No Script

بورتريه / رولا الغائبة ... عندما تمطر الذكريات «صداماً» ودموعاً !

تصغير
تكبير
رحلة في «أميال» السياسة ، من مقعد «نائب» إلى مقعد وزير خاضتها رولا دشتي بخطوات لا تهدأ ... في قاعة عبد الله السالم طبعت رحلتها «بديناميكية» لافتة قبل الغياب ، لتعود «السيرة» إليها كونها صاحبة رصيد الصدامية والانفعالات الأكبر .. في «المجلس».

لم تستقر .. في «القاعة» ، حيناً تنحني على كتف نائبة وحيناً تشد على يد وزير ، وتعتلي «المنصة»، لتترجل بعد لحظات ومعها رسالة الى أحد النواب .

وفي حركتها المتواصلة هي صاحبة إيماءات خاصة تلتقطها عدسات الكاميرا لتكمل بها «الصورة» .. لسياسية مهمة ، اختتمت «حراكها» البرلماني الكثيف غيابا كلياً عن «المشهد»!

درست الاقتصاد وحملت شعار « نقدر» عند الترشح لعضوية مجلس الأمة في عام 2008 مؤكدةً «الحياة الكريمة لكل مواطن»، و « مذكرةً بالتحديات «الثقيلة» ، وواصفةً الحلول العملية «، بعيداً عن الشعارات والسجال السياسي» كما جاء بصدر خطابها السياسي وقتذاك .

لكن رولا كانت صاحبة اول «دموع نسائية» تحت قبة عبد الله السالم محيلةً السجال .. إلى بكاء حين دخلت «المجلس» في عام 2009 شاكيةً من ظلم» زميلها النائب سعدون حماد لها على خلفية حديثه في قضية ما عرف ب»الفحم المكلسن» ما جعلها تجهش بالبكاء معلنة «اقسم بالله العظيم ما انتهكت المال العام».!

كانت انفعالات الدكتورة رولا في مواجهة المواقف السياسية الحادة مثار الحديث حول «افتعالات» محتملة ، وفي حين قارب البعض مواقفها الباكية بـ»ميكافيلية « السياسة ، بدت غاية إقناع الجمهور مبرراً للدموع .! لكن «الصدامية» المباشرة كانت تهمةً مكررة في حالة سياسية استخدمت «السلاح النسائي» التقليدي علي عكس زميلتها في الدورة البرلمانية ذاتها أسيل العوضي التي تمثلت بالعقلية الرجالية في سلوكها السياسي ، و كانت «بألف رجل» كما قيل ، ورفعت لها العقل في آخر «الجلسة» ...هكذا أيضاً انتهى «الحلف النسائي» بين رولا وأسيل بـ»هوشة» وسط «المجلس».!

كانت لكنة رولا اللبنانية محلاً للتندر، وسط «طق مطاقق» وصخب اتهمت به سلوك بعض البرلمانيين مثيرةً الانتقادات من كل حدب وصوب لعدم إجادتها لغة الشعب ... الذي تمثله!. لكن رولا وهي من أم لبنانية اضطرت أن تعيد « القسم» في مجلس الأمة «مرة ثانية « منعاً «للازدواج» في اللغة!.

احتلت رولا دشتي مقعد وزير دولة لشؤون التخطيط والتنمية ووزير دولة لشؤون مجلس الأمة عوداً على بدء « تخصص «.. الاقتصاد الذي درسته ولتغدو مجدداً بين «نائب» و»وزير» . لكن الموقع بين « المجلس» والحكومة كان علامةً فارقة في مسيرة رولا دشتي السياسية .. لتبدو خطواتها السريعة بين طرفي سلطة مثاراً لأخذٍ ورد ،على اعتبار أن دورها هو «الأمة» التي انتخبت لتمثيلها لا الحكومة .

لكن «الكرسي» الذي نالته مرتين خرجت منه بصوت من «الأمة» أيضاً بعد استجواب لها على خلفية تعيينها لعراقي في مكتبها .

رأى مؤيدو رولا أنها كانت ضحيةً لممارسات سياسية لم توجدها ، بل كانت موجودة أصلاً ! ويمارسها حتى خصومها ، ضاربين المثل بالتعيينات للأقرباء «والتنفيع» الذي يمارسه الكثير، لكن رغم ذلك حضرت التجاوزات في ملفات رولا خصماً رئيسياً لتنتقل من بلاغات ضدها إلى النائب الْعَام من نواب ومحامين في مشروع «الفحم المكلسن» وخمسين مليوناً القرض من البنك الصناعي «للجمعية الاقتصادية»إلى رقم سبع مليارات ونصف المليار دينار تم صرفها من ميزانية خطة التنمية لعام 2009 بحسب تصريح للوزيرة في ذلك الحين « دون «جدوى» اقتصادية كما يرى البعض اليوم.

أعاد حديث «الدكتورة « عن الاقتصاد و» التقشف الحكومي ذكريات حضورها السياسي اليوم وسط متغيرات اقتصادية ويعيد اليها «الدور» في الحديث .

هي السياسية التي انتقدها الكثير، لكنها رغم ذلك تبقي «عوداً من حزمة « في تجربة سياسية نسائية صاحبها الكثير إيجاباً وسلباً .
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي