No Script

إضاءات / مبارك عبد الله المبارك الصباح... ورابطة الأدباء

| u062f. u0635u0628u0627u062d u0627u0644u0633u0648u064au0641u0627u0646* |
| د. صباح السويفان* |
تصغير
تكبير
من الصعوبة بمكان- في هذه الظروف الحياتية المزدحمة بالمتناقضات- العثور على شخصية تمتلك مواصفات الثقافة والأدب والتمسك بالمبادئ الوطنية والإنسانية الخلاقة.

أقول من الصعوبة... لأننا نعيش في زمن قلما تجد فيه إنسان يرى في الثقافة والأدب والفكر ملمحا مهما من ملامح الواقع الذي نعيشه، بعدما سيطرت كل صنوف الحياة الاستهلاكية على حياة الناس، خصوصا في ما يتعلق بالشباب، هؤلاء الذين إن أردت أن تتحرى مواقفهم الثقافية والفكرية واهتماماتهم ستجدها متجهة إلى طرق ومسالك واتجاهات لا تخدم العمل الثقافي، إلا ما ندر، وهؤلاء النادرون هم الذين نعتمد عليهم في النهضة الثقافية ونضع فيهم الأمل الكبير في تعمير الوطن وتأسيس مستقبله، بما هو خير له.

وحينما تعثر على شخصية شابة تمتلك المواصفات الثقافية والإنسانية المأمولة، فإنك ستشعر بسعادة غامرة، لأنك في هذه الحال، تكون قد عثرت على الإنسان الحقيقي، في زمن قلت فيه الروح الإنسانية وانتشرت الحياة الاستهلاكية الفجة.

لذا فإن سعادتنا كبيرة ونحن نتابع جهود ونشاطات الشيخ مبارك عبد الله المبارك في المجالات الثقافية والاجتماعية والوطنية، تلك التي تحمّل مسؤوليتها... تأكيدا لما تحمله روحه الشابة من إنسانية ورغبة في أن يكون عنصرا فاعلا في بناء نهضة وطننا الكويت.

ومن خلال هذه المواصفات التي يتمتع بها الشيخ مبارك عبد الله المبارك جاء توجهه لترميم مسرح رابطة الأدباء، وهو توجه يكشف ما يحمله المبارك من شخصية محبة للمثقفين والادباء، وساعية إلى أن يكون التركيز منصبا على هذه الرابطة التي تجمع المثقفين والأدباء، لممارسة انشطتهم وفعالياتهم فيها.ولم يأت هذا الاهتمام- بكل تأكيد- من فراغ وكيف يأتي من فراغ؟! وهو ابن رائد الثقافة والتنوير في الكويت الشيخ عبد الله المبارك- رحمه الله- الذي اسهم في بناء نهضة الكويت وتحمل مسؤوليته السياسية والثقافية تجاه وطنه، ولقد عبر الشيخ مبارك عبد الله المبارك عن ذلك في مقال نشر منذ فترة في جريدة «الراي» سطر فيه من وجدانه الكثير من الحب والتفاني في تقدير هذا الأب الذي اتسمت حياته بالعطاء والوطنية ليقول: «والدي الحبيب، صورك التي تملأ أرجاء المنزل، هي أجمل ما تقع عليه العين، دائما وفي كل نظرة تعني لنا الكثير وكأنها أصبحت لنا أيقونة نلجأ اليها في كل وقت، نخاطبك بألم وحسرة، وعزاؤنا أنك ترانا من العلياء وروحك باقية ترفرف فوق تراب هذا الوطن الذي عملت له بكل تفان وإخلاص».

كما أنه ابن الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، التي رفعت راية الكويت خفاقة في المحافل العربية والعالمية، من خلال ما قدمته من إبداعات فكرية وشعرية، بالإضافة إلى الجوائز التي رصدتها لشباب المبدعين العرب في كل المجالات الثقافية والسياسة والأدبية والفكرية والاقتصادية.

فالشيخ مبارك عبد الله المبارك... حامل راية العلم والأدب والثقافة، كما أنه رجل دولة وصاحب أخلاق حميدة ومستمع جيد للكبير والصغير، ومتحدث لبق يتقن اللغة العربية ويعشقها، وعلى أساس ذلك قام بدعم رابطة الأدباء من خلال المساهمة في ترميم مسرحها

ولا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر للشيخ مبارك عبد الله المبارك، لأنه تذكر رابطة الأدباء في الوقت الذي انشغل فيه الناس بالسياسة، ولم يعد للثقافة حظ من الاهتمام.

* رئيس تحرير مجلة «البيان» وأكاديمي بجامعة الكويت

alsowaifan@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي