No Script

«انتقلت للعمل في قسم المراسم بوزارة الخارجية سنة 1964 ... وكنت مسؤولاً عن إعداد دليل القوائم الديبلوماسية»

محمد الوظائفي: كنت سكرتير مدرسة «أبرق خيطان» عام 1958

تصغير
تكبير
• أسست مجلة خاصة لمركز محو الأمية سنة 1959

• صدر كتابي «من شطحات قلمي» خلال 1984 جمعت به كل مقالاتي

• كانت لي مشاركات كتابية في مجلة الإذاعة البريطانية سنة 1953

• تبرعت لأكون معلم طباعة في أبرق خيطان عام 1959
نستضيف اليوم محمد بشير الوظائفي ليحدثنا عن ذكرياته المليئة في المحطات فيبدأ معنا في الحديث عن عمله في سكرتارية مدرسة ابرق خيطان وبعد هذه المرحلة يتطرق الى عمله في الخارجية والاقسام التي عمل بها... ثم ينقلنا الى قصته مع القراءة والقلم فلنترك له ذلك.

انا من طولكرم وهي من مدن المثلث مدن الضفة الغربية... وطولكرم مشهورة في الزراعة نشأت بها ولكن لم ادرك زمن الكتاتيب التي كانت على زمن والدي التحقت في المرحلة الابتدائية في طولكرم ثم الثانوية الفاضلية على النظام المعمول به عندنا ابتدائي 6 سنوات ثم الثانوية 5 سنوات وهي ما يطلق عليه «المترك» نظام بريطاني وانا طالب كنت احب الكتابة لذلك اخذ اراسل مجلة في عمان اسمها الجهاد وينشر ما ابعثه لهم وكذلك لي مشاركاً في الاذاعة البريطانية كان لها مجلة اسمها «هنا لندن» باللغة العربية والانكليزية وقد استفدت من ذلك فائدة كبيرة وهي تقوية اللغة الانكليزية عندي فأقرأ الشطر العربي ثم انظر الى ترجمته بالانكليزي وكل ذلك وانا طالب في المرحلة الثانوية ونمت كتاباتي وكثرت اسهاماتي في الصحافة وانضممت الى رابطة القلم التي تكونت في الاردن لمجموع ادباء وانا لا ازال طالبا في الثانوية ومشاركاتي تنصب في مجال النواحي الاجتماعية «الاسرة والابناء» الى جانب نقد بعض الظواهر من قلب الشارع وهي جوانب منافية للاداب العامة كالاخلال في نظام المرور وعدم مراعاة النظافة العامة.


التوجه

بعدما انهيت الثانوية توجهت الى الكويت عن طريق الجو فمن مطار قلنديا في القدس الى مطار النزهة مكان المطار القديم وكان ذلك في تاريخ 13/ 9/ 1957 فأخي الذي اكبر مني كان مدرساً في مدرسة المرقاب وقد جاء للكويت سنة 1955 ووالدي ووالدتي قررا ان اذهب عند اخي حتى لا التحق في الجيش حينا علما ان عندي رغبة في ذلك... وبعد وصولي بثلاثة شهور قدمت على الدوائر الحكومية المتوافرة في ذلك الوقت من ضمنهم دائرة التربية فكان بها درويش المقدادي نائب مدير المعارف وحينما قابلته قال لي ان العام الدراسي قد بدأ فليس هناك مجال لكن قبل العطلة الصيفية تعال وقدم طلبا عندنا... خرجت منه وسجلت كاتباً في دائرة الاشغال قسم الميكانيكا وهو قسم مسؤول عن كراج الاشغال وقد عملت بها عاماً كاملاً براتب يومي مقداره 22 روبية... بعد ذلك رجعت الى دائرة التربية وقدمت وتم اجراء اختبار لي في الطباعة واللغة الانكليزية وتم تعييني كاتباً في قسم السكرتارية وتعينت في مدرسة ابرق خيطان في قسم السكرتارية للمدرسة سنة 1958... وقد قدمت الى خيطان وهي ناشئة جداً ليس بها مستوصف ولا مخفر مجرد ثلاثة شوارع وبيوت عربية.

المدرسة

كان ناظر مدرسة ابرق خيطان الابتدائية للبنين احمد الصادق ووكيله رشيد الحصان... وانا سكرتير في المدرسة اتولى جميع الشؤون الادارية ملفات الطلاب والمدرسين وفي ذلك الوقت مدرستان في خيطان واحدة للبنين والاخرى للبنات فقط وهناك سكن في مدرسة البنين جناح منفرد وقد سكنت به وكان المدرسون يأتون عندي كل جمعة عبارة عن ديوانية وملتقى يجمعهم ولم يكن كل شيء متوافرة في خيطان لذلك كنا كل جمعة نذهب للكويت لقضاء بعض الحوائج منها ويرافقني بعض المدرسين... ومن الزملاء في تلك الفترة رسمي موسى... ابراهيم الخطيب... محمود مصطفى ياسين... مرعي كبور.... وتاج الدين الحطيب وقد قضيت سبع سنوات في هذه المدرسة.

التبرع

جاءتنا نشرة من دائرة الشؤون لمن يرغب ان يكون معلماً للأميين فسجل مجموعة من المدرسين وكنت من ضمن من سجل وتم افتتاح مركزين في خيطان والفروانية والذي كان مسؤولاً على مركز خيطان هو رشيد الحصان وكيل مدرستنا... والمادة التي تولت تدريسها هي الطباعة حيث وفروا لنا مكاناً ضمن المدرسة لهذه المادة فأنا لانني سكرتير في مدرسة كنت متقنا الطباعة لانني تعلمتها في عمان ويشترط في عمل السكرتارية اتقان الطباعة.

في بداية عملي في الشؤون كان تبرعا لفئة الأميين ثم صرف لنا رواتب مقدارها 250 روبية.. والطباعة كانت مادة مهمة جداً كأنها الكمبيوتر اليوم وفيها تحسين مستوى وهناك طلاب يدرسون في الصباح ويأتون في المساء.

الرواتب

كان ناظر مدرسة خيطان هو المعني في تسلم رواتب المدرسين نقداً يذهب الى امين الصندوق ويتسلم منه الرواتب مع رواتب المدرسات اللاتي في مدرسة البنات ثم كلفني انا في هذه المهمة اذهب واستلم رواتب المدرسين والمدرسات عندي كتاب تفويض اخذ الرواتب واسلمها لناظر مدرسة البنين وناظرة البنات.

سينما

كانت في الكويت دار سينما واحدة وهي حولي الصيفي فنحن في المدرسة كنا نؤجر افلاما ونقوم بعرضها في المدرسة وانا من كان يقوم في هذا الامر وكان اهالي خيطان يطلبون مني ان اتي بفيلم «عنتر وعبلة» والذي فيه حياة بدوية وكنا نؤجر الفيلم الواحد بمئة روبية ونخاطب جاسم بورسلي مدير الوحدة الاجتماعية في الدوغة بأن يرسل لنا آلة عرض لسينما فيأتي الينا معها وفي قاعة المطعم يتم عرض الفيلم ورسوم الدخول للفرد الواحد روبية لاننا كنا قد عملنا جمعية تعاونية توزع ارباحها كل عام على مساهمين في المدرسة وكل ذلك في المركز المسائي.

المجلة

في المدرسة عملت مجلة خاصة لمركز ابرق خيطان لمحو الامية يشتركون بها الطلبة في مواضيع شتى من شعر ونثر وحكم وكذلك كلفت الطلاب باجراء مقابلات مع طبيب المدرسة وبعض العاملين بها وقد جاءنا كتاب شكر من الشؤون على هذه المجلة... وكان مختار خيطان ناصر العصيمي يأتينا في الصباح اكتب له خطابات خاصة لخيطان فيها مطالبات في بعض الامور اذكر منها خطابا كتبه من اجل ردم حفرة كبيرة كانت تشكل خطرا على الاطفال والاهالي في فترة هطول الامطار.

الصحة

أثناء عملي في الفترة الصباحية كانت لي مشاركات في مجلة الصحة المدرسية وكنت انا من كتاب هذه المجلة في كل عدد ويتم توزيع اعداد هذه المجلة على المدارس وقد وفرت لمركز البحوث بعض الاعداد الناقصة حينما طبعوا هذه المجلة وقد انبسطوا من هذا الامر وطلبوا مني الملحق الذي كان يطبع معها

الاستمرار

كان لي نشاطات اجتماعية اخرى ... فحينما يتوفى مدرس فدائرة المعارف تقوم بتكفينه وترحيله إلى بلده فكنت انا مع زميل لي نذهب بجولة على مدارس نجمع تبرعات له ولاسرته.

الخارجية

انا لم يكن عندي ميول في تدريس لان الروتين فيه واحد برنامج واحد وكان عندي طموح للعمل الديبلوماسي ولما استقلت الكويت نقل للخارجية مجموعة من المدرسين فانا كان عندي رغبة للانتقال إلى الخارجية فكتبت طلبا لوكيل التربية «فيصل الصالح» انني عندي رغبة بالانتقال للخارجية لان لغتي الانكليزية جيدة واحب العمل الديبلوماسي لكن لان تقاريري ممتازة في عملي رفضوا ذلك حتى لا يفرطوا فيني.

المقابلة

كان وكيل التربية فيصل الصالح يداوم فترة العصر في مكتبه لكي ينجز بعض الاعمال فذهبت إليه في مكتبه ولم يكن هناك حرس أو أحد من هذا القبيل إلا حارس كبير في السن عند باب الوزارة فدخلت عليه وشرحت له الوضع انني طلبت بالانتقال من دائرة حكومية الى دائرة حكومية واستطيع أن اعطي اكثر في الخارجية فرد عليّ أن سبب الاعتذار اننا لو وافقنا لمن كان مميزاً في عمله عندنا بأن ينتقل منا من سوف يبقى عندنا ويستمر... لكن مادام هذه رغبتك فنحن معك.

الانتقال

انتقلت للخارجية في تاريخ 1/ 1/ 1964 وعلى الفور عملت مع يعقوب الرشيد لانه كان يريد أحد يتقن اللغة الانكليزية يكون في استقبال الوفود الاجانب ويرافقهم فأنا كنت استقبلهم واتولى الحجز لهم في أحد الفنادق واعمل لهم برنامجا على حسب اختصاصهم سواء اقتصادي أو اجتماعي أو تربوي ثم أرافقهم طوال زيارتهم للبلاد حتى يغادروا بعدها اكتب تقريرا عن هذه الزيارة واقدمه لمدير المراسم وكنت اضع البرنامج واهم شيء نحرص على زيارته المطبخ المركزي فهو من يوفر الوجبات الغذائية لكل المدارس والروضة النموذجية التي في الشامية ومدينة الاحمدي والتي كانت جميلة في ذلك الوقت بها دور سينما للعرض... والوفود مختلفة سياسية واقتصادية وغيرها... التي ليس بها رؤساء دول ووزراء سواء في ضيافة الخارجية أو وزارة.

العزاء

لما توفي الشيخ عبدالله السالم كان دوامنا متواصلا لاننا كنا نستقبل معزين وكان معنا الوكيل عبدالرحمن العتيجي ويعقوب الرشيد وكانت الوجبات الغذائية توصل لنا.

القسم

بعد المراسم عملت فترة في قسم السكرتارية ثم استلمت قسم القوائم الديبلوماسية للسفارات الداخلية وسفاراتنا في الخارج وهو دليل «كتاب» لهذه القوائم خاص للسفارات داخلي واخر لسفارات الكويت الخارجية والطباعة في اللغتين العربية والانكليزية وفيه كل ما يتعلق في السفارة من ناحية العنوان وارقام الهواتف ووسائل الاتصال الاخرى ثم عملنا دليل ثالث «كتاب» لكبار رجال الدولة من وزراء ووكلاء واعضاء المجالس ويتم توزيعه في الداخل والخارج فأنا من يتولى هذه الكتب من طباعة واعداد وتوزيع... وكذلك كنا نقوم باعداد ترشيح السفراء الاجانب والسفراء في الداخل قسمنا هو من يتولى اعداد البيانات واستقبال الاوراق الرسمية وكتابة نماذج الخاص في هذه الامور وكل ذلك بعد موافقة الجهات المسؤولة فكل المراسلات عندنا.

المواصلة

بعد التحرير عملت مديرا اداريا في مؤسسة عقارية تتولى تأجير الشقق والمساكن ثم اصبحت مسؤولا اداريا في الشركة الخليجية حتى عام 2003 وقفت عن العمل حيث اصبح عندي ملل من العمل الذي اصبح له 55 عاما وتفرغت للكتابة والصحافة.

الكتاب

سنة 1984 صدر كتاب لي جمعت فيه كل مقالاتي وكتاباتي الصحافية حيث كنت اكتب في صحيفة الوطن فلي فيها زاوية كل يوم جمعة «ضوء وظلال» وقد جعلتها في كتاب عنوانه من شطحات قلمي ووزّع الكتاب داخل الكويت وخارجها فأنا من السبعينات وانا اكتب فيها وكذلك كتبت في جريدة الشعب لخالد خلف واضواء الكويت لمجرن الحمد... لكن الوطن استمررت بها... وخلال عام 2008 اصدرت كتابا آخر لي يحمل عنوان «يأيها الابناء» عن الاسرة والابناء والشباب... وأكثر شيء انتظمت به في الكتابة بعد تركي العمل كان في جريدة السياسة حتى حينما كنت في عمان بجوار ابنتي التي درست هناك كنت ارسل مقالاتي عبر الايميل.

الاعداد

تعرفت على الاستاذ سامي العنزي حينما كان في وزارة الاعلام فأصبحت اعد لهم برنامج «يخص الكويت وتراثها» وفي الاعياد الوطنية اعد لهم اشياء عن الدستور والاستقلال اعددت اكثر من 13 حلقة عن شعراء من الكويت.

القراءة

انا اهوى القراءة عن الشعر والادب والامور الاجتماعية فانا لا استطيع الجلوس بلا قراءة مكتبتي مليئة بالكتب وعندي اشتراك في مكتبة جامعة الاردن ودفعت تأمينا لكي اخذ الكتب للبيت.

السعيدان

الاخ حمد السعيدان كان صديقا وزميلا لي في العمل ومكتبي كان قريبا منه ثم اصبح امين مكتبة في الخارجية ثم ديبلومسيا وذهب إلى اكثر من دولة... اما سليمان ابو غوش فهو صديق منذ كان في التربية ولنا زيارات عائلة وصداقة مرتبطة... وانا من تولى توزيع كتابه «عشرة آلاف كلمة» بعد وفاته.

الجمعية

كما عملت - فترة بعد الظهر - لدى الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان مديراً إدارياً، وكانت تخصص يوم الاثنين من كل اسبوع لاستقبال المدخنين الراغبين في الاقلاع عن تلك العادة السيئة والضارة بالتعاون مع أطباء استشاريين من المستشفى الصدري وكانت توزع الادوية المساعدة مجاناً على مراجعيها.

الزواج

زوجتي كانت مدرسة في ثانوية جنين وانا كنت في الكويت وتم زواجنا والحمد الله عندي ثلاثة اولاد وابنتان ولهم اولاد والحمد الله اتموا تعليمهم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي