وقفة مع الإفتاء

أسئلة تهم المسلمين كافة تلمس جوانب حياتهم وشؤون دينهم، يجيب عنها الأستاذ الدكتور محمد الطبطبائي.

الأضحية تكون في البلد المقيم فيه وما يرسل للخارج لن يضيع الأجر

لا يجوز التعدي على الخدم بحجة أنهم قد تركوا المنزل

السؤال: ماتت أمي وكنت صغيرة لم أرها، وكذلك والدي مات في بلد آخر، ولا أعرف عنه شيئا إن كان عليه دين، أو أوصى بشيء أم لا، فهل عليّ شيء؟ وماذا أقدم لهما بعد موتهما؟

الجواب: بالنسبة للوالدين طالما أنهما قد تُوفيا، ولم يصل إليكِ وصية منهما أو لم تعلمي بأن الوالد أوالوالدة قد وصّيا بشيء معين فليس هناك شيء عليك، وقد يدخل الإنسان في الشك والوسواس، ولكنني أنصحك بالنسبة للوالدين أن تتصدقي عنهما، تتصدقي وتنوي الأجر للوالد أو الوالدة، أو لهما معا، وكذلك بالنسبة لأداء الحج والعمرة منك أو من أولادك وتنوونها لوالديك، يعني كل عبادة بمعنى مرة للوالد، ومرة أخرى للوالدة، وليست عمرة واحدة للوالد والوالدة.

السؤال: أرسلت مبلغا من المال إلى سورية، ليضحوا عني هناك، فهل يجوز ما فعلته؟ أم يجب علي أن أشهد الأضحية؟

 بالنسبة للأضاحي في بلد آخر أقول دائما إن الأضحية تكون في البلد المقيم فيه، وما أرسلته لن يضيع الأجر عند الله، وإنما هذا أمر طيب فيه صلة، وتواصل مع الأقارب، وهذا أمر جيد ومطلوب في شريعتنا الإسلامية، واستمر على هذه السنة التي أنت عليها، وكذلك اذبح شاة في بلدك حتى تشهد أضحيتك.

السؤال: يأتي لنا مكاتب العمالة المنزلية بالخدم، وبعد شهر أو شهرين، يتركون العمل، ويشتغلون في مكان آخر، ونحن قد دفعنا الأموال للمكتب، فهل يجوز ضرب الخدم، بسبب هروبهم؟

لا يجوز التعدي على الخدم بحجة أنهم قد تركوا المنزل، أو يرغبون بترك المنزل، فبالنسبة للعقود الموجودة، هي عقود متى ما التزموا بها يأخذون المقابل، وما لم يلتزموا بها لا يأخذون المقابل، هناك عقد بينك وبين المكتب يوفر لك خادمة أخرى، ولكن لا يجوز للإنسان أن يتعدى على الخادم بالضرب أو بالشتم، أو بأي أسلوب من أساليب التعذيب لأن هناك عقوداً وتُطبق هذه العقود أو تشترط من البداية عقود معينة من حيث إنك تأخذ مبلغا معينا أوغيره، ولا تلجأ للعقوبات البدنية أو السباب أو نحو ذلك.

السؤال: أريد أن أحج لكن زوجي لا يسمح لي بالذهاب لأداء فريضة الحج، بحجة أن أولادنا صغار، ويقول لي من سيقوم برعاية الأولاد، مع أن أمي تكفلت برعايتهم إلى أن أرجع من الحج، علما بأني لم أحج حتى الآن، والحج فرض علي، وأحد إخواني سيذهب معي إلى الحج هذا العام إن شاء الله.

الجواب: بالنسبة للحج للمتزوجة أنتِ تستأذنين من الزوج، وقالوا: بأن الزوجة تُعلم الزوج بحج الفريضة ولا تستأذن من الزوج، هناك فرق بين الفريضة وبين النفل، كذلك الصلاة فليس هناك استئذان من الزوجة بأدائها لصلاة الفريضة، لنفترض أن الزوج يمنع زوجته من أداء الفريضة فإنه لا يحق له ذلك، ولا تسمع لهذا الزوج بفعل المعصية، وإنما تؤدي الفريضة. قال العلماء بأنه على الزوجة أن تُعلم زوجها بأدائها للحج، ولا تستأذنه، يعني ليس من شروط أداء فريضة الحج إذن الزوج في فريضة الحج، إذا كان حج الفريضة، أما في حج التطوع فلا بد من الاستئذان، ولكن من باب تطييب قلبه تستأذني منه وحتى لا يستيقظ الصباح فلا يجد زوجته ويجدها قد سافرت، وإنما تقوم بإعلامه وتشرح له هذه المسألة وأنها قد سألت فيها وقيل لها هذا الأمر.