No Script

دوري أبطال أوروبا... حظوظٌ تحدد القرعة مقدارها

No Image
تصغير
تكبير

ليون وشالكه وروما... مطمع الأندية التي أنهت منافسات دور المجموعات في الصدارة

لا شك في أن قرعة مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم تكتسب، غالباً، أهمية تضاهي أكثر المباريات إثارة، خصوصاً وأن من شأنها تحديد مصير نخبة الأندية في «القارة العجوز» في أغلى وأقوى وأفضل بطولة على مستوى الأندية حول العالم.
وسواء كانت القرعة خاصة بدور المجموعات أو الأدوار اللاحقة الإقصائية، فإن متابعتها لا تختلف عن متابعة أي مباراة مثيرة، وهو الأمر الذي ينتظر أن يعيشه عشاق «الكرة المستديرة» بشغف، بعد غد الإثنين، حين تقام قرعة دور الـ16 من الـ«تشامبيونز ليغ».
كما كان متوقعاً، حجز بوروسيا دورتموند وأتلتيكو مدريد بطاقتي المجموعة الأولى، بيد أن الفريق الألماني تصدر وبالتالي سيواجه أحد الفرق التي شغلت المركز الثاني في دور الـ16 بموجب ما ينص عليه نظام البطولة، على عكس الفريق الإسباني الذي سيجد نفسه وجهاً لوجه أمام خصم احتل صدارة مجموعته.
ربما لم يكن كثيرون يتوقعون تأهل دورتموند بهذه السهولة وتفوقه على أتلتيكو، إلا ان الفريق الذي يشغل المركز الأول في الدوري الالماني بفارق 9 نقاط عن بايرن ميونيخ حامل اللقب، أبان عن قدرة في الجمع ما بين تقديم العروض الرائعة وتحقيق الفوز، حتى ان معظم الخبراء الأوروبيين يرون فيه فريقاً قادراً على الذهاب بعيداً في المسابقة الأوروبية، بيد أن التشتت بين الـ«بوندسليغا» والـ«تشامبيونز ليغ» قد يضرّ بتشكيلة المدرب السويسري لوسيان فافر المطالب بإيجاد التوازن اللازم على الجبهتين.
أما أتلتيكو مدريد فيعيش ازدواجية محيِّرة، ففي الوقت الذي يحقق نتائج متذبذبة في الدوري المحلي كان من شأن تحاشيها أن يضعه في صدارة الترتيب، فقد بات قيمة ثابتة في دوري الابطال، بمعنى أن تتويجه باللقب في الموسم الراهن لن يدخل في إطار المفاجأة بعدما سبق له أن لعب أدواراً أولى فيها في السنوات الأخيرة، وتحديداً عندما بلغ المباراة النهائية في مناسبتين وخسر بصعوبة أمام مواطنه ريال مدريد.
المجموعة الثانية لفظت إنتر ميلان الإيطالي وأبقت على توتنهام الانكليزي، فيما بقيت وفية مع التوقعات التي وضعت برشلونة الاسباني في الصدارة.
لا شك في أن إنتر اضاع فرصة ذهبية للعودة الى الواجهة الأوروبية، فهو كان مطالباً بالفوز على ايندهوفن الهولندي في «جوسيبي مياتزا» لضمان التأهل، غير أنه اكتفى بالتعادل 1-1 متنازلاً عن بطاقة العبور لتوتنهام الذي استفاد من خوض المباراة الأخيرة امام احتياطيي برشلونة ليخطف التعادل 1-1 ويتأهل.
«مجموعة سونينغ هولدينغز» الصينية التي تملك 68.55 في المئة من أسهم إنتر ما كانت تنتظر خروجاً مبكراً من بطولة تدرّ ذهباً على من يذهب في أدوارها بعيداً، بيد أن إقالة المدرب لوتشانو سباليتي في هذا التوقيت لا تعتبر خطوة محببة خصوصاً وأن النادي اللومباردي يبحث عن استقرار وليس عن نقطة بداية جديدة.
ربما لم يأخذ سباليتي في الاعتبار امكان تقدم ايندهوفن في النتيجة، فحدث ارتباك تحدث بنفسه عنه، غير أن المنافسة على هذا المستوى تستوجب دائماً «ردة فعل» من المدرب، وهو ما لم يحصل.
وبعد الخسارة امام يوفنتوس في الدوري وتضاؤل الحظوظ في إمكان معانقة لقب الـ«سيري آ»، تبدو «يوروبا ليغ»، على تواضعها، فرصة يستوجب على سباليتي الاستفادة منها لتعويض الخيبتين المحلية والقارية.
وبالنسبة الى توتنهام الذي كان محظوظاً جداً بالتأهل، فيتوجب على مدربه الارجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، نقل الفريق من حال «المحلية» التي يعيشها الى «الأوروبية»، خصوصاً وأنه يملك الأدوات الكفيلة بالذهاب بعيداً في البطولة القارية. كما يجدر به عدم التأثر بالتقارير التي تشير الى رغبة مانشستر يونايتد الانكليزي وريال مدريد الاسباني بالحصول على خدماته.
المجموعة الثالثة كانت وفية تماماً للتوقعات، إذ بقي الصراع قائماً على بطاقتيها حتى الجولة السادسة الأخيرة.
المنطق قال كلمته، فتأهل باريس سان جرمان الفرنسي المتخم بالنجوم، وليفربول الانكليزي الذي بلغ نهائي الموسم الماضي.
غير ان كيفية التأهل حملت الكثير من المفترقات التي لعب فيها نابولي الايطالي دوراً مفصلياً، حتى أنه كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لولا الخسارة الاخيرة امام ليفربول في «أنفيلد» بهدف المصري محمد صلاح.
وليس على مدرب نابولي، كارلو أنشيلوتي، إلا أن يلوم نفسه على التعادل السلبي مع النجم الاحمر الصربي في انطلاق المنافسات، وهو ما أدى في نهاية المطاف الى ضياع فرصة الاستمرار في البطولة خصوصاً وأن فريقه فاز على ليفربول وتعادل مرتين مع سان جرمان وتغلب على أرضه على النجم، قبل ان يسقط امام الـ»ريدز» إياباً  ويخرج.
وما كان لليفربول أن يُجلد فيما لو كتب له الخروج، خصوصاً وانه يعاني ضغوطات ضخمة في الدوري المحلي حيث يتصدر الترتيب، الا أن عليه أن ينتظر «كبيراً» في دور الـ16 بعدما حل وصيفاً في مجموعته.
اما سان جرمان المرتاح في الدوري الفرنسي، فكان الخطأ ممنوع عليه في الـ«تشامبيونز ليغ»، علما انه مطالب هذه المرة بالذهاب بعيداً، وربما بالتتويج باللقب.
المجموعة الرابعة كانت الأضعف لجهة الأسماء التي شملتها وقد نجح بورتو البرتغالي، حامل اللقب في 1987 و2004، في نهاية المطاف في انتزاع البطاقة الاولى متقدماً على شالكه الالماني الذي يُنتظر ان يواجه «بعبعاً» في دور الـ16 ويودّع في حال لم يُكتب له تحقيق مفاجأة.
وفي المجموعة الخامسة، ترنحت بطاقة المركز الاول حتى اللحظات الاخيرة من مباراة بايرن ميونيخ الالماني وأياكس أمستردام الهولندي، قبل ان يحسمها الاول بتعادله مع مضيفه 3-3.
الحقيقة الاولى المستخلصة تتمثل في أن الفريق البافاري لم يحسم أمره بسهولة كمتصدر كما في غالبية السنوات الماضية، واستمرت شباكه في الاهتزاز بسبب خط دفاعه الذي يدفع الحارس مانويل نوير فواتير تخاذله.
عودة الفرنسي كينغسلي كومان جاءت في وقتها، إذ منح خلال الدقائق القليلة التي لعبها في أمستردام حيوية افتقدها الفريق طويلاً.
ويجدر بالقيّمين على بايرن التحرك في سوق الانتقالات الشتوية خصوصاً وأن التحديات كبيرة، محلياً وقارياً، مع العلم ان سنوات طويلة مرت لم يعرف فيه النادي الجنوبي الخروج من موسم بلا لقب واحد على الاقل.
في الموسم الراهن، يواجه رجال المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش منافسة شرسة من بوروسيا دورتموند محلياً، ويدركون أيضاً بأن المنافسة على لقب دوري الأبطال ليست بالسهلة أمام أندية أكثر جهوزية.
وبالنسبة الى أياكس، فإن منافسة بايرن ميونيخ شكلت حافزاً له، بيد أنه لا يبدو قادراً على الوقوف في وجه الأندية الكبرى في «القارة العجوز».
المجموعة السادسة أوفت بوعودها. وعلى الرغم من البداية السيئة لمانشستر سيتي الانكليزي الا ان رجال المدرب الاسباني جوسيب غوارديولا أنهوا المنافسات في الصدارة امام ليون الفرنسي كما كان متوقعاً.
ولا شك في ان ليون الذي حل ثانياً سيكون، في القرعة، الى جانب شالكه، مطمع الاندية التي أنهت منافسات دور المجموعات في الصدارة.
ولم تشذ المجموعة السابعة عن سابقتها بتأهل ريال مدريد الاسباني وروما الايطالي، ولكن من دون بريق. فـ«الملكي» ما زال يبحث عن نفسه مع المدرب الجديد الارجنتيني سانتياغو سولاري. صحيح ان المباراة الاخيرة في «سانتياغو برنابيو» انتهت بخسارة أصحاب الدار أمام سسكا موسكو الروسي بثلاثية لم تؤثر في تأهلهم من باب المركز الاول، الا ان الاعتماد على تشكيلة جلها من الاحتياطيين لاقت انتقادات واسعة في وقت يبحث فيه الفريق عن الاستقرار في موسم يبدو صعباً للغاية.
وبالنسبة الى روما، فسيكون من أضعف حلقات القرعة ومطمعاً للأندية التي تصدرت مجموعاتها، خصوصاً وأن مستواه في الدوري المحلي يشهد حال تراجع مقارنة بالموسم الماضي.
وعلى الرغم من خسارتيهما في الجولة السادسة الاخيرة ضمن المجموعة الثامنة، فإن يوفنتوس الايطالي ومانشستر يونايتد الانكليزي لم يخالفا التوقعات، بيد أن واقع حال «السيدة العجوز» في المسابقة القارية أبان عن بعض الشروخ الواجب علاجها قبل دخول الأدوار الاقصائية.
كما ينبغي على المدرب ماسيميليانو أليغري العمل على استخراج الأفضل من لاعبيه في دوري الابطال خصوصاً وأن الفريق لا يلقى منافسة على الجبهة المحلية.
أما مانشستر يونايتد، فيعيش بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، «يوماً بيوم» إذ لا يمكن تحديد قدرته في مواجهة أندية الصدارة في ضوء القرعة المقررة، بعد غد الاثنين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي