No Script

حظر استيراد سياراته المستعملة أثار جدلاً واسعاً بين مؤيد يطالب بأكثر من ذلك ومعارض يراه تضييقاً

«التقحيص».... بين الهواية وتجاوز القانون... «يويّل»!

تصغير
تكبير
مؤيدو منع الاستيراد • سعد العجمي: أصبحنا عاجزين عن النوم بسبب زمجرة موتوراتهم الصاخبة

• أحمد العازمي: المقحص يمارس هوايته حتى لو بـ«قاري»... المهم التواير «تنبط»

• نايف الخلف: تعكس حالة من لا طموح له النائم طوال النهار والمعتمد على راتب دعم عمالة

• عمر الدويلة: أصدقاء السوء يقومون بجمع «قطّية» لممارسة الهواية التعيسة

• عبدالعزيز المنيفي: صرنا نتمنى ألا ينزل مطر بسبب أصوات «إكزوزات» السيارات المجنونة

المعارضون: • خالد النبهان: القرار حرمان من ممارسة هواية تراثية فهناك «شيّاب» لديهم موتور سبور

• عبدالله يوسف: القرار سياسة ديكتاتورية وتعمل على التحكم برغبات وهوايات الناس

المقحصون: • يوسف الصدي: بدل ان يمنعونا من التقحيص لماذا لا يحتضنون هواياتنا وينظمونها؟

• سعد الظفيري: حتى لو منعوا استيراد المستعمل سنقحّص بسياراتنا الخاصة والوانيتات

• ناصر الديحاني: ممارسة التقحيص في البر بعيداً عن المخيمين لا تسبب ضرراً لأحد

• أحمد السهلي: التقحيص له متعة خاصة وجمهوره يذهب خلفه إلى أماكن بعيدة
هل سيأتي يوم على الكويت، ويغيب عن الأسماع أصوات «زعيق» الإطارات وهي تحتك مع الأسفلت في وصلة تقحيص يقيمها المستهترون في الأماكن التي اعتادوا عليها؟ أو هل سيأتي يوم تمطر فيه السماء ويمضي دون أن يهرع المستهترون أنفسهم إلى سياراتهم ليمارسوا وصلات الاستعراض مستغلين الأرض الزلقة من أثر المطر؟

كثيرون يتمنون أن يأتي هذان اليومان ليرتاحوا من هواجس الخطر وصداع الرأس والروائح الكريهة، فالهواجس كثيرا ما تنتاب أولياء أمور وأهالي عندما يتماهى إلى سمعهم أصوات السيارات خوفا على أبنائهم من مغامرات المستهترين، وأما الصداع فتسببه الأصوات الشديدة للإطارات وهي تئن تحت وطأت الفرامل وأقدام المستعرضين، وهي التي تبعث الروائح الكريهة والأدخنة التي تملأ الأفق.


ولأجل ذلك كان قرار وزارة الداخلية بالايعاز الى وزارة التجارة والصناعة لإيقاف استيراد سيارات التقحيص المستعملة من الخارج لاقل من 5 سنوات، فكانت ردود افعال المواطنين حيال القرار بين كثير مؤيد وقليل معارض.

فالفريق المؤيد للقرار يرى ان المقحصين اصبحوا صداعا دائما مع كل موسم للبر حتى باتوا يكرهون سقوط المطر من رعونتهم بالقيادة واصوات سياراتهم المزعجة علاوة على خطورتها على الارواح والممتلكات العامة والخاصة وتدمير البنية التحتية للطرق، وخاصة عندما «يويّل» المستعرض، وتعني الضغط على الإطارات حتى تصل إلى مرحلة الذوبان. فيما جاء الفريق المعارض للقرار باعتباره يجور على حريات الناس، ويقضى على هوايات البعض باقتناء السيارات التراثية والقديمة الامر الذي سيؤثر بالسلب على هذه الهواية. اما فريق المقحصين انفسهم فهم رفضوا القرار جملة وتفصيلا واعتبروه احد اهم وسائل محاربة الهوايات الشبابية، مطالبين بالتراجع عن القرار.

بداية أيد المواطن سعد عبدالله العجمي قرار منع استيراد سيارات التقحيص المستعملة، مؤكدا ان التقحيص بحد ذاته عادة سيئة تنغص على الناس فرحتهم بالمطر والبر.

وقال ان المقحصين يفرون بسياراتهم اذا ما لمحوا اي دورية في الافق ويهربون منها الى عمق الصحاري، هذا ان كانت هناك دوريات تراقبهم اصلا إلا في ايام معينة كليلة رأس السنة الميلادية، عاتبا على دوريات الشرطة التي لا تحضر وان حضرت فتكون على مضض وكأنهم لا يبالون بالامر، واصبحنا عاجزين عن النوم بسبب زمجرة موتوراتهم الصاخبة.

من جانبه يرى المواطن نايف الخلف ان ممارسة التقحيص نتيجة طبيعية لمن لا طموح ولا شهادة لديهم فهو نايم طول النهار ويحصل على راتب دعم عمالة وهو بدوره عبء على اسرته والمجتمع فلا نتوقع منه سوى الجري بسيارة قديمة بكل رعونة واستهتار.

وقال ان هذا المستهتر الذي يمارس هوايته المميتة بالشارع لا يمكن وصفه بأنه شخص طبيعي بل بكل تأكيد هو فاشل اسريا ودراسيا وبلا عمل، ويا ليت هذا فقط انما مزعجنا ومزعج العالم بصوت اكزوزات سياراته.

اما احمد محمد العازمي فيشير الى ان المقحصين حتى لو منعوا سيارات المستعملة فإنهم مستعدون للتقحيص بأي سيارة عادية حتى لو «قاري» ما عندهم مشكلة، المهم «تنبط» التواير وينال تصفيق الربع.

وطالب العازمي بتكثيف الدوريات على الطرق وفي الميادين والدوارات لمنع المقحصين بدلا من منع استيراد سيارات التقحيص لأن القرار لا يصب في مصلحة السيارات التراثية خاصة وان كبار الشخصيات العامة في الكويت يمتلكون سيارات تراثية وقديمة.

اما عمر الدويلة فيؤكد ان التقحيص او التشفيط على حجم خطورته على المارة وقائدي المركبات بالشوارع فهي ايضا ظاهرة غير حضارية. واستغرب ان يكون للمقحصين رأسمال ينفقونه على التواير البالية رغم انهم سيخسرون ما دفعوه لكن هذا يؤكد انه لا يوجد موجه جيد بالاسرة او ان هناك اصدقاء السوء الذين يقومون بجمع قطية لممارسة الهواية التعيسة.

بدوره رأى عبدالعزيز المنيفي ان التقحيص هواية لدى كثير من الشباب والمراهقين ويمارس بعد كل مرة يسقط فيها المطر لدرجة ان الواحد صار يتمنى ألا ينزل مطر بسبب اصوات اكزوزات السيارات المزعجة والسيارات المجنونة التي يقودها اولئك برعونة في البر او في الشوارع خاصة عند الدوارات وفي الساحات الترابية بمناطق السكن.

وحذر المنيفي من مغبة التقحيص داخل مناطق السكن كونها خطرة على المارة ومرتادي الطريق وقد تكون خطرة حتى على المنازل انفسها لأن السيارات المندفعة بقوة قد تتسبب في تدمير البنية التحتية للشوارع والحدائق وتخلف وراءها كمية كبيرة من التلوث البيئي على كافة مستوياته.

وقال ان المقحصين فرق وربع ويقومون بجمع مبلغ مالي من بعضهم لشراء التواير المستعملة لزوم التقحيص ودوة الفحم لقضاء سهراتهم الليلية في الشتاء والتي لا تتجاوز 20 الى 30 دينارا لا اكثر ويبدأون سباقاتهم الانتحارية في اماكن بعيدة عن رقابة الشرطة.

معارضون

وفي الشق المعارض لسياسة وزارتي الداخلية والتجارة والصناعة في منع استيراد سيارات التقحيص المستعملة اعترض المواطن خالد النبهان على السياسة التي تمنع حرية التملك للسيارات القديمة والتراثية باعتبار انها ثروة وليست فقط للتقحيص حتى لو كانت سيارة رياضية، مؤكدا ان هناك شياب بعمر الستينات لديهم سيارات سبور رياضية قديمة اقتنوها من اجل ان تكون قطع تراثية لديهم.

وقال النبهان «لدي سيارة بأميركا ثمنها 20 الف دينار وعندما قررت استقدامها منعني القرار الجديد بحجة انها رياضية معدة للتقحيص وليس من المعقول ان اشتري سيارة بنحو 20 ألف دينار من اجل التقحيص، ولو اردت التقحيص فبامكاني فعل ذلك بسيارتي العادية». واوضح ان الوزارة منعت حتى استيراد الدوريات المستعملة حتى لو كان موديلها لم يمض عليه عام او عامان لأنها دوريات شرطة وكأن الامر فيه احتكار لصنف دون اخر، متسائلا لماذا لا يتم منع السيارات القديمة عن وكالات السيارات التي تحضرها من الخارج حتى ولو كان الغرض للعرض فقط.

ويؤيد الكلام السابق ابو فهد الذي اعترض على القرار ووصفه بالمتعسف والذي لا يمنع بلاء من الوقوع، مضيفا «ان لدي ابنا من محبي التقحيص واشترى سيارة له لأجل ذلك ولا يمكن ان امنعه لأنها متنفس من المتنفسات بدلا من ان يفرغ نشاطه في امور اخرى لا قدر الله».

اما عبدالله يوسف فيصنف القرار ضمن سياسة التحكم برغبات وهوايات الناس، وكأن هناك من لا يريد متنفسا للشباب خاصة وان التقحيص يمارس في البر بعيدا عن المدينة لكن من يمارسونه في الشوارع وسط مناطق السكن فهو فعل غير ادمي ويجب ايقافه.

وقال «بدلا من ان يمنعوا المقحصين بهذا القرار وكأنه فرض سيطرة وفق سياسات واهواء من اصدر القرار، مؤكدا اننا لا نرى المقحصين إلا في اوقات واماكن معينة كموسم البر او بعد هطول المطر اما وسط المدينة فلا نلمحه، وطالما كان بعيدا عن اذية الناس فلا يوجد داع اصلا لمحاربته اما ان تعلق بحياتهم فهذا شأن آخر».

ذوو العلاقة

اما المقحصون انفسهم فكان رأيهم بالاجماع على رفض القرار، حيث ذكر يوسف الصدي ان التقحيص هواية ورياضة اعتدنا عليها وتلقى رواجا هائلا بين فئة الشباب والمشجعين، وإلا لما وجدت الاف المشجعين في البر وقت هبة الشباب للتقحيص.

وطالب الصدي بمساواة التقحيص برياضة الراليات التي تقام لها سباقات سنوية في دول الجوار كالبحرين وذلك بعمل حلبة كحلبة الفورميلا لكي تكون بشكل رسمي بدلا من محاربة الشباب لافراغ طاقاتهم.

ويضيف على كلام السابق احمد السهلي فيقول ان التقحيص خاصة بعد كل مرة يسقط فيها المطر له متعة خاصة وله جمهور يذهب خلفه الى اماكن بعيدة يمارس فيها التقحيص كطريق الوفرة والسالمي والجليعة والمطلاع لدرجة ان هناك فتيات تأتي مع اخوانهم للتشجيع، فكيف يمنعونه؟

وقال ان كل ما نخسره مجرد تواير قديمة لا يتجاوز ثمنها 20 او 30 دينارا ودوة فحم ولأنها مرغوبة من الشباب فإننا نجد انهم يجمعون قطية للمقحص حتى يستمتعوا بالبر والتقحيص معا. واضاف ان القطية لشراء التواير والفحم لزوم الهبة التي غالبا ما تكون مساء خاصة عقب هطول المطر وفي ليلة رأس السنة.

اما سعد الظفيري فيرى ان التقحيص المدخل الرئيسي لحركات ومشاهد الاكشن في السينما ولولا وجود مقحصين لما وجدنا المناظر الخطيرة في الافلام.

وقال ان القرار سيتسبب في رفع قيمة سيارات التقحيص فبعض الأنواع التي سعرها الان 11 ألفا او 12 الف دينار سيصل سعرها الى اكثر من 25 ألف دينار في فترة وجيزة وبعد 10 سنوات محتمل ان يصل سعرها 40 الف دينار وبالنهاية لن يقضي على التقحيص فحتى لو منعوا استيراد المستعمل سنقحص بسياراتنا الخاصة أو الوانيتات.

فيما اكد ناصر الديحاني ان التقحيص يحتاج الى التقنين فنحن ضد التقحيص وسط المناطق السكنية سواء فيه مطر او ما فيه المطر لكن لسنا مؤيدين لقرار منع استيراد السيارات الرياضية المستعملة من الخارج لأنه يقضي على الهواية ككل.

واوضح الديحاني ان ممارسة التقحيص في البر بعيدا عن تجمع المخيمين لا تسبب ضررا لأحد ومن يتعرض لحادثة لا قدر الله فهو لديه عقل، مشيرا الى ان حوادث التقحيص ليست بالكثيرة او الخطرة.

كبس السيارات

ذهب بعض مؤيدي منع استيراد سيارات التقحيص الى حد المطالبة بكبس سيارات المقحصين كما هو معمول به في بعض الدول امام اعين المقحصين انفسه،م ونشرها بوسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، حتى يكونوا عبرة، مطالبين بتكثيف الدوريات لأن المقحصين مستعدون لاستخدام السيارات العادية ومن ضمنها الوانيتات حتى لو وصل الامر للتقحيص على «قاري».

تقليد الأكشن

معارضو منع الاستيراد شددوا على ان التقحيص يعتبر رياضة وتمارس بشكل ممنهج في افلام الاكشن السينمائية ولولا المقحصون لما خرجت علينا افلام السينما بأعظم المشاهد. ولفتوا الى ان رياضتهم تمارس في البر بعيدا عن تجمع المخيمين بحيث لا تسبب ضررا ولا ضرار، وطالبوا بضرورة تقنين التقحيص من قبل وزارة الشباب.

موديل «77» بـ 14 ألف دينار!

المواطن أحمد العازمي قال ان قرار الداخلية بايعازها لوزارة التجارة يعني زيادة التكلفة فسترتفع اسعار السيارات الى اضعاف اسعارها السابقة، لافتا الى ان احد معارفه اشترى سيارة موديل 77 بـ14 الف دينار، في حين ان قيمتها جديدة من الوكالة وقتها كانت لا تتجاوز 3 او 4 الاف اي 4 اضعاف قيمتها، وهو امر غريب في هذه النوعية من السيارات التي ترتفع اسعارها كلما كانت قديمة، والقرار يعني ان السيارة موديل 84 سيصل سعرها لأكثر من 30 ألف دينار.

كبت الهواية

خالد النبهان من معارضي منع استيراد السيارات المستعملة، وطالب بأن يكون الفيصل في منع التقحيص الفحص الفني للسيارة والذي سيبين ان كانت معدة للاقتناء ام للتقحيص، داعيا الى دراسة القرارات التي تخرج بين الحين والاخر بحيث تكبت حرية البعض في ممارسة هواياتهم، خاصة وان الراليات والسباقات امر مشرع في كافة دول العالم وهناك حلبة لسباق السيارات في البحرين تقام فيها الراليات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي