No Script

مركز «ثنيان الغانم» نجح بإجراء 15 عملية تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المنطقة

الكويت نحو التحوّل مركزاً للجراحة التداخلية لارتخاء المريء وأورامه السرطانية في الشرق الأوسط

تصغير
تكبير

 أسماء الكندري:

الجراحات جميعها حققت نسب نجاح وصلت إلى 98 في المئة

للمرة الأولى في الكويت والشرق الأوسط أجريت 5 جراحات ناجحة لارتخاء عضلة المريء و10 لإزالة أورام سرطانية

الجراحات تتطلب معدات دقيقة نستوردها من الخارج

أجريت هذه النوعية من الجراحات في عدد من الدول آخرها مصر

أعربت استشارية أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير في مركز «ثنيان الغانم» الدكتورة أسماء عبد الرحمن الكندري عن أملها في أن تصبح الكويت مركزاً ومرجعية لجراحتي «علاج تعذر ارتخاء عضلة المريء» (POEM) و«إزالة أورام المرحلة الاولى السرطانية من جدارن المريء والمعدة والامعاء» (ESD) في الشرق الاوسط.
وكانت الكندري، المتخصصة في العلاجات الجديدة والنادرة للجراحات التداخلية بالمناظير، نجحت وللمرة الأولى في الكويت في إجراء 15 عملية جراحية ناجحة في (POEM) و(ESD) في مركز ثنيان الغانم التابع للمستشفى الاميري، وهو حدث غير مسبوق للجراحتين في البلاد والشرق الاوسط، وبالتالي سيوفر على الدولة تكاليف لعلاج هذه الحالات في الخارج، وسيساهم المركز في ترشيح الكويت للريادة إقليمياً في هذا المجال.
وقالت الكندري لـ «الراي» إنها اجرت 5 جراحات (POEM) ناجحة منذ اغسطس الماضي لاول مرة في الكويت والشرق الاوسط، رغم ان السعودية شهدت بشكل محدود هذا النوع من العمليات، انما اصبحت لدى مركز ثنيان الغانم امرا فعليا ومستمرا على ارض الواقع اعتباراً من أغسطس وحتى الآن، وهو مستجد غير مسبوق في المنطقة، كما أجرت 10 جراحات (ESD) ناجحة منذ مارس الماضي لأول مرة في الشرق الاوسط، وقد تكللت كل هذه العمليات بالنجاح.
وأوضحت ان جراحة (POEM) التداخلية عن طريق المنظار - اسمها الطبي الكامل بالانكليزية per-oral endoscopic myotomy - مخصصة لفتح المنطقة الفاصلة بين اسفل المريء واعلى المعدة، وقالت «تتضخم عضلات هذه المنطقة نتيجة ضمور بالاعصاب واسباب اخرى متعددة، ما يسبب انسدادا يجعل مرور الطعام صعبا للغاية إن لم يكن غير ممكنا، وبالتالي فإن المريض يعاني من صعوبة في البلع وارتجاع الطعام وآلام في الصدر وهبوط في الوزن. لذا، فإن الجراحة تعتمد على ادخال المنظار عن طريق الفم ومن دون أى فتحات خارجية، ونزول أنبوبة تحت البطانة الداخلية للمريء وصولا إلى مكان ارتفاع ضغط المريء اي العضلة وقطعها بما يسمح بمرور الطعام بشكل طبيعي».
وأكدت ان تقنية هذه الجراحة الحديثة تحقق نسب نجاح مرتفعة تتراوح بين 92 و98 في المئة، ولمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن طريق استخدام الآلات الدقيقة، ما يجنب المريض الكثير من المضاعفات مقارنة بالعمليات الجراحية المعتادة والتقليدية مثل «البالون» او «الباتكس».
وأضافت «هناك درجات من تضخم عضلات أسفل المريء أو تعذر الارتخاء وهي تسمى طبيا achalasia types مثل الدرجة الثانية والثالثة والرابعة (تعد الاصعب وتسمى jackhammer)، كانت من دون علاج تماماً، ولكن بفضل هذه الجراحة والتقنية الجديدة التي ستمر ساعة واحدة، وجد الكثير من المرضى ضالتهم بعد معاناة شديدة».
وأفادت الكندري أن «اليابان الرائدة دوليا في عمليات المناظير التداخلية، شهدت اول جراحة (POEM) تجريبية في العالم العام 2010، قبل ان تتحول الى تجارية بعد 5 سنوات، وتدربت على اجراء هذه التقنية لاول مرة العام 2014 مع فريق متخصص في مستشفى الملكة الكسندرا العريقة في مدينة بورتسموث البريطانية، قبل أن أطبقها في الكويت» في 2018.
وعن جراحة (ESD) التداخلية عن طريق المنظار - اسمها الطبي الكامل بالانكليزية endoscopic submucosal dissection - أوضحت الكندري «انا الوحيدة التي تنفرد بإجرائها في الشرق الاوسط وهي مخصصة لازالة اورام المرحلة الاولى السرطانية من جدارن المريء والمعدة والامعاء، قبل ان تتطور وتتعمق. غالبا ما لا يشعر المريض بأعراض هذه الاورام، والكشف المبكر يفيده في ان تُزال في وقت مبكر ايضا قبل ان تستفحل». وتابعت «قبل اجراء العملية التي تستمر بين 5 و6 ساعات او حسب حالة كل مريض، نتأكد من سلامة الغدد الليمفاوية ونقوم باللازم دون استئصال اجزاء من المريء او المعدة او الامعاء».
وشددت على ان جراحتي (POEM) و(ESD) تتيحان للمرضى العودة الى ممارسة حياتهم الطبيعية، وتجعلهم يتفادون اي مضاعفات والبقاء في المستشفى لمدة طويلة، مشيدة بتعاون زملائها الاطباء في المستشفى الاميري وغيرها معها في تحويل الحالات المرضية التي تتطلب اجراء هاتين الجراحتين اليها.
ونوهت بالدعم الذي تلقاه من وزارة الصحة وقيادييها، وادارة المستشفى الاميري، وعلى رأسها المدير الدكتور علي العلندا الذي رحب بفكرة الجراحتين وساندها لكي تبصرا النور في مركز ثنيان الغانم، ما يجعل المستشفى يستقطب هذه الحالات وتكون مرجعية لها، خصوصا وانها انفردت بها حتى الآن، مضيفة ان الجراحتين تتطلبان معدات دقيقة تستوردها من الخارج مثل منظار شديد الحساسية وآلات تقطيع متخصصة واخرى مخصصة للنفخ التنفسي.
يذكر أن الكندري ألقت محاضرة عن الجراحتين في مستشفى القوات الجوية في مصر خلال 13 و14 و15 ديسمبر الماضي، وأجرت جراحة واحدة هناك ودربت الاطباء عليها، اضافة الى اجراء جراحات في أحد مستشفيات مدينة ميلانو الايطالية صيف العام 2018.

إشادات بمهارات الكندري

قابلت «الراي» في مركز ثنيان الغانم عدداً من المرضى الذين خضعوا لجراحة (POEM) على يد الكندري، فأشادوا بمهاراتها... الطالبة الاردنية إيمان خ. (25 سنة) كانت تعاني من اشد حالات تضخم عضلات اسفل المريء «الدرجة الرابعة»، وأعربت عن فرحتها الشديدة بنجاح العملية واحساسها بالارتياح بعد معاناة استمرت لاكثر من عامين. وقالت «كنت اعاني من اوجاع في الصدر والظهر وانتفاخ في المريء وتقيؤ دائم حتى لعصارة المعدة مصحوب بدماء احيانا، مع صعوبة في التنفس وهبوط حاد في الوزن بلغ 12 كيلوغراما، حتى انني عجزت عن شرب المياه. الا انني اشعر بارتياح تدريجي واتمنى ان تتحسن حالتي واعود الى حياتي الطبيعية».
من جهته، اكد المريض الكويتي حسن مصطفى صادق (62 عاماً) أنه عانى من تضخم العضلات «الدرجة الثانية» منذ العام 2016، ما جعله حتى يجد صعوبة في شرب المياه، ولكن الجراحة التي خضع لها في 23 ديسمبر الماضي حسنت من حالته وازالت آلام الصدر عنه. وقال صادق «لا زلت في مرحلة التعافي وأشعر بارتياح، وهذه الجراحة جعلتني اتفادى العلاج في الخارج».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي