت أنا مسؤول النقل الخارجي، ودربت الكثيرين في قسم الكهرباء وقسم الإذاعة الخارجية».
حديث الذكريات أثار شهية أبو شوقي، فأسهب قائلاً «سجلت عُرس الشيخة سعاد الصباح والشيخ عبدالله المبارك، وفي أول افتتاح لجلسات مجلس الأمة كنت مسؤول النقل الخارجي على الهواء مباشرة، فضلاً عن مئات المباريات والحفلات، ويشهد الله أنني لمست تعاوناً شديداً من قبل الجميع».
وتابع «نقلت حفلات كثيرة في سينما الأندلس لأم كلثوم، وقابلت عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وصباح ووردة الجزائرية، أثناء النقل الخارجي لحفلاتهم، وسافرنا لمصر لتسجيل أغانٍ وطنية بمناسبة استقلال الكويت للراحل محمد عبدالوهاب، لأنه كان يخاف أن يركب الطائرة».

من رحلته

500 روبية أول راتب


بدأ أبو شوقي حياته المهنية براتب لم يتجاوز الـ 500 روبية، وأنهاها في التسعينات وراتبه وصل لـ 550 دينارا.

15 ديناراً إيجار شقة


تحدث أبو شوقي عن الفرق في الأسعار بين الأيام الحالية وبداية حياته، قائلاً «سكنت في منطقة شرق بعد زواجي، وانتقلت بعدها لمنطقة السالمية حيث كان إيجار شقتي 15 ديناراً فقط».

كلمة السر


في حديثه عن خبراته المتنوعة، تحدث أبو شوقي عن إحدى المهام التي تم تكليفه بها، قائلاً «كلفني اللواء أركان حرب الراحل وجيه المدني بمهمة كانت حساسة وسرية، حين كان عبدالكريم قاسم يهدد الكويت في أوائل الستينيات، حيث أعطاني سيارة عسكرية جيب، وقال لي تأخذ هذا الظرف المختوم من وزارة الدفاع وتذهب به لمعكسر في الشدادية، وظلت هذه السيارة معي لسنوات، أحملها من مقر وزارة الدفاع لمعسكر الشدادية، ولا أعلم لماذا اختارني لكنه كان يثق بي ويكرمني».

البنية التحتية


في معرض حديثه عن النجاحات المهنية، قال أبو شوقي «أسست البنية التحتية للكهرباء في الورشة العسكرية، وكان وقتها الشيخ عبدالله المبارك قائداً للجيش والشرطة، وكنت أوزع مهام الصيانة على العاملين معي».

أعتبر نفسي كويتياً


«لم أرَ يوماً سيئاً في الكويت، بل شاهدت معاملة كريمة وطيبة، وأدعو للكويت وشيوخها وحكامها والشعب الكويتي. وسعيد بتواجدي في الكويت وأعتبر نفسي كويتياً، وأنا مبهور بأخلاق الكويتيين وكرمهم»... هكذا عبر أبوشوقي عن حبه للكويت.

نأكل من خير الكويت

تزوجت سنة 1959 وأنجبت ولداً وخمس بنات، تعلموا وتخرجوا وتزوجوا في الكويت، والآن أتمتع بأحفادهم ونأكل من خير الكويت، وأبنائي غير مقصرين معي، ويودون أن يحملوني فوق رؤوسهم ولا يتركوني.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي