No Script

محمد بشر شبيه صدام حسين لـ «الراي»: لعنة الشبه تطاردني وأصابتني بمرض القلب... وجمدت أعمالي

تصغير
تكبير
| الإسكندرية (مصر) - من علي بدر |

إنها «لعنة الشبه» مع المشاهير التي تطارد أي إنسان في أي مكان فما بالنا بشخص يتشابه «طبق الأصل» مع الرئيس العراقي «السابق» صدام حسين إنها لعنة حقيقية بكل المقاييس.

المواطن الذي نقصده يعيش في مدينة الإسكندرية (220 كيلو مترا شمال غرب العاصمة المصرية) تحول هذا التشابه في الوجه وجميع التقاطيع سواء «الوجه واللحية والجسم» إلى كابوس يطارده.



هذا المواطن المصري البسيط عندما تراه لن تصدق نفسك، بل لن تصدق أن الذي نقصده الرئيس صدام حسين تم إعدامه وسوف تتشكك في عملية الإعدام، حتى إن معظم الناس الذين يرونه ينادونه باسم «صدام حسين» حتى محاميه «آمر أبو هيف» يناديه بلقب «صدام».

المواطن المصري يدعى «محمد بشر» أو «الحاج محمد» كما يحب أن يناديه الناس وهو من مواليد يوليو العام 1954، أي إن عمره حوالي (54 عاماً) حاليا.

التقته «الراي» في مكتب محاميه أبو هيف في منطقة المنشية (وسط الإسكندرية) ودار معه حوار حول هذا الشبه الذي جعله حديث الناس ووسائل الإعلام المختلفة.

بشر أو شبيه صدام قال: «أعيش في حالي حيث أسكن مع أسرتي وأولادي في منطقة جناكليس (شرق الإسكندرية) وأعمل في المقاولات، أي أنني مقاول، كما أن لديّ صالة للحفلات في منطقة المندرة (شرق المدينة) أيضا فتحتها لأحد أولادي البالغ عددهم 5 أولاد - قال عنهم إنهم في وظائف محترمة جدا».

وأضاف: «أشبه صدام حسين بشكل كبير جدا سواء كنت بلحية أم من غير لحية، وبدأت هذه الملامح تتبلور منذ حوالي 15 سنة حيث أصبحت شبيها له تماما ولقبني الجيران وجميع المواطنين باسم (صدام)».

 وذكر لـ «الراي»: «في كل مكان أذهب إليه في الإسكندرية أو غيرها يناديني الناس بنفس الاسم، وتطاردني نظرات المواطنين وكاميرات المحمول، ولم يكن هذا التشابه يسبب إزعاجا كبيرا حتى قبل غزو العراق، إلا في مواقف بسيطة.

وقال: «بعد إعدام صدام حسين بـ 6 أشهر تحول هذا الشبه لكابوس يطاردني في كل مكان أذهب إليه حيث تطاردني عيون الناس بطريقة أزعجتني جدا وكل مكان أذهب إليه سواء في المطاعم أو المولات التجارية يقوم الناس بالتقاط الصور معي، وهناك عائلات تطلب التصوير معي على اعتبار أنني شبيه صدام».

مؤكدا أن «هذا الأمر أصبح يزعجني جدا، وبسببه لا أريد الخروج لأي مكان أو الخروج من المنزل».

وفجَّر بشر مفاجأة بقوله: «مرضت بالقلب منذ العام 2002 حيث أصبت بجلطة في القلب ودخلت المستشفى مرات عدة بسبب المشاكل التي تلاحقني لشبهي الكبير بصدام حسين. حتى إنني أهملت عملي تماما في المعمار وكنت أقيم عمارة سكنية تركتها لأحد أبنائي وقام ببيعها، وصالة الحفلات التي أمتلكها أهملتها تماما وأغلقتها، لأن هذا الشبه أصبح لعنة تطاردني ولم أعد أعمل حتى أُبعد الناس عني».

ومن مفاجأة إلى مفاجأة قال: «هذا الأمر أصبح شيئا مخيفا والأكثر من ذلك أنه منذ فترة قليلة فوجئت بأشخاص غير مصريين هم من العرب وصفهم بالشوام يطاردونه في كل مكان واستطاعوا الحصول على تلفونه واستدرجوه بحجة أن هناك عملا في المعمار يريدونني فيه».

وأضاف: «عرضوا عليَّ أن أقوم بتمثيل فيلم عن صدام حسين على أساس أنني صدام حسين، وعرضوا في البداية نصف مليون دولار قبل التصوير وكان معهم المبلغ (كاش) وبعد التصوير سوف أحصل على نصف مليون دولار أخر، أي مليون دولار».

وأكمل: «بصراحة رفضت هذا العرض تماما، لأن الفيلم (إباحي) عن صدام حسين وحياته الجنسية وظلوا يطاردونني.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. وقال: «مجموعة أخرى ادعوا أنهم أصحاب محطات فضائية في لبنان، وعرضوا نفسه العرض، وقالوا لي إن هذا الأمر عادي جدا ولكنني رفضت هذا العرض القذر، لدرجة أن سيدة كانت معهم بصقت في وجهي وقالت: إنني وش فقر».

وقال: «ماذا أفعل بهذه الأموال الحرام أنا والحمد مستور وبدأت بعد ذلك الضغوط عليَّ من العديد من الأشخاص الذين يريدون التصوير حول حياة صدام على اعتبار انني صدام حسين ولكنني رفضت هذه الأعمال».

وأضاف: «ليس لي أي نشاط سياسي ولا أنتمي لأي حزب سياسي، بل لا أقرأ الصحف لأنهم يقولون إن هذه الصحف «صفراء أو زرقاء» أو غير ذلك من الألوان وذلك حتى أريح دماغي»، كما أنني «أحمل بطاقة انتخابية، ولكن أعمل إيه في هذا التشابه».

وقال: «رفضت الذهاب لأي محطة تلفزيونية أرضية أو فضائية» للتصوير معها لأنني مش غاوي شهرة أو وجع دماغ مع الحكومة».

مضيفا: «كلما ذهبت لأي مكان عام في الإسكندرية يتوافد الناس عليه رجالا ونساء وبناتا يقومون بتصويره والتصوير معه».

 كما أن الأجانب والعرب عندما يشاهدونه في أي مكان يطلبون التصوير معه مثل ما حدث منذ أيام في مول «الدون تاون» في الإسكندرية.

وأضاف: «ان من يراني لأول مرة يفاجأ بهذا التشابه في كل تقاطيع الوجه وأول شيء يقوله لي الناس يا (صدام) وحدث ذلك عندما كنت أصعد لمكتب الأستاذ آمر أبو هيف، قبل أيام، حيث قام عدد من الباعة في الشارع بالقول إنه هو صدام، ثم نادوا عليّ ياصدام».

 كما حدث في السعودية أيضا منذ 7 سنوات كنت أصلي في الحرم وفوجئت بعسكري سعودي يقف أمامي ونادى على عسكري آخر وقال له إنه صدام يا شيخ، والآخر قال: «يظهر إنه أخوه وظلا على ذلك حتى تأكدا أنني مصري وأن هذا مجرد تشابه وكل يوم يسألني ناس هل أنت عراقي؟».

مؤكدا: «لم أسافر للعراق أبدا، والدولة الوحيدة التي أسافر إليها هي السعودية للحج والعمرة فقط، وأن أكثر شيء يحزنني أنه منذ أن أصبحت مريضا بالقلب منعني الأطباء من السفر لأن في ذلك خطورة على حياتي وذلك حرمني من زيارة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والحج».

وقال شبيه السابق صدام: «إن إطلاقه لحيته جاء على سبيل الصدفة لأنه عندما مرض أطلق لحيته التي تشابهت مع لحية صدام حسين في أواخر أيامه، كما أنه من دون لحية أيضا يشبه صدام حسين جدا».

الحاج محمد بشر رفض الحديث عن أولاده في الموضوع وقال «إنهم بعيدون عن ذلك، كما أن الكثير من المحطات التلفزيونية طلبت تصويري وأسرتي لكنني رفضت حيث إنني أخاف على أسرتي من الأشخاص المجهولين الذين يطاردونني بسبب الشبه الكبير مع صدام حسين، حتى إنني تسيطر عليّ مخاوف أن يتم اغتيالي بسبب هذا التشابه، ولذلك لجأت لأجهزة الأمن لحمايتي وأبلغتهم بكل ما حدث».

محامي الحاج محمد بشر «آمر أبوهيف» قال: «الحاج محمد حضر إلى مكتبي من أجل اتخاذ الإجرءات القانونية لحمايته من هذه المطاردات لأنه أصبح يشعر أن هناك من يريد اغتياله بسبب رفضه العروض المشبوهة». مضيفا في تصريحات لـ «الراي»: «تم تحرير محضر إثبات حالة في قسم الشرطة، كما تم إبلاغ جميع أجهزة الأمن وأثبتنا في محضر الشرطة جميع الضغوط التي يتعرض لها شبيه صدام حسين».

وقال: «أول ما دخل عليّ المكتب للمرة الأولى صدمت من التشابه الكبير بينه وبين صدام حسين، قررت الوقوف معه لأنه مواطن يستحق ذلك لأنه رفض مليون دولار من جهة مشبوهة لتصوير فيلم إباحي».

وذكر أبو هيف أنه «تعرض لضغوط كبيرة حيث طلب منه أناس مجهولون تصوير مثل هذه الأفلام من أجل إحداث بلبلة في الرأي العام العربي والعالم، والإيحاء بأن صدام لايزال حيا ولم يتم إعدامه».

وقال: «إن العروض وصلت قيمتها ملايين الدولارات، وأن الأشخاص الذين جاءوا للتفاوض معه، زعموا أنهم من محطات فضائية لبنانية، كما أن هناك أشخاصا مصريين وعربا مجهولين بالنسبة له تقدموا بعروض، وذكرنا في محضر الشرطة الذي تم تحريره في 28 ديسمبر 2007 كل هذه المطاردات، كما أبلغنا جميع الجهات الأمنية المصرية لكي تكون على علم بكل ما يحدث لأنهم يريدون الإساءة لصدام حسين والإيحاء عن طريق التشابه أن صدام لايزال حيا حيث طلب منه البعض الظهور في فيلم صامت فقط لا يتحدث على أساس أنه صدام حسين».

وقال: «عندما أبلغنا أجهزة الأمن قامت هذه الأجهزة بعمل التحريات اللازمة، لأن التهديدات التي تستخدمها الجهات المشبوهة والتي لم يذكر جنسيتها، استخدمت الوعد والوعيد ضد محمد بشر أو شبيه صدام حتى إنه أغلق مصدر رزقه الوحيد، وأن رفضه العروض يؤكد أنه ذو معدن نقي ويرفض الإساءة لشخص بهذه الطريقة».

وفي النهاية قال محمد بشر «أو شبيه صدام حسين» إنه «يتمنى أن ينتهي هذا الكابوس ويتم شفاؤه من مرضه ويعود للسفر للسعودية للحج والعمرة وأن يعيش بشكل طبيعي وأن ينسى الناس هذا التشابه مع صدام حسين».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي