No Script

انتقادات أروقة القرار: سياسة ترامب ضد إيران «فاشلة»

No Image
تصغير
تكبير

بعد قرابة ثلاثة اسابيع على دخول الدفعة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ، علت أصوات الانتقاد داخل أروقة القرار في واشنطن ضد ما يراه المعنيون بالسياسة الخارجية «فشل» الرئيس دونالد ترامب وادارته في تقديم «سياسة متكاملة ينجم عنها نتائج ايجابية».
وقال المنتقدون، وهم في غالبيتهم من الديموقراطيين في الكونغرس، ان إدارة ترامب دأبت على تكرار الحديث حول «تصفير» صادرات ايران النفطية، من دون ان تحتسب عواقب سياسة من هذا النوع، فما كان من الحكومة الأميركية إلا ان تراجعت في الساعات الاخيرة عن سياستها، وذلك بمنحها ثماني دول مستوردة للنفط الايراني اعفاءات، شرط وضع العائدات في حساب مخصص لاستيراد طهران للحاجات الانسانية الاساسية.
ورغم ان ادارة ترامب أعلنت ان مدة الاعفاء المذكور 180 يومياً، ابتداء من الرابع من نوفمبر الجاري، الا ان مصادر الكونغرس رجحت قيام الحكومة بـ«تمديد الاعفاء على صادرات ايران النفطية». ورجحت ان تقوم بذلك «بصمت».
وتقول مصادر الكونغرس: «يبدو ان تصريحات الادارة العنترية حول نيتها تصفير صادرات ايران النفطية انتهت».
واشار منتقدو سياسة ترامب إلى ان ادارته «أخطأت في الحساب»، وانه رغم نجاح واشنطن في سحب مليون برميل إيراني يوميا من السوق، من دون رفع السعر، الا ان صادرات ايران النفطية تبلغ ميلونين ونصف المليون برميل يوميا، ما يعني ان السوق تحتاج الى مليون ونصف المليون، وهذه حاجة تسدها طهران، ولم تنجح أميركا في العثور على مصادر بديلة لتصفير الصادرات الايرانية من دون رفع السعر العالمي.
ويعتقد الخبراء الاميركيون ان سحب المليون ونصف المليون برميل إيراني المتبقية من السوق الدولية من شأنه ان يرفع سعر النفط عالمياً الى أكثر من 100 دولار، وهو ما يؤذي الاقتصاد الاميركي، وقد يدفعه الى الدخول في مرحلة ركود. واي ركود قد يشهده الاقتصاد من شأنه ان يطيح بحظوظ اعادة انتخاب ترامب لولاية ثانية بعد عامين، خصوصا ان الرئيس الاميركي بنى صورته على اساس انه الوحيد القادر على قيادة الاقتصاد الى معدلات نمو عالية.
في هذه الاثناء، رصدت الوكالات الحكومية عمليات التفاف لبيع النفط نفذتها طهران بنجاح، عن طريق سوق سوداء، استوعبت نحو 700 الف برميل نفط يومياً، بسعر أدنى 10 في المئة من السوق للبرميل الواحد، اي ان طهران باعت 7 ملايين برميل على مدى الايام العشرة الماضية، وجنت 455 مليون دولار، وهو ما ادى الى تحسين سعر صرف الريال، ليرتفع من 150 الفا مقابل الدولار الواحد، قبل اسبوعين، الى 120 الفاً، في الايام القليلة الماضية.
لهذه الاسباب، بدت حملة ترامب العقابية الاقتصادية ضد النظام الايراني متعثرة منذ ساعاتها الاولى، في ظل غياب اي مؤشرات تشي بأنه «يمكن للادارة اخراج ارنب من قبعتها لتفاجئ به العالم والايرانيين»، حسب تعبير مصادر الكونغرس، التي تضيف ان «الاستعراض هو ميزة الرئيس ترامب، فهو في اعماله التجارية كما في رئاسته، يطلق وعودا يستحيل تحقيقها، وبعد ان تنهار وعوده، اما يصمت عن الأمر، او يحمل مسؤولية الفشل للجميع باستثناء نفسه».
وتخشى مصادر الكونغرس ان تبان اخفاقات ترامب في نواحٍ اخرى في السياسة الخارجية، اذ لا يبدو ان «صفقة القرن» بين العرب واسرائيل موجودة، ولا يبدو «ان لدينا سياسة مفهومة تجاه سورية، او حول انهاء الأزمة الخليجية، او في مواجهة ايران».
وتختم المصادر بأن المشكلة الاكبر تكمن في انه من بين كل المواضيع السياسية الاخرى، ينفرد النظام الايراني في اجماع الكونغرس على مواجهته. «مع ذلك، ورغم اجماعنا على مواجهة إيران، قدم رئيسنا للأسف سياسة لا تتعدى التصريحات العنترية الفارغة، مع غياب اي نتائج ملموسة على أرض الواقع».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي