No Script

ضوء مدير تحرير «الأنباء» وقّع على نسخ منه في مكتبة «آفاق»

محمد الحسيني يبحث في جذور الثورات السلمية ... عبر كتابه «دروب على الربيع»

تصغير
تكبير
| كتب مدحت علام |

دشن مدير تحرير جريدة «الانباء» الزميل محمد الحسيني مساء اول من امس في مقر مكتبة «آفاق» رؤيته التحليلية والاستشرافية للربيع العربي، وذلك عبر كتابه «دروب على الربيع... إضاءات على ثورات العصر السلمية وجذورها».

وبرعاية رئيس تحرير جريدة «الانباء» الزميل يوسف خالد المرزوق وبحضور نخبة من الكتاب والمثقفين والمهتمين بالشأن الابداعي والمعرفي وقع الحسيني على كتابه، الذي يعبر من خلاله عن انطباعاته واهتماماته بالثورات العربية، التي قلبت كل الحسابات والتوقعات، واسهمت في ايجاد ملامح جديدة للشارع العربي في مستوياته السياسية والاجتماعية والثقافية وصولا الى الاقتصادية.

ومثل طباعه الهادئه وشخصيته المريحة، جاء كتاب الحسيني كإضافة مهمة للمكتبة العربية، واطلالة مستنيرة ومختلفة للواقع العربي في خضم هذه الثورات العربية المتلاحقة، وذلك عبر اسلوب شيق وبسيط، وفي الوقت نفسه مع رغبة القارئ العادي والمثقف في معرفة الاحداث في تواترها وتسلسلها بسلاسة ويسر.

وشهد حفل توقيع كتاب الحسيني حضورا ملحوظا من كافة الاطياف، تعبيرا عما يتضمنه الكتاب في متنه من معلومات عكف الحسيني على تحصيلها ومن ثم ترتيبها من اجل تسهيل مسألة الفهم لدى القارئ، وجعله على جادة الحقيقة، بكل ما تحمله من معان وقيم.

والكتاب - الذي يقع في 200 صفحة ممن القطع الكبير والغني بالصور والمقدم بطباعة فاخرة - يلقي الضوء على الثورات السلمية وجذورها استنادا الى دراسة اعدها المؤلف عام 2007 ونشرها في حينه بجريدة «الانباء» ثم جاء الربيع العربي ليكمل سلسلة هذه الثورات ويكون معها موضوعا للكتاب.

وبمناسبة التوقيع قال الحسيني: «ان الكتاب ليس دراسة اكاديمية او توثيقية صرفة وتقليدية رغم انه يصلح كمرجع يتضمن تفاصيل كثيرة ودقيقة عن ثورات الشعوب السلمية، لكن الهدف الرئيسي منه كان التوجه الى القارئ العربي العام وغير المتخصص في العلوم السياسية الذي فاجأته الثورات التي انطلقت في 2010 وتستمر الى اليوم ويهمه ان يقرأ اكثر عنها في عمل مصوغ بسلاسة وسهولة وبأعلى درجات الوضوح والتركيز على الاحداث الاساسية وتسلسلها وترابطها».

واضاف «هناك عشرات الثورات السلمية البارزة وحركات الاحتجاج التي شهدها العالم على مدى القرن الماضي ركزت على مجموعة منها في هذا الكتاب شعرت انها الاقل حضورا في المراجع العربية رغم انها اثرت بشكل كبير مباشر في تطورات الربيع العربي.

وتوجه الحسيني بالشكر الجزيل الى رئيسة تحرير «الانباء» السابقة بيبي خالد المرزوق، مؤكدا انه لولا مساندتها وتدريبها له على اسس المهنة الصحافية وثقتها بتوليه مسؤولية ادارة تحرير «الانباء» بعمر الـ27 لما تمكن من النجاح في مجال الصحافة وانجاز هذا العمل كما توجه بالشكر الى رئيس تحرير «الانباء» الزميل يوسف خالد المرزوق على دعمه الشخصي وتشجيعه وعلى كتابته مقدمة الكتاب وكذلك مستشار الادارة العامة الزميل يوسف عبدالرحمن على نصائحه وتوجيهاته التي اثرت العمل.

كما شكر المؤلف المخرج الفني حسن ماهر والمنفذ الفني احمد حسن اللذين توليا اخراج وتنفيذ الكتاب حتى ظهر بصورته النهائية والزملاء في مركز المعلومات في «الانباء» برئاسة الزميل محمد طلال ناصر.

يبدأ الكتاب بمقدمة عامة حول الربيع العربي وتداعياته كامتداد لحركات مشابهة شهدها غير مكان في العالم، ويشير الى ان الغرب وتحديدا الولايات المتحدة كانت على يقين بأن تغييرا ما سيحصل في العالم العربي، لكنها لم تكن تدرك اين ومتي سينطلق فكانت البداية من تونس.

وفي تصريحه لـ«الراي»: اشار الحسيني الى انه بدأ في تأليف الكتاب منذ العام 2007 حتى العام 2010، مهتما بالاحداث السياسية في العالم العربي، ثم الاهتمام بالمواضيع التي تهم عامة الشعوب، وذلك من خلال تحليل ورصد الثورات الماضية، التي حدثت في العالم.

وانه ربط في مقدمة وخاتمة الكتاب الثورات بعضها ببعض من خلال اسبابها ودوافعها والتركيز على الشخصيات التي برزت في خضم هذه الثورات.

وأكد الحسيني في حديثه مع «الراي» على حرصه في ان يكون كتابه مصورا لانه موجه للقارئ بكل توجهاته وتطلعاته، وانه صيغ بطريقة سلسلة ليستطيع القارئ الوصول إلى المعلومة بسهولة.

كما اجاب الحسيني عن سؤال يتعلق بدور الانسان البسيط في تحريك ثورات الربيع العربي، بتأكيده على ان كل انسان الآن اصبح لديه القدرة على التغيير بفضل الفضاء الالكتروني الذي يتسع لكل صاحب رأي ورؤية.

واستطرد في حديثه عن معايير الحاكم الرشيد، والتي تحكمها المعاهدات الدولية، وهو الحاكم الذي لديه القدرة والرغبة في التنمية البشرية، ومحاربة الفساد، والمساوات وغيرها.

وحرص الزميل محمد الحسيني في كتابه على ان يكون منسقا من خلال فصلين تحدث في الاول عن «تونس ... الشعب يريد»، مركزا على حادثه مزار الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وما لعبته الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة من دور مهم ومحوري في هذه الثورة التي تخلص فيها الشعب التونسي من حاكم مستبد وظالم.

ومن اجل وضع القارئ في الحدث، فقد وضع الحسيني في نقاط بسيطة تسلسلا للأحداث التي تضمنتها الثورة التونسية.

وفي الفصل الاول نقرأ «مصر ... ثورة الفيسبوك»، كي يحتل تاريخ 25 يناير مكانة مهمة في الوجدان المصري، مثلما احتل تاريخ 14 يناير حدثا مهما في الوجدان التونسي، مؤكدا ان الثورة المصرية حملت كثيرا من التميز والاستثناء التاريخي الذي ابهر العالم على مستوى الثورات الشعبية السلمية.

كذلك وضع المؤلف تسلسلا زمنيا لاهم الاحداث في مصر منذ ثورة 25 يناير.

وفي الفصل الاول - كذلك - نقرأ «الثورة الليبية ... نهاية القذافي»، وذلك عقب خروج اهل بنغازي في 15 يناير 2011 إلى شوارع المدينة احتجاجا على اعتقال فتحي تربل، ومن ثم اجتاحت الثورة كل ربوع ليبيا، لينتهي الحال بمقتل الطاغية معمر القذافي وتفكيك ميليشياته المدمرة.

وكذلك نقرأ في الفصل نفسه «اليمن ... الثورة تنجح بمساعدة المبادرة»، وأوضح المؤلف ان اجواء «الربيع اليمني» ساهمت في توحيد فصائل المعارضة التي كان يواجهها صالح بشراسة، ومثلما وضع الحسيني تسلسلا زمنيا للاحداث في تونس ومصر وليبيا وضع كذلك تسلسلا زمنيا لاهم الاحداث خلال الثورة اليمنية.

وفي الفصل الثاني تحدث الحسيني عن احداث 1968 في فرنسا... منع الممنوع، مؤكدا ان ثورات الربيع اليوم تستلهم روح احداث 1968 الشهيرة في فرنسا التي هزت اوروبا والعالم في حينه، ولا تزال اصداؤها تتردد إلى اليوم.

ثم تحدث المؤلف عن «الفيليبين... الثورة الصفراء انهت 20 عاما من ديكتاتورية ماركوس بشعار ارحل واللون الاصفر»، وكذلك «رومانيا ... الديكتاتورية ونية التوريث اطاحتا بتشاوشيسكو في ثورة 1989، بالاضافة إلى ثورة تشيكوسلوفاكيا المخملية... غيرت وجه اوروبا»، وتطرق الحسيني - كذلك - في الفصل الثاني من كتابه لـ «سقوط جدار برلين... ثورة الثورات»، إلى جانب حديثه عن خوض دول البلطيق - بالغناء ثورتها... فتحررت من الاتحاد السوفياتي، إلى جانب موضوع يتعلق بـ «يوغوسلافيا... ثورة البلدوزر اطاحت بميلوسيفيتش اكبر ديكتاتوريي العصر الحديث»، و«الارجنتين... ثورة الطناجر اتت بخمسة رؤساء في اسبوعين»، و«جورجيا ... بالورود وشعار كفاية اطاحت الثورة الوردية بنظام شيفارنادزه»، بالاضافة إلى «ثورة اوكرانيا البرتقالية ... انشودة ديموقراطية عابرة»، و«قيرغيزستان... ثورة التوليب... الثورار اطاحوا بالرئيس ثم اختلفوا».

وتحدث المؤلف في الفصل الثاني عن «ثورة غاندي... مارتن لوثر كينغ... روزا باركس... وما نديلا نجوم سطعت في سماء النضال السلمي»، ثم ثورة 1884 في اوروبا».

وجاءت الخاتمة تحت عنوان «ثورات الالوان... طريق بدأ ولن ينتهي» مشيرا فيها المؤلف إلى حتمية استمرار هذه الثورات في ظل العمل المبني على التوعية بحقوق الانسان في العالم وان باشكال مختلفة قد لا تكون بالضرورة ضد نظام سياسي بعينه، وانما ضد منظومة اقتصادية وسياسية كما حصل في حركتي «احتلوا» و«غاضبون» اللتين اجتاحتا عواصم العالم خلال آخر سنتين.





ملاحظات ... على «الربيع العربي»

 

سجّل مدير تحرير «الأنباء» الزميل محمد الحسيني في مقدمة كتابه ملاحظات عدة على الربيع العربي وذلك عبر النقاط التالية:

1 - الاحداث ارتدت لباسا مشابها للاحتجاجات التي شهدتها دول شرق وجنوب أوروبا في حقبة انهيار الانظمة الشيوعية في الثمانينات والتسعينات ثم الثورات التي اندلعت لاحقا في جورجيا وأوكرانيا وغيرهما.

2 - استفاد الثوار من التطور الهائل في وسائل الاتصال بما عزز تواصلهم مع بعضهم ومع الخارج.

3 - بعض كوادر النشطاء الذين شاركوا في ثورات في أوروبا كـ «ثورة البلدوزر» في صربيا تواجدوا على الارض الى جانب «الثوار».

4 - تبين لاحقا ان كثيرا من جمعيات حقوق الانسان والمجتمع المدني التي لعب كوادرها دورا كبيرا في تحريك الشارع تتلقى تمويلا مباشرا وضخما من الولايات المتحدة الاميركية، وهو ما برز بشكل خاص في مصر ولبنان (ثورة الأرز 2004).

5 - على غرار «بي. بي. سي» و«سي. ان. ان» والدور الذي لعبته في دعم ثورات الالوان السابقة في أوروبا، بدا ان فضائيات عربية ظهرت لاحقا خصوصا الجزيرة والعربية - لاسيما الاولى - كانت مستعدة للعب دور اكبر واكثر صراحة ومباشرة في دعم الثورات بشكل موجه.

تعامل الفضائيات ودورها يصلح بحد ذاته ليكون موضوعا لكتاب متكامل نظرا لعمق تأثيرها ودورها الحاسم الذي دفع برؤساء للتصريح حول ذلك واذكر هنا 3 تصريحات مباشرة ومنقولة عن كل من الرئيسين السابقين المصري حسني مبارك واليمني علي عبد الله صالح اللذين ذهبا الى حد الطلب من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني صراحة ان يأمر بوقف حملات الجزيرة على بلديهما.

بدوره، وان لم يسم الجزيرة بالاسم كرر الرئيس السوري بشار الأسد في اكثر من مكان ان «الاعلام» هو الاداة الاخطر التي تستخدم ضد نظامه.

6 - برز الحديث عن دور مؤسسات منها «أكاديمية التغيير» ممولة من الغرب او جهات عربية حليفة له هدفها تدريب الكوادر القادرين على اطلاق وتغذية الاحتجاجات السلمية بهدف دمقرطة المجتمعات وإسقاط الانظمة الديكتاتورية على الاقل في الظاهر.

اذاً مما سبق، يمكن القول ان الغرب كان يترقب ان لحظة ما ستأتي وتحمل التغيير على غرار ما حصل في دول أوروبا الشيوعية لكن ما كان مجهولا هو الموعد والظروف وشرارة البداية او السبب المباشر وكأنما التغيير كان أشبه بطبخة تُطبخ على نار هادئة.

وقد تفاوت نجاح الاحتجاج السلمي، فبينما نجح بشكل كامل في تونس ومصر، فشل في ليبيا (تطور الى حرب ثورية) وسورية، ووجد له حلا سياسيا في اليمن بعد اشهر طويلة لكنه تأمن في النهاية بمخرج سياسي تمثل بالمبادرة الخليجية التي نصت على نقل صلاحيات الرئيس علي عبد الله صالح الى نائبه منصور عبدربه هادي ثم انتخاب الاخير رئيسا توافقيا لمرحلة انتقالية يتخللها تطهير المؤسسات العسكرية والاستخباراتية من نفوذ رجال صالح ونظامه.

 



كلمتان في كتاب



تضمن الكتاب كلمتين جاءتا في مقدمة الكتاب الأولى بقلم رئيس تحرير جريدة «الأنباء» الزميل يوسف المرزوق تحت عنوان «الربيع العربي بمجهر الحسيني».

أما الكلمة الثانية فجاءت بقلم مستشار الادارة العامة في جريدة الأنباء الزميل يوسف عبد الرحمن تحت عنوان «بانوراما محمد الحسيني».





اهداء

 

أهدى المؤلف كتابه:

إلى كل من سالت دماؤهم

... الدماء التي تسيل عند قتل الأحلام

لا تقل حرمة وغزارة عن تلك التي

تسيل عند قتل الإنسان.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي