No Script

المساجد التراثية... شاهد على حب الكويتيين لدينهم

No Image
تصغير
تكبير

لعلّ اللافت للانتباه في مجتمعنا الكويتي هذا التجذر العميق للإنسان الكويتي في مسيرة الخير وحب الدين والتحرك الإنساني نحو الآخر في مبادرة قلبية فريدة من نوعها، منذ مجتمع البحر وقبل القفزة المادية التي مرت بها الكويت التي حولته إلى مجتمع ثري.
وبنظرة بسيطة للمساجد التراثية التي تتناثر في المناطق الكويتية القديمة كمنطقة قبلة وشرق والمرقاب وغيرها نلمس تلك الومضة الايمانية التي تشع في تلك الأحياء القديمة التي ماتزال تنبض بعمق التلاحم الإنساني وعمق الصلة بالله عز وجل، فماذا يعني أن يموت هؤلاء الرجال الذين أسسوا تلك المساجد ويبقى هذا الإشعاع الايماني العميق النابض من أرواحهم في صمود مساجدهم وامتلائها بالمصلين رغم صغر حجمها وقدمها. وقد توالت آنذاك تلك المسيرة البنائية للمساجد رغم الحياة البسيطة وفقر الموارد المادية التي عاشها الكويتيون ماقبل النفط.
 نحن لا نتكلم هنا عن تاريخ أو عمارة أو أماكن عبادة لأداء الصلوات الخمس، ولكننا نتكلم عن هوية الكويتي النفسية اللصيقة بالجانب الإيماني والمتعلقة بالله عز وجل. نظرة عميقة إلى تلك المساجد، ونظرة إلى السير الذاتية لأصحابها نجد ذاك العمق الممتد إلى وقتنا هذا! فهوية الإنسان الكويتي مرتبطة بفعل الخير وتحركات العمل الإنساني في كل المسارات الخيرية وفي كل المساحات الجغرافية في العالم.


وقد انتقلت هذه المسيرة الخيرية المحبة لله عز وجل إلى خارج حدود الكويت، فارتدت ثوب الانسانية العالمية بعد دخول الكويت مرحلة الثراء، وبنظرة فاحصة لمسيرة العمل الخيري نجد تلك القوافل التجارية الانسانية التي تنتقل بسواعد وقلوب كويتية في مجال بناء المساجد الإسلامية ودور القرآن، ومراكز تحفيظه وتدريس علومه إلى بلدان العالم الإسلامي. وهكذا كانت بصمة الخير في المسار الدعوي، وليس فقط في إسعاف المنكوبين وإنقاذ الفقراء والمعوزين، وإنما في الإسهام في تعميق علاقة المسلمين في أنحاء العالم بالله عزوجل عن طريق المشاريع الخيرية الدينية المتمثلة في بناء المساجد والمراكز الإسلامية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي