No Script

أوراق ملونة / الطراز الفاطمي في بناء المساجد

تصغير
تكبير
| بريشة وقلم علي حسين الجاسم |

يرجع الطراز الفاطمي في بناء المساجد نسبة الى الدولة الفاطمية «358-567هـ/ 969-1172م»، التي حكمت تونس، ومصر، والشام وعلى فترات في ليبيا والجزائر، والمغرب وأجزاء محدودة من غرب الجزيرة العربية وصقلية وكان لها نفوذ قوي في شمال السودان عبر إمارة الكنوز، حيث تميزت ذلك الطراز بعدة ظواهر معمارية منها استخدام الحجر المنحوت لأول مرة في واجهات المساجد بدلا من الطوب، ثم تزيين هذه الواجهات بالزخارف المنوعة المحفورة على الحجر. وتميز قباب المساجد بالصغر والبساطة سواء من الداخل او الخارج, أما الزخارف المعمارية فقد بلغت غاية في الجمال سواء أكانت في الجص أم في الكتابة الكوفية المزهرة التي كانت تحتل الصدارة في المحاريب واطارات العقود والنوافذ. وكذلك الزخارف المحفورة في الخشب سواء في الأبواب أو المنابر أو المحاريب المنقولة أو في الروابط الخشبية التي تربط العقود.

ويذكر المؤرخون ان الطراز المعماري الفاطمي اختلف ملمحه وشكله خلال العهد الفاطمي فقد كان يتميز في بدايات الدولة الفاطمية في افريقيا «تونس» بالبساطة مع تأثر كبير بالمعمار البربري المحلي، والمعمار المراكشي والمعمار الأندلسي المجاورين وأحسن نموذج للمعمار في هذا العصر مسجد المهدية في تونس, الا انه بعد انتقال دار الحكم الى مصر وتأسيس مدينة «القاهرة» على يد القائد جوهر الصقلي ظهر تأثير المصريين الذين اعتادوا الضخامة في البنيان في بناء المساجد الفاطمية فكان جامع الازهر كأقدم اثرمعماري فاطمي في مصر «359 - 361 هجرية»/ (970 - 975 م». دلالة التغيير , فقد اتخذ شكلا مغايرا وجميلا دون بقية مساجد مصر العتيقة, وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وإشادة بذكراها.





* كاتب وفنان تشكيلي

Ali_watercoulor@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي