No Script

أصبوحة

ترامب فتح باب الجحيم عليه

تصغير
تكبير

أثار الرئيس دونالد ترامب زلزالاً سياسياً في الشرق الأوسط بل وفي العالم أجمع، بقراره نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الشريف. وشمل هذا الزلزال العرب والدول الإسلامية وأيضاً الأوروبية التي ترى أن القرار غير مدروس ولم تُحسب تداعياته، وقد يشكل بؤرة لتجديد الصراع العربي - الإسرائيلي، حيث يستفز هذا القرار مشاعر العرب ومشاعر جميع المسلمين في العالم.
فإضافة إلى ضغط التيار المحافظ على ترامب ليأخذ هذا القرار الذي لم يجرؤ عليه رؤساء الولايات المتحدة السابقين، كانت حسابات الرئيس الأميركي خاطئة وغير دقيقة، باعتقاده أنه هيأ للمصالحة العربية - الإسرائيلية من خلال اتجاهات تطبيعية مع العدو الإسرائيلي، وأن جبهة المقاومة في فلسطين وسورية ولبنان وبقية الدول العربية قد ضعفت، وظن أن رضوخ بعض الأنظمة العربية يعني رضوخ شعوبها أيضاً، لكن فاته أن الشعوب تصمت على مضض ولكنها تثور وتنهض إذا مست كرامتها.
وترامب الذي دفعه غروره وصلفه لاتخاذ مثل هذا القرار الأهوج، خالف القرارات الشرعية والمواثيق الدولية، وقوض كل مباحثات السلام، فلمدينة القدس وضع خاص، فهي رمز ديني وتاريخي وسياسي للعرب بكل دياناتهم، واحتلالها من قبل الصهاينة هو استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين، باعتبارها أولى القبلتين.


ومشروع تهويد القدس هو مشروع صهيوني قديم، لم تستطع إسرائيل تنفيذه بسبب مقاومة الشعوب العربية له، ولكن القرار الأميركي يعتبر تراجعاً في الدفع بعملية السلام، وإخلالاً بالموقف السابق من مسألة القدس، ولإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
وتدرك الدول الأوربية بحنكتها السياسية وأيضاً بعض الأوساط في الإدارة الأميركية، خطورة مثل هذا القرار الذي سيستفز الفلسطينيين والعرب والمسلمين... أنه ليس أول قرار أحمق يصدره الرئيس الأميركي، لأنه ليست له خبرات في السياسة الدولية، وأنه يعرض بذلك المصالح الأميركية للخطر، كما أنه يعطي الذريعة للجماعات الإرهابية، للقيام بأعمال تسبب القلق للشعوب الأميركية والغربية سيكون ضحاياها أبرياء، ليعود العالم إلى دوامة الإرهاب التي لم يقض عليها فكرياً، وسيوقظ السخط الوطني والقومي والإسلامي لدى الشعوب العربية والإسلامية. وهو في النهاية ليس في مصلحة أميركا والغرب، وسيقوض مشروعها الرامي إلى شرق أوسط جديد على حساب التفوق الإسرائيلي، وأن ترامب فتح باب الجحيم عليه وعلى إسرائيل.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي