No Script

موسكو تنتظر ضغط واشنطن على حلفائها

تصغير
تكبير
بدأت ورشة العمل داخل قاعدة حميميم العسكرية الروسية على الساحل السوري لتحضير الجنود والضباط والطائرات الروسية التي يستغنى عنها في الوقت الراهن للمغادرة والعودة الى البلاد بعدما «حققت روسيا أهدافها».

ويقول ضابط كبير داخل قاعدة حميميم لـ «الراي» ان «الأوامر أُعطيت لعدد من القوات الخاصة والطيارين وأجهزة الحماية وبعض طواقم الهندسة بالعودة وفق لائحة بالأسماء والعديد والمعدات التي رفعتها القيادة العسكرية الروسية بعد الأسبوع الاول من وقف إطلاق النار، بناء على طلب وزارة الدفاع والكرملين. فهناك عدد كبير من الضباط الذين أشرفوا مباشرة على معارك في اللاذقية وحلب وأماكن اخرى ضد جبهة النصرة وحلفائها، وكذلك تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، وهؤلاء لم يعد لهم عمل بالعدد الموجود حالياً، وكذلك الأمر بالنسبة الى بعض وحدات الحماية والوحدات الصاروخية، التي شاركت في تطهير كل الجبال المحيطة بمحافظة اللاذقية وأبعدت الخطر عن قاعدة حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس، كما أمّنت الحماية للمدنيين على طول الخط الساحلي من قصف المسلحين الذي كان يطالهم بين الحين والاخر، وأعادت القوات السورية الى مواقعها القديمة التي كانت عليها في مثل هذا الوقت من العام الماضي. وهكذا، بعدما كانت كل المعارضة وحلفاؤها الاقليميون والغربيون يرفضون وجود ممثلي دمشق على طاولة المفاوضات، أصبح للجميع كلمة وباتت هناك نية للتفاوض دون الغاء اي دور للطرف الآخر، ليصار الى انتخابات فعلية حرة تحت إشراف الامم المتحدة ومن دون اي شروط مسبقة من اي طرف يملك الارض في سورية ما عدا النصرة وداعش».

وشرح المصدر ان «الرئيس باراك اوباما وكذلك ايران ودمشق كانوا على علم بالخطوة الروسية التي جاءت مقابل تعهدات من الأطراف الاقليمية بان يلتزم الجميع بالعملية السياسية ويحافظوا على وقف اطلاق النار وتتوقف المعارك على كل الجبهات ما عدا جبهتي النصرة وداعش».

وأكد المصدر ان «اميركا التزمت مع روسيا بانها ستتولى الضغط المباشر على كل لاعبي المنطقة المتورطين بالداخل السوري، ليكفوا عن التدخل ودعم المعارضة المسلحة، وبأنها ستخاطب مباشرة هذه الدول لفرض وقف اطلاق النار ووقف الدعم العسكري للتنظيمات المسلحة والتحريض الاعلامي، مما سيهيىء تدريجاً لانسحاب كل القوات الأجنبية بعد القضاء على داعش والنصرة، وذلك مقابل ان تبادر موسكو الى اعلان بدء سحب الفائض من قواتها لبث الطمأنينة لدى الأطراف الإقليمية، لتضغط على حلفائها السوريين على الارض. لهذا فان روسيا تقوم بالخطوة من جانبها وتنتظر النتائج من الجانب الاميركي وحلفائه».

وبحسب المصدر فان روسيا «أظهرت للعالم انها تستطيع تجهيز اي قاعدة بأحدث الاسلحة التي لم تُستخدم من قبل، وتستطيع تغيير مجرى الأحداث العسكرية بتدخلها المباشر الداعم لقوات محلية بأقلّ خسائر ممكنة وانها لاعب اساسي على الساحة الدولية ولا سيما في ما يتعلق بالشرق الاوسط. وهذه الاهداف تحققت من الناحية الاستراتيجية. اما من الناحية العملية، فقد منعت روسيا تقسيم سورية وأوقفت إنشاء دولة الخلافة اوالدولة الاسلامية المتطرفة على ارض الشام ولم تسمح بسقوط النظام في دمشق، كي لا يصبح الوضع في سورية كما هو الآن في ليبيا، حيث يندم جميع الذين خططوا وساهموا بإفشال الدولة حين لا ينفع الندم».

وتابع المصدر ان «روسيا استطاعت ان تساعد النظام السوري على استعادة اراضٍ استراتيجية شاسعة ولا سيما حول اللاذقية وحلب، وفك الحصار عن نبل والزهراء، واستعادة الطريق الجنوبي لحلب في خناصر – اثريا، والدفع بالقوات نحو درعا البلد جنوب سورية، والدفع بالمعارضة الى الجلوس الى طاولة المفاوضات بعد ان رفضت ذلك لمدة 4 سنوات».

وأكد المصدر ان هذه الخطوة «لا علاقة لها بالضغط على الرئيس الاسد لان روسيا سألته مراراً اذا كان يريد خوض الانتخابات الرئاسية واذا كان واثقاً من نفسه، فأجاب انه واثق من الفوز وانه سيخوض الانتخابات وهنا يتوقف دورنا لاننا نشارك مع الامم المتحدة بدعم انتخابات حرة ومراقبة دولياً وليترشح مَن يريد، وقد أبلغنا الولايات المتحدة موقفنا هذا ولم نرَ اي اعتراض عليه ولينتخب السوريون مَن يريدون».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي