No Script

عاصفة ردود... ديموقراطية وجمهورية وإعلامية

ترامب قد يتراجع عن قرار الانسحاب من سورية والمخرج يكمن في التحايل على الجدول الزمني

No Image
تصغير
تكبير

الرئيس الأميركي يتجاهل مستشاريه ويفاجئ  قادته العسكريين


ثارت ثائرة الأميركيين بغالبيتهم، جمهوريين وديموقراطيين، سياسيين وخبراء ومحللين، ضد إعلان الرئيس دونالد ترامب - وحده دون وزارة الدفاع - انسحاباً فورياً لألفي جندي أميركي ينتشرون في مناطق سورية شرق الفرات.
وسيطرت على البرامج الإعلامية دهشة حول القرار الرئاسي وخلفياته، وظهر إجماع مفاده بأنه، على عكس تغريدة ترامب، لم تصل الحرب ضد «داعش» الى خاتمتها.
وتأتي تشكيكات الأميركيين في وقت نشر المحقق العام في وزارة الدفاع (البنتاغون) تقريراً أشار فيه الى انه رغم تراجع سيطرة «داعش» على الأراضي الى واحد في المئة مما كان يسيطر عليه التنظيم في أيام ذروته قبل اربع سنوات، الا ان عدد مقاتليه ما زال يراوح بين 20 و30 ألفاً، وهو عدد أكبر بكثير من التقديرات السابقة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي).
ولحساسية الموضوع وأهميته، اجتاح الحديث عنه البرامج الإعلامية الداخلية في ساعات الذروة، رغم أنه يندر أن تتطرق البرامج الأميركية المعتادة لشؤون السياسة الخارجية للبلاد. وقارن عدد كبير من الخبراء الأميركيين بين إعلان ترامب، في قوله إن إدارته فرغت من عملية القضاء على «داعش»، مع الصورة الشهيرة للرئيس الأسبق جورج بوش الابن، بعد أسابيع قليلة على دخول القوات الأميركية العاصمة العراقية بغداد في العام 2003، يوم وقف بوش على متن سفينة حربية أميركية، تحت لافتة كتب عليها «تمت المهمة». صورة بوش تلك تحولت الى فأل سيئ ما زال الخبراء يكررون الإشارة إليها في كل مرة يتحدثون عن أي إعلان تدلي به واشنطن حول إنجاز أي مهمة تكون غالبا غير منتهية.
وفي مجلس الشيوخ، شن الأعضاء من الحزبين هجوما ساحقاً ضد ترامب وإدارته، واستدعوا نائب الرئيس مايك بنس، وصبوا عليه جام غضبهم.

ومع نهاية اليوم، كان جلياً أن ترامب اتخذ قرار سحب القوات من سورية منفرداً، وعلى اثر مكالمة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ومن دون استشارة أي من اركان ادارته، ولا حتى إبلاغ أي منهم بقراره، بما في ذلك بريت ماكغورك، المبعوث الأميركي إلى التحالف الدولي للحرب ضد «داعش». كذلك، لم يتبلغ المبعوث المكلف الملف السوري السفير جيمس جيفري بالقرار، بل طالعه على «تويتر».
وتوصلت غالبية المعنيين الى استنتاج مفاده بأن جناحاً واسعاً داخل الإدارة يعارض الانسحاب الأميركي من سورية، ويقوده مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي سبق أن صرح مراراً بأن القوات الأميركية باقية في سورية لضمان عدم عودة «داعش»، وكذلك لمواجهة تمدد النفوذ الإيراني.
وسط الارتباك الواسع والامتعاض الذي واجه البيت الأبيض من كل زوايا واشنطن، علمت «الراي» من مصادر في الكونغرس أن ترامب قد يتراجع عن قراره، وإنما من دون الإعلان عن ذلك، وأن المخرج لهذه الأزمة يكمن في التحايل على موعد الانسحاب أو الجدول الزمني المطلوب لإتمامه.
وكانت البنتاغون ألمحت إلى أن الانسحاب يستغرق بين 60 و100 يوماً، في أقل تقدير، ويمكن أن تمدد الوزارة المهلة المطلوبة لإتمام الانسحاب وربطها بأجل غير معلوم.
وعلى برنامج رايتشل مادو التلفزيوني، الأكثر مشاهدة أميركياً، قالت مادو: «لا نعلم متى سيحصل الانسحاب، ان كان سيحصل». وأضافت أن حجة الرئيس غير صحيحة، «فداعش لم ينهزم بعد، وهذا ما أكدته تقارير وزارة الدفاع».
وأشارت إلى أن خطوة ترامب سببها طلب أردوغان، وأن الأخير خاطب ترامب بالقول «انت يا ترامب، انسحب من سورية الآن»، وان ترامب أجاب أردوغان بالقول «أمرك سيدي». وختمت مادو: «هذا هو شكل الحكومة التي يتخذ رئيسها قراراته منفرداً، ويعلم بها الجميع عبر تويتر».

الأنسحاب ينهي الضربات الجوية على «داعش»

الرئيس الأميركي: حان الوقت ليقاتل آخرون في الشرق الأوسط

واشنطن - وكالات - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة «لا تريد أن تكون شرطي الشرق الأوسط»، وذلك عقب قراره سحب القوات الاميركية من كل الأراضي السورية والذي أثار قلقاً في الولايات المتحدة وردود فعل لدى حلفاء واشنطن الذين أكدوا استمرارهم في مواجهة تنظيم «داعش».
 وكتب ترامب في تغريدة: «هل تريد الولايات المتحدة أن تكون شرطي الشرق الأوسط؟ وألا تحصل على شيء غير خسارة أرواح غالية وإنفاق آلاف تريليونات الدولارات لحماية أشخاص، لا يثمنون في مطلق الأحوال تقريباً ما نقوم به؟ هل نريد أن نبقى هناك الى الأبد؟ حان الوقت أخيراً لكي يقاتل الآخرون».
 هذا الإعلان المفاجئ الذي يحدث تغييراً عميقاً في ميزان القوى على الساحة السورية، حيث لروسيا وزن كبير، جاء وسط حالة من الارتباك ليعزز صورة رئيس معزول حول هذا الملف داخل إدارته.
 وينتشر حاليا نحو ألفي جندي أميركي في شمال سورية ولا سيما من القوات الخاصة التي تشارك وتنسق القتال ضد «داعش» وتدرب قوات سورية وكردية في المناطق المستعادة منه.
 في الفترة الأخيرة، حذر عدد من كبار المسؤولين الأميركيين من انسحاب متسرع يطلق يد روسيا وإيران حليفي الرئيس بشار الأسد في سورية.
 وكتب ترامب على «تويتر»، أمس، أن «روسيا وإيران وسورية والعديد غيرهم ليسوا مسرورين بخروج الولايات المتحدة رغم ما تقوله الأخبار الكاذبة، لأن عليهم الآن قتال تنظيم الدولة الإسلامية وغيره ممن يكرهونهم، من دوننا».
 وقال: «أنا أبني أقوى جيش في العالم على الإطلاق. إذا قام تنظيم الدولة الإسلامية بضربنا فيكون حكم على نفسه بالهلاك».
ومساء الأربعاء، أعلن في رسالة بالفيديو بُثت على موقع «تويتر» عن القتال ضد التنظيم، «لقد انتصرنا. لقد دحرناهم وأنزلنا بهم هزيمة قاسية. لقد استعدنا الأرض. لذا فإن أبناءنا، شبابنا من النساء والرجال (...) سيعودون جميعا، وسيعودون الآن».
 وفي مواجهة الانتقادات الصادرة من سياسيين جمهوريين وديموقراطيين، شدد ترامب في رسالته المسجلة على أن هذا هو التوقيت الصحيح لمثل هذا القرار. وقال «انهم يستعدون، وسترونهم قريبا جدا. هؤلاء هم أبطال أميركيون كبار».
وأبلغ مسؤولون أميركيون، «رويترز»، إن القادة العسكريين على الأرض قلقون كذلك من عواقب الانسحاب السريع.
وأكدوا أن أمر سحب القوات يشير أيضاً إلى نهاية الحملة الجوية الأميركية على «داعش» في سورية.
وتفيد بيانات للقوات الجوية بانه تم قصف أهداف في سورية والعراق بأكثر من 100 ألف قنبلة وصاروخ منذ العام 2015.
وذكر المسؤولون إن مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسورية جيم جيفري ألغى اجتماعات في الأمم المتحدة كانت مقررة أمس، لبحث عملية السلام السورية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي