فوائد دراسة الشمائل المحمدية

تصغير
تكبير
إن المراد بالشمائل هي خصال الإنسان وأوصافه وخلاله وأخلاقه وآدابه ونحو ذلك، يقال فلان حسن الشمائل أي حسن الأخلاق، ولاشك أن أفضل الخصال وأحسن الأخلاق هي أخلاق وخصال وشمائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله جل وعلا قد خصه بأجمل الصفات في هيئته البهية، وطلعته الجميلة وصفاته العالية الرفيعة صلوات الله وسلامه عليه، وخصه بأكمل الأخلاق وأطيب الآداب، وجعله أسوة للعالمين وقدوة لعباد الله أجمعين، قال الله تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» سورة الأحزاب: آية 21، وهذه الآية كما قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره: «أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله» ومن المعلوم أن التأسي به صلى الله عليه وسلم والاقتداء به فرع عن العلم بشمائله وخصاله، إذ لا يتأتى الاقتداء به ولا اتباع منهجه ولا لزوم هديه إلا بمعرفة سيرته وشمائله وخصاله وخلاله العظيمة، ولهذا كان متأكداً على كل مسلم أن يعنى بدراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله عناية مقدمة على العناية بغيره من البشر، ولأنه صلى الله عليه وسلم أزكى البشرية وخير العباد وقدوة العاملين وسيد ولد آدم أجمعين، وأحسن من ألَّف في هذا الباب هو الإمام محمد بن عيسى الترمذي صاحب السنن في كتابه النافع «الشمائل المحمدية»، وفي دراسة شمائله صلى الله عليه وسلم ومعرفة خصاله وخلاله فوائد عظيمة منها:-

أولاً: ان من واجبات أهل الإيمان،الإيمان به صلى الله عليه وسلم ولا يكون ذلك إلا بمعرفته ولا يتأتى ذلك إلا بمعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية والأوصاف الكاملة.

ثانياً: ان معرفة شمائله تستوجب محبته التي هي فريضة افترضها الله جل وعلا على عباده.

ثالثاً: ان الله تعالى جعله قدوة للعباد وأسوة للناس وأمر باتباعه والسير على منهاجه، فهو الإمام الأعظم والقدوة الأكمل، وهذا فرع عن معرفة خصائصه وشمائله.

رابعاً: ان الله تعالى جعله أولى بالمؤمنين من أنفسهم، لأنه بذل لهم النصح والشفقة والرأفة، ولهذا وجب على الأمة أن يعرفوا مكانته العظيمة وشمائله وخصائله.

خامساً: ان الله تعالى أقسم في القرآن الكريم على كمال خلقه وعظمته.

سادساً: ان الله تعالى أمر العباد بالصلاة والسلام عليه والاقتداء به.

سابعاً: ان شمائله وسيرته العطرة صلى الله عليه وسلم تعد منهج حياة لكل مسلم يرجو لنفسه الخير والرفعة والحياة الكريمة في الدنيا والآخرة، ويربى عليها الأبناء وينشأ عليها الأجيال.

ثامناً:ان معرفته صلى الله عليه وسلم من أعظم الأمور التي تزيد من الإيمان.

إلى غير ذلك من الفوائد العظيمة والثمار الجليلة التي يجنيها من يكرمه الله تعالى لدارسة شمائله صلى الله عليه وسلم، فمن أراد أكمل الآداب وأطيب الأخلاق فلن يجدها إلا في خلقه وهديه وأدبه صلى الله عليه وسلم.

* ماجستير في الشريعة الإسلامية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي