No Script

دور الكويت الثقافي والتنويري... امتد إلى أجيال عدة

تصغير
تكبير

اختتمت ندوة القرين الرئيسية فعالياته التي امتدت على مدى يومين متتالين بجلستين صباحيتين أقيمتا في إحدى قاعات فندق كراون بلازا.
الجلسة الخامسة أدارها من الكويت عبدالله البشارة وشارك فيها من الكويت الكاتب عبدالعزيز السريع والكاتب خليل حيدر، ومن مصر الأستاذ الدكتور سليمان عبدالمنعم، وتحدثت عن «دور الكويت الثقافي والتنويري في النصف الثاني من القرن العشرين حتى العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين»
وقال السريع في ورقته البحثية: «تعرفت الكويت منذ نشأتها على العالم عبر طريقين: البر والبحر، فمن البر جاء تكوينها البشري المتنوع، ومن البحر تواصلت مع المدنيات الشرقية وانفتحت على الثقافات المتعددة في آسيا وأفريقيا، فضلا عن محيطها العربي المتحضر والذي تمثل في المدن العربية المتاخمة، مثل: البصرة والأحساء والبحرين وقرى نجد التي يتحدر معظم سكان حاضرة الكويت منها.. ومن البادية العربية الممتدة من حدود الكويت الجنوبية حتى أقصى الربع الخالي في المملكة العربية السعودية».
وتابع «إنها الكويت بلاد العرب، وهو شعار اتخذته في مطلع نهضتها بأن تكون الأوراق الرسمية تحمل ترويسة موحدة «الكويت بلاد العرب»، ومنذ تفتح وعيها أنشد شعراؤها لثورة الخطابي ولجهاد الفلسطينيين منذ العام 1936، وخلال تداعي الأحداث الكبرى كانت الكويت حاضرة بثقافتها العربية الواضحة بإيجابية في كل ما تجمع عليه الأمة شعبيا ورسميا، هذه ثقافة الكويت العربية».
واستطرد قائلا: «تبنت الكويت منذ البداية مفهوما واسعا للاستثمار في الثقافة. وقد وضع المشرفون على الجهد الثقافي الكويتي منذ ما قبل الاستقلال إلى اليوم في اعتبارهم ضرورة تطوير وسائل خدمة الثقافة في العالم العربي كله لا الكويت وحدها».
وأشار حيدر إلى التحولات الاجتماعية التي شهدها المجتمع الكويتي خلال هذه المرحلة، أي في النصف الثاني من القرن العشرين، وهي تحولات اجتماعية واسعة بعد أن تغيرت حياته الاقتصادية وتزايدت مجالات العمل فيها.
وقد لفت ازدهار الثقافة في الكويت انتباه الكثير من المثقفين والباحثين والإعلاميين داخل الكويت وخارجها. كما تطرق حيدر إلى اهتمام الصحافة الكويتية بالمسرح والسينما وفنون الموسيقى والغناء. وفتحت الصحافة الكويتية مجالا واسعا لكتاب القصة القصيرة على وجه الخصوص. وأشار إلى بداية المرحلة الثقافية مع أواخر الأربعينيات في مصر مع الطلبة الكويتيين المبعوثين.
وتضمنت ورقة عبدالمنعم «الصناعات الثقافية: إبداعٌ مظلوم لتنمية منشودة»، وفيها دعوة لتجاوز الجدل الدائر حول المصطلحات المستخدمة في موضوع الصناعات الثقافية على الرغم من ثرائه النظري والتأصيلي بهدف التركيز على ما هو أساسي ووظيفي في الموضوع ذاته.
وأضاف: «إذا تجاوزنا الاختلاف الحاصل بشأن المصطلحات والمفاهيم المستخدمة للدلالة على اقتصادات أو صناعات الثقافة والإبداع، والتي ربما كانت تعكس على نحو ما اختلافا موازيا حول مفهوم الثقافة والإبداع ذاتهما فإنه بوسعنا أن نعتبر من قبيل اقتصادات الثقافة والإبداع كل الأنشطة والسلع والخدمات التي تستهدف تنمية العقل والوجدان سواء كان الانفاق عليها حكوميا أو خاصا».
وجاءت الجلسة الرابعة تحت عنوان «هل الثقافة سلعة أم خدمة مساعدة ترفد التنمية؟»، وشارك فيها من السعودية الأستاذ الدكتور معجب العدواني ومن مصر الدكتور أيمن بكر والدكتور طارق الشناوي وأدارتها من الكويت الدكتورة ابتهال الخطيب.
في ورقته البحثية تحدث العدواني عن المكون الثقافي في صناعة الثقافة، مشيرا إلى الشعراء العرب القدامى الذين في معظمهم كانوا يتكسبون بقصائدهم، معتبر أن ذلك منافيا للأخلاق الثقافية، ومن ثم فقد عاد بتعريف الثقافة إلى جذورها التي جاءت من ثقف والتي تعني أن يكون الشخص حاذقا، في علم ما.
وخلص العدواني إلى حاجة الوطن العربي إلى بريستروريكا ثقافية تقوم على احترام مكانة الجماهير وتقدير صفاتهم وأدوارهم الحاسمة في صناعة الثقافة، لتعيد النظر إلى الثقافة من منظور مختلف كليا وتتذرع إلى ذلك بخلق السياسات الملائمة، لإعادة هيكلة المنتجات الثقافية بصورة مختلفة.
وأجرى بكر في ورقته البحثية مقارنة بين سوق الثقافة بالمعنى الضيق الذي يحصرها في العمل الإبداعي والفكري في مجالات اللغة والفنون والموسيقى والنقد، وسوقين أخريين أولاهما تبدو على المستوى السطحي سوقا تابعة لمجال الثقافة الفنية، خاصة الرسم والنحت، لكنها في العمق مضادة للثقافة عامة، هادمة لتفاعلاتها النشطة، والتي يقصد بها سوق المنتجات الفنية والثقافية المقلَّدة بصورة شائهة، أو ما يعرف اصطلاحا بالكيتش kitsch. أما السوق الثانية فهي سوق الإعلام الرياضي، وخص فيها الباحث فكرة المشاهدة التي تتخذ من المباريات الرياضية مادة تسويق، خاصة كرة القدم. وبدأ البحث بتحديد ما يطلق عليه المعنى الضيق لمصطلح «الثقافة»، والمعنى الواسع الذي يسوي بين مصطلحي «الثقافة» و«الحضارة». ثم تطرق إلى توضيح حدود السوقين الأخيرتين ومدى تأثيرهما في السوق الثقافية.
وقال طارق الشناوي في ورقته البحثية: «مع إطلالة العام الجديد الذي لم تمض منه سوى أيام قلائل تأتي تلك الندوة التي تتناول الواقع الاقتصادي للسينما العربية، والتي تُعقد ضمن لقاءات مهرجان «القرين» في دورته الـ 24 والذي بدأ فعالياته في العام 1994، ليمنح الثقافة والفن الكويتي والخليجي والعربي برمته زخما وألقا».
وختم: «يجب أن نلحظ أن نظرية الأواني المستطرقة تؤثر على السينما العربية، وأن الانتعاش السينمائي في دولة سيؤدي حتما إلى الانتعاش بنسبة ما في عدد من الدول العربية، خاصة تلك التي يعرض في أسواقها بنسبة كبيرة الفيلم العربي».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي