No Script

المتشددون اتهموا «روتانا» بأنها تسعى لنشر الفسق والفجور في السعودية

«مناحي» عرض في الرياض وسط احتجاجات واعتقالات طالت 13 شخصاً

تصغير
تكبير
|الرياض- من صبحي رخا|
شهد العرض الأول للفيلم السينمائي السعودي «مناحي» في الرياض مساء اول من أمس جدلا حادا وصل حد الاشتباكات بين رجال الأمن والمتشددين الإسلاميين واتهامات من قبل هؤلاء لشركة «روتانا» بانها تسعى لنشر الفسق والفجور في السعودية ولبطل الفيلم فايز المالكي بانه من ائمة الضلال.
وقوبل عرض الفيلم باعتراضات عدة من جانب عدد من المتشددين السعوديين الذين حاولوا منع العرض بإشاعة جو من الفوضى قبل أن يقوم الأمن السعودي بتفريقهم واعتقال عدد منهم.

ورغم ان «روتانا» قصرت عرض الفيلم على الشباب والرجال فقط ولم تسمح للنساء اصلا بالحضور خلافا لما حصل في جدة والطائف، الا ان ذلك لم يشفع للمتشددين الاسلاميين المتطوعين من تلقاء انفسهم لمنع عرض الفيلم، حيث واجه عرضه في الرياض وكما كان متوقعا معارضة شديدة على خلاف مدينتي جدة والطائف اللتين تتميزان بانفتاح اجتماعي وثقافي اكبر.
ويمكن القول الآن فقط إن السينما عادت للسعودية بعد عرض الفيلم في الرياض عقب غياب للسينما في العاصمة منذ نحو اربعة عقود، إذ ان عرض الفيلم في جدة كان امرا اعتياديا كما سبقت الاشارة بل ان جدة تشهد منذ نحو خمس سنوات مهرجانا سنويا للسينما.
ولوحظ تواجد امني كثيف عند مداخل المركز تمثل في دوريات للشرطة وعشرات رجال الأمن توزعوا في ارجاء المركز تحسبا لحضور مثل هؤلاء المتشددين، وهو ما حصل بالفعل حيث احدث هؤلاء فوضى وتدخلت الشرطة وألقت القبض على «13 شخصا من مثيري الشغب» قبيل عرض الفيلم.
وشاهد مراسل «الراي» قوات الأمن وهي تلقي القبض على نحو اربعة من المتشددين الإسلاميين الذين جاءوا من تلقاء انفسهم ولم يكونوا تابعين لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وجاء القبض على هؤلاء بعد وقوفهم امام باب المركز والقاء مواعظ على الجمهور خلال دخوله، ثم محاولتهم الدخول إلى القاعة لالقاء كلمة في الجمهور قبل عرض الفيلم الا ان قوات الأمن منعتهم وأبعدتهم بالقوة عن المكان.
وكان احد هؤلاء قام عقب اداء صلاة العشاء في مسجد المركز وبحضور ابطال الفيلم، وفي مقدمهم الفنان فايز المالكي بالقاء كلمة تحدث فيها عن «حرمة السينما وانها من اسباب غضب الله على الناس واستشهد بحدوث الزلازل التي تشهدها بعض المدن السعودية في هذا الصدد باعتبارها من علامات غضب الله، واتهم المتحدث الفنان فايز المالكي بأنه من أئمة الضلال وشركة (روتانا) بأنها من دعاة الفسق والفجور».
وعمدت «روتانا» بعد اخذ موافقة الجهات المختصة بعرض الفيلم في الرياض إلى اسلوب الصدمة ووضع المتشددين امام الامر الواقع حيث لم تعلن عن عرض الفيلم إلا مساء يوم الجمعة الماضي وسربت الخبر للصحف السعودية ليتزامن الإعلان عنه مع يوم عرضه.
وتشهد السعودية صراعا قويا حول السينما بين رجال الدين والشباب الراغب في إدخال الفن السابع إلى البلاد، بعد أن أخذ بالازدهار في بلدان خليجية مجاورة.
وأثار خبر عرض الفيلم جدلا واسعا في المواقع والمنتديات الإلكترونية السعودية غلب عليها طابع منع ورفض وجود دور عرض سينمائي في المدن السعودية وتحذير من يسعى لذلك.
لكن في المقابل تزامن عرض فيلم «مناحي»، مع حملة أطلقها ناشطون شباب، وسينمائيون سعوديون باسم «نبي سينما»، والتي تدعو إلى التضامن مع مساعيهم الرامية، إلى وجود دور عرض سينمائي في السعودية، التي تمنع إقامتها حتى الآن.
ووجه الشباب رسالة تضم دعوة لحضور عرض سينمائي موقعة باسم الحملة تدعو كل من تصله الرسالة لتعميمها على كل من يعرفهم إضافة إلى المشاركة في دعم الحملة بحضور العرض الأول لفيلم «مناحي».
وقال نص الرسالة التي تم تداولها بشكل واسع عبر الهواتف المحمولة «شارك بحضور افتتاح عروض فيلم مناحي في الرياض لدعم وجود دور سينما في المدن السعودية بعد صلاة العشاء في مركز الملك فهد الثقافي»، موضحة أن «ريع التذاكر يخصص لصالح مرضى السرطان».
وفيلم «مناحي» هو الفيلم السعودي الثاني الذي تنتجه «روتانا» بعد فيلم «كيف الحال». وهو من بطولة فايز المالكي ومنى واصف وعبدالإمام عبدالله وطارق الحربي. وسبق أن عرض في مدينة جدة خلال عيد الفطر الماضي ثم عرض في الطائف وجازان وشهدت هذه العروض إقبالا واسعا من الجمهور حيث حضرها أكثر من 25 ألف مشاهد خلال أقل من عشرة أيام.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي