No Script

إضاءات / خطاب الحكمة والأبوة

| u062f. u0635u0628u0627u062d u0627u0644u0633u0648u064au0641u0627u0646* |
| د. صباح السويفان* |
تصغير
تكبير
يمكن قراءة خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد- في افتتاح دورة الانعقاد الجديدة لمجلس الأمة- من خلال سياقات واتجاهات عدة، ستؤدي في النهاية إلى نتيجة واحدة مفادها، أن روح الأبوة والحكمة هي العنصر الأهم والأكثر حضورا في كل كلمة احتواها الخطاب.

وبالتالي فإن تحليل هذا الخطاب- الذي أراه تاريخيا، ومناسبا للمرحلة الراهنة- سيجعلنا نتحدث في كافة القضايا المصيرية التي تهم الوطن والمواطنين، فمن خلال كلمات قليلة ومعبرة اختصر أمير البلاد فيها كل ما يتعلق بالكويت كبيرا كان أم صغيرا، ووضع النقاط على الحروف، وكشف عن همومنا الوطنية، ووضع الحلول الكفيلة بأن تظل الكويت واحة خير ومحبة وسلام.

فكلنا تابع هذا الخطاب، وتدبرنا في معانيه والأهداف الذي يسعى إلى تحقيقها، لعل من أبرزها وضع المشكلات والهموم العامة على طاولة البحث مكشوفة من دون مواربة، وبالتالي دعا كافة المواطنين ليكونوا يدا واحدة وصفا واحدا في تخطي كل هذه المشكلات والهموم بتحد معقود بالأمل.

فلم يغب أبدا عن الخطاب صورة الكويت التي أبهرت العالم في وحدة أبنائها، وإنسانيتها وتناغمها العظيم مع كل التطورات العالمية، ومحاولة تخفيف من الأعباء التي يتعرض لها المواطنون من خلال الدراسات المتأنية، والقرارات الصائبة.

كما ان لهجة الخطاب كانت معبرة عن حكمة الأب الذي يكشف لأبنائه المشكلات ويدعوهم لحلها، في عمل جماعي مشترك.

وهذه الحكمة جعلت من خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد نبراسا ينبغي ان نهتدي به إلى الطريق الصحيح، الذي إن سلكناه سنصل- إن شاء الله- إلى مستويات عظيمة من الاستقرار والسلام، فالله قد انعم علينا بنعمة العيش في هذا الوطن الذي تتميز قيادته بالقرب من نبض المواطنين والانتباه لكل همومهم مهما صغرت، فهي في وجدانهم وسعيهم لحلها لا يتوقف أبدا.

إن الخطاب- لو أردنا البحث عن دلالاته- سنجده يشير إلى الاحتواء الأبوي حينما يؤكد أبونا أن أمن الوطن وسلامة المواطنين همه الأول، والحرص على الوحدة الوطنية، كما يشير إلى التحذير من الأخطار التي تهدد استقرار الوطن وأهمها آفة الإرهاب، بالإضافة إلى دلالة الإصلاح التي كانت من أهم فقرات الخطاب وهو إصلاح شامل خصوصا في الشق الاقتصادي، والكثير من الدلالات التي تكشف مواطن الخلل ومن ثم وضع الحلول المناسبة لها.

ومن خلال متابعتي للخطاب وجدت أن المفردات والكلمات التي استخدمها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد معطرة بعبق الأبوة، والإحساس الكبير بالمسؤولية... ومنها: «وإنني كوالد للجميع»، «الولاء للوطن فوق كل ولاء»، «وإذ أضع أمامكم حقائق وأبعاد الأزمة»، فهذه أمثلة من الخطاب تدل على روح الحكمة والأبوة التي تأكدت لنا في مجمل هذا الخطاب، ومعانيه التي يجب التفكير فيها والسير على طريقها، للوصول إلى كل ما نتطلع إليه لوطننا الكويت من الأمن والاستقرار الدائمين.

* كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت

alsowaifan@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي